تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ياقوتة أندلسية ((رائية ابن عمّار)) ... مقابل زمردة مغربية ((جيمية القرطاجني))

ـ[قريع دهره]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 07:25 ص]ـ

السلام عليكم ..

أقدم إليكم أيها الأخوة ..

قصيدتين .. لشاعر ولعالم شاعر .. :)

أولاً نبدأ في رائية ابن عمار

ابن عمار الأندلسي يعتبر مع ابن زيدون جناحي الطير لشعراء الدولة الأندلسية

كان ابن عمار أعجوبة زمانه في الشعر

واسمه محمد بن عمار المهري وكنيته أبي بكر ..

وكان يمدح كل الناس لأجل المال مثل ((المتنبي))

حتّى أنّه مدح رجلاً مرّةً، فأعطاه مخلاة شعير لحماره، وكان ذلك الرجل فقيراً. ثمّ آل بابن عمّار الأمر إلى أن نفق على المعتمد، ووّلاه مدينة شلب، فملأ لصاحب الشّعير مخلاةً دراهم، وقال للرسول: لو ملأتها برَّاً لملأناها تبراً.

له قصائد كثيرة، وبالغة الروعة

مثل قوله:

لقد سلكت نهج السبيل الى الردى = ظباء دنت من غابة الأسد الورد

وأكثر ما يلهيك عن كأسك الوغى = وعن نغمات العود نغمة مستجد

وما الملك إلا حلية بك حسنها = وإلا فما فضل السوار بلا زند

ولكن قصيدته الرائية سارت في الآفاق .. والتي تعتبر من قلائد الشعر العربي، وهي كنونية ابن زيدون.

وهي:

أدِرِ الزُّجاجَةَ فالنّسيم قد انبرَى = والنجمُ قد صَرف العنَان عن السُّرَى

والصبحُ قد أهدَى لنا كافورَه = لما استردَّ الليلُ منا العَنبرَا

والرَّوْضُ كالحَسْنَا كَساهُ زَهْرُه = وَشياً وقلّده نَداهُ جَوهَرا

أو كالغَلاِم زَها بوَرْد رياضِه = خَجَلاَ وتاهَ بآسهِن مُعذَّرا

روضٌ كأنّ النَّهر فيه مِعصمٌ = صَافٍ أطلَّ على رِدَاءِ أخضَرا

وتكلَّلت بالزَّهر صُلع هِضَابِه = حتى حَسبْنا كُلّ هَضْب قَيْصرا

وتَهزُّه ريح الصَّبا فتخالُه = سيفَ ابن عبّاد يُفرّق عَسْكرا

عَبَّادٌ المُخضَرُّ نائلُ كَفِّه = والجوُّ قد لَبِس الرّداءَ الأغبَرا

عَلِق الزمانُ الأخطرَ المُهْدى لنَا = مِن ماله العلْقَ النَّفيسَ الأخطَرا

ملكٌ إذا ازدحمَ المُلوك بمَوْردِ = ونَحاهُ لا يَرِدُون حتى يَصْدُرا

أندى على الأكبادِ من قَطْر النَّدى = وألذُّ في الأجفانِ من سِنَةِ الكَرى

قَدّاح زَنِدْ المَجْد لا يَنْفَكّ عن = نارِ الوَغَى إلا إلى نارِ القِرىَ

يختار أنْ يَهَب الخَريدةَ كاعِباً = والطَّرْفَ اجردَ والحُسامَ مُجوهَرا

أيقنتُ أنّى من ذُراه بجَنَّة = لمّا سَقَاني من نَداهُ الكوثرا

وعلمتُ حقًّا أن رَبْعَي مُخْصِبٌ = لمّا سألتُ به الغَمامَ المُمْطرَا

من لا تُوازِنُه الجبالُ إذا احتبَى = مَن لا تُسابِقُه الرّياحُ إذا جَرى

قَاد المواكبَ كالكواكبِ فوقَها = مِن لامه مِثلُ السحاب كَنَهْوَرا

من كّلِ أبيضَ قد تَقلدّ أبيضاً = عَضْباً واسمرَ قد تقلدّ أسْمرا

مَلِكٌ يروقُك خَلْقُه أو خُلْقه = كالرَّوض يُحْسن مَنْظراً أو مَخْبرا

وسَمعتُ باسم القَطْرِ حتى شِمْتهُ = فرأيتُه في بُرْدَتَيْه مُصورَّا

وجهِلتُ مَعنى الجُود حتى زُرْته = فقرأتُه في راحَتَيْه مُفَسَّرا

فاحَ النّدَى مُتعِّطرا بثَنائه =حتّى حَسِبْنا كلَّ تُرْب عَنْبرا

حَسبي على الصُّنع الذي أولاهُ أن = أسْعَى بشُكْرٍ أو أموتَ فأعْذَرا

عَبّادُ المَلك الذي وَصَل المُنَى = منه بَوجْهٍ مثلِ حَمْدِيَ أزْهرا

ماضٍ وصدْرُ الرُّمح يَكْهَم والظُّبا = تَنْبُو وأيدي الخَيل تَعْثُر في البَرَى

لا شَيء أقرأ من شِفَار حُسَامه = إنْ كنتَ شَبَّهتَ المواكب أسْطُرا

السيفُ أفصحُ من زيادٍ خُطبةً = في الحَرْب إن كانت يَمينُك مِنْبرا

ما زِلْتَ تُغْنِى من عَنَا لك راجياً = فَضْلاً وتُفْنِى مَن طَغَى وتَجبَّرا

حتّى حَلْلتَ من الرّياسة مَحْجرا = رَحْباً وضَمَّت منك طَرْفاً أحورا

شَقِيَتْ بسيفك أمّةٌ لم تَعْتمد = إلا اليهود وإن تَسمّت بَرْبَرَا

أثمرْتَ رُمْحك من رؤس كُماتِهم = لمّا رأيتَ الغُصْنَ يُعْشَقُ مثُمِرا

وصَبغتَ دِرْعك من دماء كُلُومهم = لما رأيتَ الحُسن يُلْبَسُ أحمرا

وإليكَها كالرَّوض زارتهْ الصَّبا = وحَنا عليه الطَّلُّ حتّى نَوَّرا

نمّقتُها وَشْياً بذِكْرك مُذهَباً = وفَتَقْتُها مِسْكاُ بحَمْدك أذْفَرا

مَن ذا يُتافحني وذِكُرك مَنْدلٌ = أورَدتُه مِن نار فِكْريَ مِجْمرا

فلئن وجدتَ نسيم حَمْديَ عاطراً = فلقد وجدتُ نسِيمَ بِرِكّ أعْطَرا

وهذه القصيدة أخذتها من كتاب ابن دحية الكلبي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير