[رمضان بين الطب والأدب]
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 11:48 ص]ـ
رمضان بين الأطباء والشعراء
الدكتور حسان شمسي باشا
رمضان، هذا الشهر العظيم، كان له على لسان الشعراء ألوان وطيوف، وسمات وآيات وعلى مر العصور استلهم الشعراء من فيوضات شهر رمضان ونفحاته أفكارهم للتعبير عن فرحتهم بمقدمه، وحزنهم لوداعه، وبدعوتهم المسلمين لانتهاز فرصة حلوله للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعات وفعل الخيرات.
وكما فاضت قرائح الشعراء القدامى والمعاصرين بقصائد الإجلال والتعظيم لهذا الشهر المبارك، كان هناك من الشعراء – عفا الله عنهم – من أظهر تبرمه منه صراحة أو تلميحا فهذا أبو نواس الذي ارتكب الموبقات وعاش عمره في انتهاك المحرمات وكان يتململ من شهر رمضان، تصدمه الحقيقة فيعود إلى ربه ويتوسل إلى خالق الأرض والسماوات بأن يطيل شهر رمضان فيقول:
شهر الصيام غداً مواجهنا = فليعقبن رعية النسك
أيامه كوني سنين، و لا = تفنى فلستُ بسائم منك
وهو القائل في أخريات عمره:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة = فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن = فبمن يلوذ ويستجير المجرم
أدعوك رب كما أمرت تضرعا = فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
الصوم شهرالصحة:
تقول دائرة المعارف البريطانية:" إن أكثر الأديان قد فرضت الصيام وأوجبته، فهو يلازم النفوس حتى في غير أوقات الشعائر الدينية،يقوم به بعض الأفراد استجابة للطبيعة البشرية"
وفي القرن العشرين ظهر عدد من الكتب الطبية في أمريكا وأوروبا تتحدث عن فوائد الصوم الطبي، فكان هناك " التداوي بالصوم " لشلتون. وكتاب " الصوم الطبي: النظام الغذائي الأمثل " لآلان كوت، و " الصوم أكسير الحياة " لهنرك تانر، و " العودة إلى الحياة السليمة بالصوم الطبي " للوتزنر.
وحديثا أنشئ موقع على الانترنت فيه مجلة تسنعرض أحدث الأبحاث العلمية التي نشرت حول الصيام.
ولا شك أن في الصيام فوائد عديدة للجسم، وتظهر فائدة الصوم بشكل جلي عند المصابين بالالتهابات الهضمية المزمنة، وفي طليعتها: الالتهاب المعدي المزمن، وعسر الهضم، وتلبك الأمعاء. فالصوم يحمل إلى هؤلاء راحة قد تتجاوز الشهر، وتكون ذات أثر كبير في شفائهم. كما أن المصابين بتشنج القولون كثيرا ما يستفيدون من الصوم، وكذلك المصابين ببعض حالات التحسس، فإن الصوم وتقنين الأغذية يساعدان على ذهاب الكثير من أعراض التحسس. وراحة الجهاز الهضمي أمر أساسي للخلاص السريع من بعض حالات الشري
Urticaria والحكة التي قد تنتج عن بعض الأغذية. ولا شك أن الصوم يفيد المصابين بالسمنة، لأن الإفراط في الغذاء وقلة الحركة هما السببان الرئيسان للسمنة.ويؤكد عدد من الدراسات العلمية التي نشرت خلال السنوات القليلة الماضية حدوث نقص في الوزن بمقدار
2 - 3 كغ في المتوسط عند الصائمين خلال شهر رمضان.
وفي الصيام فائدة عظيمة لكثير من مرضى القلب، وذلك لأن 10 % من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم، وتنخفض هذه الكمية أثناء الصوم حيث لا توجد عملية هضم أثناء النهار، وهذا يعني جهدا أقل وراحة أكبر لعضلة القلب.
وقدَّم كاتب هذا المقال بحثا في مؤتمر جمعية أمراض القلب السعودية في شهر فبراير عام 1998 اجري على 86 مريضا مصابا بأمراض القلب المختلفة من مرض شرايين القلب أو فشل القلب أو آفات صمامات القلب.
وقد استطاع 86 % من هؤلاء صيام كل شهر رمضان، و 10 % من المرضى اضطروا إلى الإفطار لعدة أيام في رمضان. ومع نهاية شهر رمضان، شعر 78 % منهم بتحسن في حالتهم الصحية، في حين شعر 11 % منهم بازدياد الأعراض التي كانوا يشكون منها.
ويفيد الصيام في علاج ارتفاع ضغط الدم، فإنقاص الوزن الذي يرافق الصيام يخفض ضغط الدم بصورة ملحوظة، كما أن الرياضة البدنية من صلاة التراويح والتهجد وغيرها تفيد في خفض ضغط الدم المرتفع.
ويقدِّر الدكتور" شاهد أطهر" في بحث نشر عام 2000 في مجلة JIRIR على النترنت من الولايات المتحدة أن المصلي لصلاة التراويح يصرف 200 سعرا حراريا خلال صلاة التراويح.
¥