تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(بانت سعاد): شرح ابن حجة الحمَويّ

ـ[معاوية]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 12:46 م]ـ

بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ * مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفَدْ مَكْبولُ

(بانت): فارقت، و (سُعاد) يريد امرأة يهواها حقيقة أوادّعاءً. و (مَتْبُول) أصيب بتَبْل، يقال: تَبَلَتْ فلانًا فلانةٌ: إذا هيّمته، فإنها أصابت قلبَه بتَبْل. و (المكبول) المقيّد. والكَبْل: القيد. وقوله: (لم يُفْدَ) من الفداء، ومعناه أنّه لمّا فارقته سعادُ وتَبَلَت قلبه صار بعدها كأسيرٍ لم يُفْدَ بفداء يفكّه من الأسر، فهو باقٍ على حالة الأسر.

ـ[معاوية]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 09:49 م]ـ

وَمَا سُعَادُ غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا * إِلاّ أَغَنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ

(الأغنّ) من الغزلان وغيرها: الذي في صوته غُنّه. والغُنّة: صوت لذيذ يخرج من الأنف ويشبه صوت الرياح في الأشجار الملتفّة. فيقال: وادٍ أغنُّ. وصوت الذباب في الغياض، وهو معنى قولهم: روضة غنّاء (1). وقوله: (غضيض الطرف) غَضُّ الطرف في الأصل: عبارة عن ترك التحقيق واستيفاء النظر، وهو المراد هنا، وتارة يكون لقصد الكفّ عن التأمّل، حياءً من الله أو من الناس، ومنه قوله تعالى: {قل للمؤمنين يَغُضُّوا من أبصارهم} (2) أي يكفّوها عمّا لا يحلّ لهم النظر إليه. وقوله: (مكحول) يعني أن حدقة الغزال كلّها سوداء، ليس فيها بياض، ومعناه أنّه شبّه المرأة بالغزال (3).

(1) ابن هشام 16. واللسان ـ غنّ. قال ابن هشام: (إلاّ أغنّ) " صفة لمحذوف. أي: إلاّ ظبي أغنّ، والذي دلّ على الحذف أن الصفة لا بدّ لها من موصوف، ولو كان الموصوف في المعنى هو (سعاد) كما تقول: ما زيد إلا قائم، لكان يقول: إلا غناء بالتأنيث، كما تقول: ما هذه الروضة إلا غنّاء، والذي يدلّ على تعيين المحذوف أن أكثر ما يوصف بالغنة الظباء، وهو وصف لازم لكل ظبي، فصارت لغلبة الاستعمال فيهنّ كأنها مختصّة بهنّ، وحيث يطلق الإغنّ في مقام التشبيه لا يتبادر الذهن إلى غير الظبي"

(2) سورة النور 30

(3) التبريزي 12.

وروي بعد هذا البيت في السيرة 4/ 109. والروض 7/ 258، والجمهرة 790، وزاده محقّق سيرة ابن كثير عن سيرة ابن هشام، وهو:

هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً * لا يُشْتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طُولُ

والهيفاء: ضامرة البطن رقيقة الخاصرة، والعجزاء ضخمة العجيزة.

ـ[نردين]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 11:25 م]ـ

جزاك الله خير الجزاء

ـ[معاوية]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 08:28 م]ـ

وجزاك الله مثله أم الدرداءتَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ * كأنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ

قوله: (تجلو) قال التبريزي في شرحه: من قولهم: جلوت السيف وغيره: إذا أزلت عنه الصدأ. ومرادُ الشاعر غير ما قاله التبريزي، فإن مراده بـ (تجلو) هنا: تكشف، ومنه جلوت الخبر: أي أوضحته وكشفته (1)، والعوارض: ما بعد الأنياب من الأسنان وهي الضواحك (2). و (الظَلْم) ماء الأسنان، وقيل: رقة الأسنان وشدّة بياضها (3). و (المُنْهَل) بضم الميم: اسم مفعول من: أنهله: إذا سقاه النَهَل بفتحتين: وهو الشرب الأول. و (مَعْلُول) من علَّه: إذا سقاه العَلَل (4): وهو الشرب الثاني بعد الأول. (الراح) الخمر. والمعنى أنه يصفها بأنها تستاك ثغرًا طيّب النكهة إذا ابتسمت كطيب رائحة الخمر (5).

(1) التبريزي 12. وليس تفسيره ببعيد كما فهم ابن حجة: قال ابن هشام 18: تجلو: تكشف، ومنه: جلوت الخبر: أي أوضحته وكشفته. وقال ابن الأنباري 92: تجلو: تكشف، يقال: جلوت السيف: إذا كشفت ما عليه من الصدأ.

(2) ذكر ابن هشام 19 أنه اختلف في معنى (العوارض) على ثمانية أقوال. وكلّها تدور حول الأسنان. وينظر اللسان عرض.

(3) التبريزي 13، وابن هشام 20، واللسان ـ ظلم.

(4) وهو بفتحتين أيضًا. ينظر اللسان ـ علّ ـ ونهل، والتبريزي 13، وابن الأنباري 93، وابن هشام 21، 22.

(5) التبريزي 13.

تحقيق د. علي حسين البواب

ـ[نردين]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 12:30 ص]ـ

لاأدري كيف أشكرك وفرت علي أشياء كثيرة

تابع أخي الكريم أنا معك

ـ[معاوية]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 01:51 م]ـ

الشكر لله أختي الكريمةشُجَّتْ بِذي شَبَمٍ مِنْ ماءِ مَحْنِيةٍ * صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْومَشْمولُ

(شُجَّت) بمعنى مُزجت، يقال: شَجَجْت الخمر وقتلتها: إذا مزجتها، كأنّك كسرت حدتها بالماء (1)، و (ذو شَبَم) ذو برد، يعني: مُزجت بماء بارد. و (الشَبَم) بفتح الشين والباء الموحدّة، والشَّبِم بكسر الباء: البارد (2). و (محنية) هنا بمعنى منعطفة (3) وهي عبارة عمّا انعطف من الوادي لأنها تكون أصفى وأرقّ و (الأبطح) مسيل واسع فيه دِقاق الحصى، و (المشمول) الذي ضربته ريح الشمال حتى برد، ومنه قيل للخمر مشمولة إذا كانت باردة (4). والمعنى أنّه وصف الرّاح التي عُلّ بها ظَلْم هذه المرأة الموصوفة، بأنها شُجَّت بماء بارد صاف قد ضربته ريح الشمال في أبطح وادٍ (5).

(1) قال ابن هشام 22:" ... فإن أريد أن الماء كسر سورتها قيل: شُجَّت، وهو مجاز، وإن أريد المبالغة في ذلك قيل: قتلت، وهو مجاز أيضًا.

(2) اللسان ـ شبم.

(3) قال الأنباري 93 " وأصله مَنْحِوَة، من حنوت أي عطفت، فقلبت الواو ياء لوقوعها رابعة وانكسار ما قبلها".

(4) ينظر اللسان والقاموس ـ شمل.

(5) التبريزي 13، وابن الأنباري 94.

تحقيق د. علي حسين البواب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير