[هل من معين \ـه؟؟]
ـ[متطلعة]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 12:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو تزويدي بحادثة هذه القصيدة
وهي لابن زريق البغدادي
ومطلعها:
لا تعذليه فإن العذل يولعه
قد قلت حقاً، ولكن ليس يسمعه
وأنتم\ ن بذلك مشكورين
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 12:17 م]ـ
ناظم القصيدة هو الشاعر العباسي أبو الحسن علي بن زريق البغدادي, وكان له ابنة عم أحبها حبًا عميقًا صادقًا, ولكن أصابته الفاقة وضيق العيش, فأراد أن يغادر بغداد إلي الأندلس طلبًا للغني, وذلك بمدح أمرائها وعظمائها. ولكن صاحبته تشبثت به, ودعته إلي البقاء حبا له, وخوفًا عليه من الأخطار, فلم ينصت لها, ونفذ ما عزم عليه. وقصد الأمير أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس, ومدحه بقصيدة بليغة جدًا, فأعطاه عطاء قليلاً. فقال ابن زريق -والحزن يحرقه - «إنا لله وإنا إليه راجعون, سلكت القفار والبحار إلي هذا الرجل, فأعطاني هذا العطاء القليل??!. "
ثم تذكر ما اقترفه في حق بنت عمه من تركها, وما تحمّله من مشاق ومتاعب, مع لزوم الفقر, وضيق ذات اليد, فاعتل غمًا ومات. وقال بعض من كتب عنه إن عبد الرحمن الأندلسي أراد أن يختبره بهذا العطاء القليل ليعرف هل هو من المتعففين أم الطامعين الجشعين, فلما تبينت له الأولي سأل عنه ليجزل له العطاء, فتفقدوه في الخان الذي نزل به, فوجدوه ميتًا ,وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه العينية.
ـ[متطلعة]ــــــــ[03 - 11 - 2006, 03:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقل
فقد أفدتوني به
بوركتم
ـ[المعيوفي]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 12:23 ص]ـ
لتسمح لي أختي صاحبة الموضوع بكتابتها كاملةً تعميماً للفائدة ...
لا تَعْذُليهِ، فإنّ العَذلَ يولِعُهُ **** قد قلتِ حقّاً، ولكن ليس يسمعُهُ
جاوَزْتِ في نُصْحِهِ حدّاً أضرّ بِهِ **** من حيثُ قَدّرْتِ أن النصْحَ ينفعه
قد كان مضطلِعاً بالحَطْبِ يحمِلُه **** فضُلّعَتْ بخطوب البَينِ أضلُعه
ما آبَ مِن سفرٍ إلا وأزْعَجَهُ **** عزْمٌ إلى سَفَرٍ بالرُّغْمِ يُزْمِعُه
كَأنّما هُوَ في حلّ وَمُرْتَحَلٍ **** مُوَكَّلٌ بِقَضَاءِ اللهِ يَذرعه
أستَوْدعُ الله في بغداد لي قمراً **** بالكَرْخِ من فَلَكِ الأزْرَارِ مَطلعُه
وكم تَشَفّعَ بي أن لا أُفَارِقَهُ **** وللضّرُوراتِ حالٌ لا تُشَفِّعُه
وكم تَشبّثَ بي يوْمَ الرّحيل ضُحى **** وأدمُعي مُسْتَهِلاّتٌ وأدمُعُه
أُعْطيتُ ملكاً فلمْ أُحسِن سياستَه **** وكلُّ مَن لا يسُوسُ المُلكَ يخلعُه
ومَن غدا لابساً ثوْبَ النّعيمِ بِلا **** شكرٍ عليه، فعنهُ اللهُ ينْزِعُه
والحِرْصُ في المرْء والأرْزَاق قد قسمتْ **** بَغيٌ ألا إنّ بغيَ المرء يصرَعُه
لو أنني لم تقع عيني على بلدٍ **** في سفرتي هذه إلا وأقطعه
اعتضتُ من وجه خِلّي بعد فِرْقَتِهِ **** كأساً تَجَرّعَ مِنها ما أُجَرَّعُه