رَمَى بِرَوْحِهِ عَلَى قَارِعَةِ الْبَحْثِ بِأُخْرَى ... وسَانَدَتْهُ لَيَالِي الْبُؤْسِ الَّتِي شَتَّتَتْ وِحْدَتَهُ الَّتِي اعْتَصَرَهَا الْحِرْمَان يَسْتَجْدِي كُل مِنْ حَوْلِه يَهُزُهُ الْشَوْق حَنِينَاً ..
تَتَرَاقَصُ لَهُ الْدُنْيَا فَرَحَاً ... لِيَلْتَقِط مَابَقِيَ مِنْ أَنْفَاسِ الْحَياَةِ ,
يَنْبُت بُرْعُمٌ يَسْقِيِهِ بِفَيْضِ عَيْنَيْهِ لِتًصْبِحَ نَبْتَةً تَعْبِقُ أَجْوَاءَ رَوْحِهِ ...
زَهْرَة جَمِيلَة أنْسَتْه تِلْكَ الْذِكْرَيَاتِ الْمَثْكُولَةِ ,
فَلَفِظَ كُلَ تَرَاكُمَاتِ الْمَاضِي وَعَاشَ الأُبُوَةُ بِكِلِّ مَعَانِيهَا ,
كَانَ يَجْثُو تَحْتَ قَدَمَيْهَا , يَسْتَنْشِقُ أنْفَاسَهَا لِتَمْتَلِئَ نَفْسهُ سَعاَدَةَ وَرَضَاً.
خَمْسَة عَشْر عَامَا ... تَجَرَعَتْ فِيهَا الْزَوْجَةُ الأُوَلَى مَرَارَةَ الْحِرْمَانِ حَتَّى قَرَّحَ الْدَمْعُ مَآقِيهَا , وآلْهَبَت سِيَاطُهُ مُتُونَ صَبْرِهَا , تَنْتَظِر أَنْ يَنْبِضَ قَلْبها الَّذِيِ أَهْلَكَهُ الانْتِظَار , حَيْثُ تَرَاكَمَتْ الأَحْزَانُ تَصْرُخُ بِمَرَارَةٍ تُنَغَّصُ أَيَامَهَا ... تُطََارِدُهَا أُمْنِيَاتٍ تَتَمَخَّضُ بِوَجَعِ الْشَوْقِ لِلأمُومَةِ .. تُبَعْثِرُهَا الأَنَاتِ وتَعُودُ تُلَمْلِمُهَا مَرَةً أُخْرَى ,
يَالَهَا مِنْ أَحْلاَمِ لاتَتْعَب ولا تَتَأَوَه!
وإِذَا بِشَيْءٍ يُوحِي بِالْحَيَاةِ ..
يَمْتَزِجُ الْحلْمُ بِالْخَيَالِ ... يَتَجَسَدُ .. يُرْوِي عَطَشَ الْسِنِينِ؛ لِيَسْعِفَها الْقَدَر ويَمُنُ اللهُ عَلَيْهَا بِيَاسَمِينَةٍ نَدِيَةٍ تَسْتَمِد نُورَ الْوُجُودِ مِنْ نَبَضَاتِهَا ويَجْعَلُ دَوْحَتَهَا غَنَاءً نَضِرَةً.
تَبَاشِيرُ مِيَلادٍ للْثَانِيَةِ تَمْلأُ الْدُنْيَا بِبَسْمَةِ قدُومِ بُرْعُمٍ أخْضَرٍ غَذَّتْهُ قَطَرَاتُ الأمَلِ (فَارِس)
تَمُرُّ الأَيَّامُ .. تَلِيهَا الْشُهُورُ وتَمْلأُ أرْكَانَ قَلْبِهِ تَغَارِيدُ كَلِمَةٍ لَطَالَمَا حَلمَ بِهَا سَنَوَاتٍ طوالٍ (بابا) ...
كَانَ يَحْمِلُه ... يُهَدْهِدُه ... يَضْحَكُ لِضَحكَاتِهِ ... يَجْزَعُ لِبُكَائِهِ ... كَانَ لَهُ تَاج الْحَيَاةِ.
ويَأْتِي الْعِيدُ يَلْبَسُ حُلَةَ الْفَرَحِ الَّتِي اكْتَمَلَتْ بِهَمْسَةٍ فِي مَسْمَعِ الْفَجْرِ (لَبَّيْك).
الْكُلُ يَتَبَادَلُ الْتَبَارِيك والْتَهَانِي .... فِي سُرُورٍ وفَرَحٍ , تُذْبَحُ الأَضَاحِي ...
تَنُوحُ الْدُنْيَا وهِيَ تَغْتَصِبُ الْفَرْحَةُ , وقَدْ أَيْنَعَ الْعِيدُ حُزْناً , لِيَحْتَضِنَ في حَنَانٍ ... والْدُمُوعُ تَمْلأُ عَيْنَيْهِ. وهُوَ يَحْمِلُ بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ مَاعَاشَ يَتَمَنَّاهُ سَنَوَات عُمْرِهِ فِي غُمُوضِ الأقْدَارِ,
يَسْتَرِدُ اللهُ وَدِيَعَتُهُ .. !
لِيَجَدَ نَفْسَهُ بَيْنَ جُدْرَانِ الْحِرْمَانِ مَرَّةً أُخْرَى
ـ[محمد شمس]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 08:37 م]ـ
قدمت لك ابداع كاتبة من كتاب المنتدى لتري جمال القص وليد الاحساس فهل احتاجت هذه الاخت لمن يوجهها
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 08:42 م]ـ
سلها
ـ[الحطيئة]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 08:48 م]ـ
أعجبني توقيعك أخي عاشق النحو لولا أنه مكسور!!!:
ازرعْ جميلاً و لو فيْ غيرِ موضعِهِ
ما خابَ جميلٌ قط أينما زرعا
ـ[عاشق النحو و الإعراب]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 09:54 م]ـ
أشكرُكم جميعاً و بالأخص الأخت انوار و متفائلة و محمد جبلي و محمد شمس و الأديب اللبيب و كاريوكا
غداً سوف اكتب عن النانو تكنولوجي و سوف ادرجها هنا بلغتي و أسلوبي لتعلقوا عليها.
ـ[عاشق النحو و الإعراب]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 09:56 م]ـ
لست عروضياً و لست مهتماً بالشعر و الأدب، هناك اهتمام لكن بحدود أقل من الصرف و النحو.
أشكرُ كل الشكر.
أعجبني توقيعك أخي عاشق النحو لولا أنه مكسور!!!:
ازرعْ جميلاً و لو فيْ غيرِ موضعِهِ
ما خابَ جميلٌ قط أينما زرعا
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 05:40 م]ـ
أعجبني توقيعك أخي عاشق النحو لولا أنه مكسور!!!:
ازرعْ جميلاً و لو فيْ غيرِ موضعِهِ
ما خابَ جميلٌ قط أينما زرعا
أظن أن:
ما خاب قط جميل أينما زرعا
مجبور