و مرٌّ طعام السجن في حلق شاعر! (قصيدة)
ـ[خبر مقدّم]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 10:07 م]ـ
أتمنى أن تعجبكم وأن يكون هذا مكانها ..
للشاعر: أحمد بخيت.
.
.
عَلى مَقعدٍ في آخر الأرض ِ قِيلَ لي:
لماذا تُغنّي؟
قلتُ: أُحصي خسائري
لمن تنتمي؟
ــ للأرض ِ، للبحر ِ، للسما
لرمل ِ الصحارى، للقرى، للحواضر ِ
و من أنتَ؟
ــ مندوبُ الذين أحبُّهم
و حاملُ مِشكاةِ الصباح ِ المحاصَر ِ
أنا حزنُ مقهور ٍ، وعزمُ مقاتل ٍ
و جُرح شهيدٍ، و ابتسامةُ غافر ِ
و أوراقُ ميلادي تقولُ: مواطنٌ
عبرتُ من الماضي لأنقذ َ حاضري
أَأَخفيتَ بارودا ً؟
ــ أجل عطرَ وردةٍ ينامُ بأدراجي،
و تغريدَ طائر ِ
بحُنجرتي خبَّأتُ مليونَ ثائر ٍ
و خبَّأتُ شعباً كاملاً في دفاتري
على مِعصَمي المصفودِ صارت قيودُكم
أساورَ أبطال ٍ فَزيدُوا أساوري
سَأقرأُ شعبي دمعة ً إثرَ دمعةٍ
و أكتبُ جيلي هادراً بعد هادر ِ
و أخرجُ من بوابةِ الموتِ شامخاً
لأُهدِى إلى الأحرار ِ أغلى بشائري
على بابك الوردي أحلى متاعبي
و أطهرُ آلامي و أنقى جواهري
أكانت بلادي أنتِ أم أنتِ كُنتِها؟
و أَيُكُما تحتلُّ تحتلُّ خاطري؟
على الحائطِ الصخريّ أحفرُ بيتَنا
و أمي بهِ تَبكى فتبكى أظافري
و أَرسُمُ يا حبي الكبيرَ مدينة ً
نوافذُها خضرٌ بلون ِ مشاعري
يقولون عني طائشٌ و مغامرٌ
و ما جرّبوا يوماً عذابَ المغامِر ِ
رهيبٌ جدارُ السجن ِ في عين ِ ثائر ٍ
و مرُّ طعامُ السجن ِ في حلق ِ شاعر ِ
تعلَّمتُ تأويل َ النبوءاتِ هاهُنا
و أسلمتُ قلبي للحمام ِ المُسافر ِ
سنشهدُ عصراً سافرَ الوجهِ كافراً
و نعرفُ عيشاً مثلَ ليل ِ المقابر ِ
سنأكلُ خبزَ الجوع ِ و النفي ِ والأسى
ليفنى رصيدُ الصبر ِ في كلَّ صابر ِ
لِتَنبُتَ من بين ِ الكوارث ِ زهرةٌ
و يأتي صباحٌ من ضمير ِ الدياجر ِ
سأبني لنا بيتاً، سأهديكِ طفلة ً
و أُهديكِ بستاناً عجيبَ الأزاهر ِ
أتبكين؟ إني قد أَلفتُ مواجعي
و صارت جراحُ القلب ِ إحدى شعائري
و لكنني مازلتُ مازلتُ عاشقاً
و في أوَّلي أهواكِ يهواكِ آخرِي
.
.