تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كانوا يملكون الحس الإيقاعي والموسيقي فنظموا أشعارهم , ثم جاء الخليل وجمع هذه الأوزان (ولذلك لدي تحفظ على مقولة أن الخليل هو واضع العروض , فما قام به الخليل هو استقراء لظاهرة موجودة)

لا تكتفي بقراءة الشعر بل غنيه , أجل غني الشعر , وعندها ستجدين نفسك قد اكتشفت مواضع الكسر في الوزن بمجرد نشوز الشطر أو البيت عن اللحن

وقفتُ أنظرُ في عمرٍ غدا حُطَما = وأنظرُ في حياةٍ لست أرجيها

الشطر الأول موزون بينما الثاني نشاز. وستعرفين ذلك لو طبقت لحنا قد طبق على قصيدة من الكامل على هذا البيت , خذي مثلا قصيدة (ليس الغريب غريب الشام واليمن) ملحنة - وهي مشهورة - وطبقي لحنها على البيت الأول ستجدين الشطر الأول متناغما مع نفس اللحن بينما الشطر الثاني يكون نشازا. ومتى ما عدلت الشطر الثاني ليوافق ذاك اللحن فقد سلم من الكسر

وينطبق هذا اللحن على أي قصيدة من الكامل

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي = وأسمعت كلماتي من به صمم

ـــــــــــــــــــــــــــ

ماذا أقول لأفراخ بذي مرخ = زغب الحواصل لا ماء ولا شجر


وهكذا سترين أن اللحن ينطبق على كل قصيدة من الكامل
ولو خلطنا بين الأبيات كالتالي:
وقفتُ أنظرُ في عمرٍ غدا حُطَما =زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
فلن يتأثر اللحن لأن البيت موزون عروضيا
وهذا يخرج الوزن من الاهتمام بمعنى البيت إلى الاهتمام بالصوت فهو يهتم بالأصوات حركات وسكنات , ليكون منها مقاطع متناسقة
وهذا بحد ذاته يعتمد على ذائقة الشاعر وحسه الموسيقي , فقد نجد أستاذ العروض عاجزا عن قول الشعر , وقد نجد الشاعر عاجزا عن تدريس العروض
ومثلا قصيدة (ويسألني عن الأخبار طفلي = يطاردني بها وأنا أشيح) ينطبق اللحن الذي نشدت عليه على قصيدة:
دع الأيام تفعل ما تشاء = وطب نفسا إذا حكم القضاء
لأنهما من الوافر مفاعلة مفاعلة فعول

وما عليك الآن سوى أن تبحثي لكل وزن عن لحن , وقد ينطبق أكثر من لحن للوزن الواحد

أُوَبِخُ النفس على شيءٍ له جَهِلت = قامت فصرخت حتى شُلَّ باقيها
ضعي في مكان على في الشطر الأول ولاحظي الفرق
أحسستُ في داخلي طعناً يمزقني = وفي ثنايا فؤادي جراحٌ من يداويها
الشطر الأول موزون والثاني غير موزون

وفي الخفايا براكينٌ معربدة = قد زادها حرقةٌ دمعاً يلظّيها
موزون

ـ[صقر الفلا]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 04:34 م]ـ
شكرًا لك يا محمد

ولكن

لن أقول أتمنى لكي لا تحدث الاستحالة

ولكن عسى أن تعطّر متصفحي مرّة أخرى
فضالّتي لم أجدها حتى اللحظة

تحية عطرة

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 04:40 م]ـ
ربما أوجدكها غيري

ـ[صقر الفلا]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 08:50 م]ـ
ربما أوجدكها غيري

لا يفتى ومالك في المدينة

ـ[معالي]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 09:47 م]ـ
مع باب الكليّة
وقفتُ ببابِ كُلِّيّتي باكيًا .. فأجابني البابُ لا لا تَكَل!

فقلت دعني فحالُ صَحْبي .. تَغْرَورِقُ لهُ كُلّ المُقلْ

فأجابني الباب:

لِمْتُكَ ومِثلُكَ لا يلامُ .. أبكيتني بهذا الكلامِ

نعم يحقُّ لك التعجُّب .. ويحق لك الاستعلامُ

فقلتُ هذا غيضُ فيضٍ .. ولو أكملت لصرت حطاما

شابٌ في عزِّ الشبابِ شيبٌ .. وجسمي من الهمِّ عظامُ

وقد نالَ صَحْبِي ما نالني .. ومن كل صوبٍ أتتنا سهامُ

طرقنا كل تقديمٍ بدون جدوى .. وعذرهم للوزارةِ استفهامُ؟

لامكان لكم سوى التعليمِ .. تَعَهدتُّم وتشهدُ الأقلامُ

فقال البابُ حسبك يا بنيَّ .. وعند الرَّب تجتمع الخصومُ

فإذا هذا هو حالكم .. فقل على الدنيا السلام

وشكرًا لكم أولا وأخيرًا

أهلا بك، أستاذ صقر، وحُييتَ في مربع من مرابع الضاد.
قصيدتك تعالج قضية اجتماعية على قدر عال من الأهمية، وهذا يُحسب لك، وإن كانت تتصل بك شخصيا، ولكني أعتب عليك لما تنضح به القصيدة من يأس وقنوط يتجلى في البيت الأخير:
فقل على الدنيا السلام!
وكنت أتمنى لو أنك نحوتَ بها منحى السخرية مثلا، أو خرجت بحلول للشباب الذين اصطلوا بنار هذه المأساة، فربما بمثل ذلك خرجت عن السائد والمألوف.

يُحسب لك أيضا القالب الحواري الذي قدمت فيه القصيدة، الذي عقدته بين الكلية من جهة، وبين الطالب المتخرج منها ولم يحصل على وظيفة تلائم تخصصه! وهذا جميل جدا!

من جهة اللغة فإن اللغة الشعرية تختلف تماما عما أقرأ هنا، كما أنها تختلف عن اللغة النثرية العادية، فهي مستوى رفيع يحتاج إلى قراءة متأنية وبصيرة في دواوين الفحول، يعقبها مران طويل ودربة مستمرة مع الاستمرار في القراءة، وكل هذا لمحاولة إتقان أو مقاربة ذلك المستوى اللغوي الرفيع.

قبل تقويم الوزن والقافية في قصيدتك هناك أخطاء نحوية ولغوية تهدم القصيدة تماما، وربما حملتك على إلغائها جملة وبنائها من جديد، وقد حاولتُ التنبيه على بعض ما وقعتُ عليه في عجالة، وربما لم آت على كل ما ورد.

نرحّب بك دائما معنا، وننتظر جديدك الذي تتجاوز فيه مثل هذه الهفوات، وندعو لك بالتوفيق.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير