قصيدة "يا عابد الحرمين" ضعيفة سندًا ومنكرة متنًا!!
ـ[معالي]ــــــــ[03 - 08 - 2006, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا قول لأحد علماء اليمن _كما نُقل إليّ_:
"القصيدة ضعيفةٌ سندًا ومنكرةٌ متنًا، أما من حيث السند فعبد الله بن محمد قاضي نصيبين يرويها عن محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، وابن أبي سكينة يذكرها عن ابن المبارك أنه أرسله ابن المبارك إلى الفضيل بن عياض بهذه الأبيات، ابن أبي سكينة مجهول، وقاضي نصيبين أيضًا من هذا الباب أو نحو هذا الباب.
وأما من حيث المتن ففيها نكارة في المتن، اسمع هذه الأبيات:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ... لعلمت أنك في العبادة تلعب
ما كان السلف رضوان الله عليهم يُحقرون العبادة ويسمونها لعبًا, حاشا ابن المبارك أن يُسمي الصلاة أو يجعل الصلاة والصيام والقيام في حرم الله على ما تعرفون في فضل الصلاة في الحرم يجعلها لعبًا.
من كان يخضب خده بدموعه ... فنحورنا بدمائنا تتخضب
وأيضًا حاشا ابن المبارك أن يتبجح بهذا التبجح وأنه أنك فقط دموعك تتخضب خدودك بماء أما نحن فدموعنا تسير على نحورنا إلى آخره, أهل العلم قاطبة أرفع من هذا وأبعد من هذا, هو يقول: نحن فعلنا كذا أنت فعلت كذا نحن فعلنا كذا وفعلنا كذا، لا يا أخي هذه الأبيات وهي في "فتح المجيد" ومر بنا حكمها أيضًا ضعيفةٌ سندًا ومنكرةٌ متنًا."ا. هـ
قلتُ: بدأتُ أشككُ في كل ما تحمله بطون كتب التراث!!
من حين لآخر أكتشف ضعف سند قصيدة, أو تشكيكا في نسبة رواية, أو طعنا في صحة خبر, فمن بطلان نسبة لامية الأصمعي الشهيرة إليه, إلى شكوك في صحة إلقاء كعب بن زهير رضي الله عنه للاميته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم, إلى هذا الاكتشاف الأخير.
كم تمنيتُ وأنا أقرأ ما ورد أعلاه أن لو سار تحقيق الأخبار في ميدان الأدب سير تحقيق وتمحيص ما يرد في السنة النبوية.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[03 - 08 - 2006, 05:36 ص]ـ
كم تمنيتُ وأنا أقرأ ما ورد أعلاه أن لو سار تحقيق الأخبار في ميدان الأدب سير تحقيق وتمحيص ما يرد في السنة النبوية.
لو فعلنا ذلك لأصبحنا من قليلي الأدب في العالم!
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 08 - 2006, 05:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ أستاذة معالي
ـ[الأحمدي]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 01:42 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أختي معالي، وددت لو تفصحين عن اسم هذا العالم، و ما في ذلك من غيبة بل هو أحوط كذكر السند للمتن.
أما اليمن ففيها فتن، خصوصا بعد وفاة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمة الله عليه - و من طلابه الأفاضل من يحرز أجرا واحدا فقط في اجتهاداته.
و ليس تحري صحة السند بواجب في الأشعار إلا إذا حملت حكما فقهيا.
ابن أبي سكينة ليس بمجهول، ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان فقال:
"محمد ابن إبراهيم ابن أبي سكينة الحلبي يروي عن هشيم وأبي يوسف عنه عمر ابن سنان وابن ابنته يحيى ابن علي ابن هاشم ربما أخطأ ذكره ابن حبان في الثقات قلت وروى أيضاً عن مالك روى عنه محمد ابن مبارك الصوري وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في من اسمه أحمد."
و في "من اسمه أحمد":
"أحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي: وبعضهم يسميه محمداً قاله الخطيب يروي عن مالك قلت ما رأيت لهم فيه كلاماً انتهى ثم أعاده ولم يسم بجده فقال أحمد بن إبراهيم الحلبي عن علي بن عاصم وقبيصة قال أبو حاتم أحاديثه باطلة تدل على كذبه قلت هو ابن أبي سكينة تقدم وقال في المغني أحمد بن إبراهيم الحلبي عن قتيبة وطبقته كذاب انتهى.
فهذا من العجب يقول ما رأيت لهم فيه كلاماً ثم يجزم بأنه الذي قال فيه أبو حاتم ما قال، ولفظ بن أبي حاتم: أحمد بن إبراهيم الحلبي روى عن علي بن عاصم والهيثم بن جميل وقبيصة والنفيلي روى عن أحمد بن شيبان الرملي سألت أبي عنه وعرضت عليه حديثه فقال لا أعرفه وأحاديثه باطلة كلها ليس لها أصل فدل على أنه كذاب والذي يروي عن مالك أقدم من الذي يروي عن طبقة قتيبة فلعلهما اثنان والله أعلم"
و لعلهما اثنان بالفعل.
و الله أعلم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[04 - 08 - 2006, 05:23 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أختي معالي، وددت لو تفصحين عن اسم هذا العالم، و ما في ذلك من غيبة بل هو أحوط كذكر السند للمتن.
أما اليمن ففيها فتن، خصوصا بعد وفاة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمة الله عليه - و من طلابه الأفاضل من يحرز أجرا واحدا فقط في اجتهاداته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بورك فيك أخي الكريم.
ومازالت اليمن حافلة برجال العلم , وحفاظ الذكر ممن لا يستهان بعلمهم. والشيخ مقبل عليه رحمة الله عالم فاضل نحسبه كذلك لما له من جهود واضحة وبائنة لا تخفى ولا تدارى , نقدر له جهده , ونقبل منه الحسن وننصرف عن ما تجاوز عن ذلك وحسابه على الله.
ولا نحجر سعة العلم بموت عالم ولا بهلاك عابد.
دمت بخير
¥