تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سؤال عن لبيد؟]

ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 02:57 م]ـ

السلام عليكم

البعض يقول أن لبيد لم ينظم شعرا في الإسلام، لكنني قرأت في أحد الكتب أنه نظم في الإسلام كما نظم في الجاهلية، فأيهما أصح؟؟

ـ[المعيوفي]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 12:06 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

الثابت في أغلب المراجع أن لبيداً (رضي الله عنه) عاش في الإسلام ستين عاماً لم يقل فيها بيتاً واحداً ماخلا:

الحَمْدُ لِلهِ إِذْ لم يأْتِنى أَجَلِى **** حتَّى كَسَاني مِنَ الإسلامِ سِرْبالاَ

هذا في رواية وفي رواية أخرى أن البيت السابق من قطعةٍ لقردة السلولي (رضي الله عنه) ألقاها على مسمع الرسول (صلى الله عليه وسلم) ونالت استحسانه، وحتى أصحاب الرواية الثانية يصرون على أن لبيداً لم يقل بعد إسلامه من الشعر سوى هذا البيت:

ما عاتَبَ المَرْءَ الكَريمَ كنَفسِه **** والمَرْءُ يُصْلِحُهُ الجَلِيسُ الصالِحُ

والأدلة على صحة اعتقاد (البيت المفرد) مستفيضة، منها أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له: أنشدني من شعرك، فقرأ سورة البقرة، وقال: ما كنت لأقول شعراً بعد إذ علمني الله سورة البقرة وآل عمران، فزاده عمر في عطائه خمس مائة درهمٍ، وكان ألفين.

ومما يدل على ذلك أيضاً ماروي أن لبيداً كان قد أقسم في جاهليته بأنه سيطعم الناس إذا ماهبت الصبا حتى تسكن، وألزم نفسه هذا القسم حتى في إسلامه، فخطب الوليد بن عقبة الناس بالكوفة يوم صباً، وقال: إن أخاكم لبيد آلى ألا تهب له الصبا إلا أطعم الناس حتى تسكن، وهذا اليوم من أيامه، فأعينوه وأنا أول من أعانه، ونزل فبعث إليه بمائة بكرةٍ، وكتب إليه:

أَرَى الجَزَّارَ يَشْحَذُ شَفْرَتَيْه **** إِذَا هَبَّتْ رِياحُ أَبى عَقِيل

أَشَمُّ الأَنْفِ أَصْيَدُ عامِرِيٍٍّ **** طَوِيِلُ الباعِ كالسَّيْفِ الصَّقِيلِ

وَفَى ابْنُ الجَعْفَرِىِّ بِحَلْفَتَيْهِ**** على العلاَّتِ والمالِ القَليل

بنَحْرِ الكُومِ إِذْ سَحَبَتْ عليه **** ذُيُولَ صَباً تَجَاوَبُ بالأَصيلِ

فلما أتاه الشعر امتنع عن الرد وقال لابنته: أجيبيه فقد رأيتني وما أعيا بجواب شاعر، فكتبت ابنته:

إِذَا هَبَّتْ رِياحُ أَبى عَقيلٍ **** دَعْونا عند هَبَّتِها الوَلِيدَا

أَشَمَّ الأَنْفِ أَصْيَدَ عَبْشَمِياً **** أَعانَ على مُرُوءَتِهِ لِبيدَا

بأَمْثالِ الهضَابِ كأَنَّ رَكْباً **** عليها من بنى حَامٍ قُعُودا

أَبا وَهْبٍ جَزَاكَ اللهُ خَيْراً **** نَحَرْناها وأَطْعَمْنا الثرِيدَا

فعُدْ إنَّ الكَرِيمِ له معادٌ **** وظَنِّى يا ابنَ أَرْوَى أَنْ تَعُودا

فقال لها لبيدٌ: أحسنت لولا أنك استطعمتيه، قالت: إنه ملكٌ وليس بسوقةٍ ولا بأس باستطعام الملوك.

هذا ما وددت إضافته والله أعلم ..

والسلام عليكم ,,,,

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير