[شرح]
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[03 - 11 - 2006, 09:15 م]ـ
::: السلام عليكم:
أرجو الشرح الدقيق لهذه الأبيات جميعها من ديوان الهذليين للشاعر أبو كبير الهذلي، مع التوقف عند الكلمات ذات المعاني البعيدة وتفصيلها إن أمكن،
حَمَلَت بِهِ في لَيلَةٍ مَزءودَةٍ ................ كَرهاوَعَقدُ نِطاقِها لَم يُحلَلِ
ما إِن يَمَسُّ الأَرضَ إِلّا مَنكِبٌ ....... مِنهُ وَحَرفُ الساقِ طَيَّ المِحمَلِ
وَإِذا نَظَرتَ إِلى أَسِرَّةِ وَجهِهِ ........... بَرَقَت كَبَرقِ العارِضِ المُتَهَلِّلِ
صَعبُ الكَريهَةِ لا يُرامُ جَنابُهُ ....... ماضي العَزيمَةِ كَالحُسامِ المِقصَلِ
يَحمي الصِحابَ إِذا تَكونُ عَظيمَةٌ .......... وَإِذا هُم نَزَلوا فَمَأوى العُيَّلِ
، وأرجو ذكر مناسبة هذه القصيدة ونبذة عن حياة هذا الشاعر لمن لديه ديوان الهذليين أو أي مرجع آخر.
بارك الله فيكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 05:16 م]ـ
ألا من شارح مبدع؟
ـ[المعيوفي]ــــــــ[05 - 11 - 2006, 01:33 ص]ـ
الأخ الفاضل .. عبد القادر ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وردت ترجمته في إكمال ابن ماكولا كما يلي: ..
أبو كبير الهذلي اسمه عامر بن ثابت بن عبد شمس بن خالد بن عمرو بن عبد كعب بن مالك بن كعب بن كاهل بن الحرث بن تميم بن سعد بن هذيل شاعر مشهور وله ذكر في حديث لعائشة رضي الله عنها ..
ويقال أنّه أسلم وحسن إسلامه لما ذكر عن أبي اليقظان أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أحل لي الزنا. فقال: "أتحب أن يؤتى إليك مثل ذلك"؟ قال: لا. قال: "فارض لأخيك ما ترضى لنفسك". قال: فادع الله أن يذهب ذلك عني.
قال: وقد قال حسان يذكر ذلك:
سألت هذيل رسول الله فاحشة ***** ضلت هذيل بما سألت ولم تصب
سألوا نبيهم ما ليس معطيهم ***** حتى الممات وكانوا عرة العرب
أمّا ابن قتيبة الدينوري فلقد أورد ترجمةً جيدةً لشاعرنا فقال: .. هو عامر بن الحليس، وهو جاهلي.
وله أربع قصائد، أولها كلها شيءٌ واحد، ولا نعرف أحداً من الشعراء فعل ذلك!
إحداهن:
أَزُهَيْرَ هَلْ عن شَيْبَةٍ من مَعْدِلِ **** أَم لا سَبِيلَ إِلى الشَّبَابِ الأَوَّلِ
والثانية:
أَزُهَيْرَ هَلْ عن شَيْبَةٍ من مَقْصِرِ **** أَم لا سَبِيلَ إِلى الشَّبَابِ المُدْبرِ
والثالثة:
أَزُهَيْرَ هَلْ عن شَيْبَةٍ من مَصْرِفِ **** أَم لا خُلُودَ لباذِلٍ مُتَكَلِّفِ
والرابعة:
أَزُهَيْرَ هَلْ عن شَيْبَةٍ من مَعْكِمِ **** أَم لا خُلُودَ لباذِلٍ مُتَكَرِّمِ
ومما يستجاد له قوله:
ولَقَدْ سَرَيْتُ عَلى الظَّلامِ بِمَغْشمٍ **** جَلْدٍ منَ الفِتْيَانِ غَيْرِ مُثَقَّلِ
مِمَّنْ حَمَلْنَ به وهُنَّ عَواَقِد **** حُبُكَ النِّطَاقِ، فعاش غَيْرَ مُهَبَّلِ
حَمَلَتْ به في لَيْلَةٍ مَزْؤُودَةً **** كَرْهاً، وعَقْدُ نِطاقِها لم يُحْلَلِ
فأَتَتْ به حُوش الجَنَانِ مُبَطَّناً **** سُهُداً إِذا ما نام لَيْلُ الهَوْجَلِ
ومُبَرَّأً من كُلِّ غُبَّرِ حَيْضَةٍ **** ورَضَاعِ مُغْيِلَةٍ وداءٍ مُعْضِلِ
فإِذا نَظَرْتَ إِلى أَسِرَّةِ وَجْهِهِ **** بَرَقَتْ كَبَرْقِ العارضِ المُتَهَلِّلِ
وإِذا نَبَذْتَ له الحَصَاةَ رَأيْتَه **** يَنْزُو لوَقْعَتِهَا طُمُورَ الأَخْيَلِ
وإِذا رَمَيْتَ به الفِجَاجَ رَأَيْتَهُ **** يَهْوى مَخَارِمَها هُوِيَّ الأَجْدَلِ
وإِذا يَهُبُّ منَ المَنَامِ رَأَيْتَهُ **** كرُتُوب كَعْبِ الساقِ لَيْسَ بِزُمَّلِ
ما إِنْ يَمَسُّ الأَرْضَ إِلاَّ مَنْكِبٌ **** منه، وحَرْفُ الساقِ طَيَّ المِحْمَلِ
صَعْبُ الكَريهة لا يُنَال جَنَابُه **** ماَِضِي العَزِيمة كالحُسَامِ المِقْصَلِ
يُعْطي الصِّحابَ إِذا تَكُونُ كَرِيهَةٌ **** وإِذا هُمُ نَزَلُوا فمَأْوَى العُيَّلِ
فإِذا وذلِكَ لَيْسَ إِلاَّ ذِكْرُهُ **** وإِذا مَضَى شيءٌ كَأَنْ لَمْ يُفْعَلِ
وهذه القصيدة من عيون الشعر العربي قالها أبو كبير في ابن خدنه عندما حاول قتل الفتى مراراً ليخلو له قلب أم الفتى والذي قيل أنه الشاعر (تأبط شراً) ولكنه لم يفلح نظير شجاعة الفتى وبطولته واللتان تبرزان من ثنايا الأبيات، وهناك قوم من الرواة ينحلون الشعر تأبط شراً وليس أبا كبير ويسمّون الفتى عامراً ..
¥