تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَم كَيْفَ يَنسَفِحُ رَشَاشُ الدَّمِ حَرُوراً سَاخِنَاً تتَلطَّخُ بهِ أروَاحٌ مَسفُوكَةٌ مَثمُودَةٌ فَيستحِيْلُ وَضُوءاً عَذبَاً يَتَخرخَرُ الَوَشَلُ الفِضِّيُّ بَهَاءً وصَفَاءً يُغتَرَفُ خِرَافُهُ الْمَحصُودُ مِنْ رَحِيْقِ أضَاةٍ ثَرثَارَةٍ تَتضَوَّأُ بِهِ غَسْقَةُ الأجسَادِ الْمُغطَشَةِ نُوراً مَنثُوراً؟ أيَّتُها الطُّيُورُ العَاشِقَةُ الْمُؤمِنَةُ مَنْ هُم أولئِكَ الْمَآلِيْسُ اللائِيْنَ انطَفَأ حِسُّ الْجَمَالِ مُختَنِقَاً فِيْ قلُوبِهِم الْمُخَدَّشَةِ الْمَمصُوصَةِ فتأثَّثَتْ بِأحرَاشِ الْرَّفَثِ اللازِبِ وتَلظَّتْ فِيْ أدغَالِهَا الألفَافِ حَرَائِقُ جَهنَّمَ تَبتَلِعُ نَغَمَ ألْحَانِهَا كَشَيطانٍ مَنحُوسٍ يَتسخَّطُ مُغاضِباً؟

وَلَستُ أفقَهُ كَيْفَ طَوَّعَتْ لَهُم خَبائِثُ نفُوسِهِم الْمُتَخَرِّصَةِ أنْ يُقصقِصُوا شَيئاً نَزَّلَتْهُ مَلائِكَةُ السَّمَاءِ؟ أفَلا يَمسَسْهُمُ الألَمُ الكُبَّارُ هَؤُلاءِ الأشقِياءُ الْمُخَلخَلَةُ قُلُوبُهُم سَفَهَاً أَم كَيْفَ سَوَّغُوا لِوُجُودهِم البَغيضِ مَعنَىً قَبِيْحاً يَلتَحِدُونَ إلَىْ جُرُوفِهِ صَعِيْداً زَلَقَاً يتَفَحَّشُونَ بِهِ شَبَقاً ذَلِيْلاً وكَرِهُوا أنْ يُشاطَرُوا ثِمَارَ الْمَآكِلِ الْمُستَلذَّةِ نِصفَةً وعَدلاً؟

إِنَّنِيْ أُحِبُّكُنُّ أيَّتُها الطُّيُورُ الْمَهِيضَةُ وَلا يَمنَعُنِيْ هذَا الْحُبُّ الوَاقِدُ الرَّاعشُ الذِيْ يَستَكِنُّ مُخضَوضِلاً نَدِيَّاً فِيْ سَحائِبِ صَدرِيَ الْمُبصِرَةِ مِنْ أنْ أَحصِبَ شَعَثَ أرياشِكُنَّ الْمُكسَّرَةِ بِرضرَاضِ اللَّومِ الْخَارقِ كَيْفَ سوَّلَتْ لكُنَّ نَزَعاتٌ تَستَحِشُّ فِيْ صُدُورِكُنَّ أنْ تَهبِطنَ مَخطُوفَاتٍ إلَىْ مَذبَحَةِ الشَّقَاءِ المُسَغسَغَةِ بِدِهَانِ الْمَوتِ الْمَسحُورِ؟ أَوَمَا عَلِمتُنَّ بِنَبَأِ جُنُونِ الإنسَانِ المَشفُوهِ إِذ إِيْفَ مَأفُوكَاً حِينَمَا استَذَاقَ رُضَابَ الشَّيْطانِ الأبْخَرِ فَطَاشَ عقلُهُ واستَشَاطَ فُحشَاً وخُبثاً؟

وَيلٌ لكُنَّ مِنْ هذَا الظَّلامِ السَّافِرِ الذِيْ يتَخرَّقُ أحشَاءَكُنَّ الوَخِيْمَةَ سِفَاحَاً قَاسِطَاً فَيَتَرسَّبُ هِضَابَاً طِبَاقَاً يَتَوغَّرُ مُستَوحِشَاً فِيْ أمشَاجِهَا الْمُكدَّسَةِ وَويلٌ للسَّماءِ الْمُنكَشِفَةِ مِنْ جُنونِ الإنسَانِ الطَّافِرِ كَيْفَ يَتكَذَّبُ أُبُوقَاً جَاحِدَاً إِن لَم تُمطِرْ علىْ مَوثُوءِ شَواهُ الْمُخلَّعةِ مَطافِئَ الرَّشِّ الْمُقدَّسِ قَوَاصِفَ يَقصِمْنَ ظُهُورَهُم الْمَوقُورَة؟

ثُمَّ جَنَحَ بِبَصَرِهِ شَطْرَ أَفلاكِ السَّمَاءِ الْمُزهِرَةِ وَرِيفَاً مُخضِراً كَأنَّمَا يَستَوكِفُ قَطْرَ الإلْهَامِ الإِملِيْسِ يَدِقُ إلَيْهِ مُنكَفِئاً بِوَثَالَةٍ مُتَثجثِجَةٍ، ومِنْ رَقَائِقِ خَيَالٍ فُرَاتٍ مُغرَورِقٍ بِلُطفِ مَلاكٍ سَاحِرٍ يَنبُعُ اخضِرَارُ قَطَائِفِ الأشجَارِ النَّاضِرَةِ.

/

/

وللحَدِيْثِ بقيَّة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير