تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أندلسيات ـ للدكتور فاروق مواسي]

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 12:21 ص]ـ

أندلسيات

للدكتور فاروق مواسي

1 ـ نفح من الطيب

جادني الدمع إذا الدمع شجا يا زمان المجد في الأندلس

لم يكن روضُك إلا أرجا يَعْرُبيًا عابقًا في النَّفَسِ

فتغنّتْ دمعتي في عَبَق وتلظى فرحي في الألمَِ

فأتاني الموجُ بعد الغَرَقِ ينقذ الوجدَ من المُضْطَرمِ

أيها الساقي نديمي قد لقي في انكسار الكأس ذوبَ الأنجمِ

فكسانا الضوءُ أغلاسَ الدجى بخيالٍ بات كالمفترسِ

فإذا الخط تبقى ونجا وإذا العمران ضوء الغَلَسِ

2 - قرطبة

في الجامع بين الأعمدة الحمراء البيضاء

كان (الداخل) يمضي للمحراب

صقرًا تعرفه كلّ سماء

فأصافح فيه العزة والكِبر

يبسم في إيمان

يتبدى في كل الأنحاء

و (الناصر) يضفي أبهة ويسمي نفسه

في قرطبة خليفة

والحصن يقاوم كل عداء

(فالناصر) يرفل بالألحان العربيّة

بجروح زُفت للأضواء

وهنا (الحكم) يفاخر

في مكتبة وَسِعت علما

يحضن كل عصافير الفن

كأحضان نساء

و (ابن شُهَيْدٍ) يكتب عند الوادي

بتوابعه وزوابعه

يقرأها

وهو قرير العين

ويبز الأدباء

وابن الرُّشد بفلسفةٍ يتأمل

ينظر تمثاله

ويرى في التمثال

فصل مقال

سمّوه على قاعدته

(أفيروس)

ويطير أمامه

طير وفاء

يصحبه (ابن الميمون)

ليدل الحيران إلى الأقواس

فإذا في الدرب

(ابن الزيدون) يناغي (ولادة)

يذكُرُها بالزهراء بشوقِ عبادة

وتمكن عاشقها من لثم الخد

وعتاب وعتاب

تتناءى بدلا من أن تدنو

تجفو بدلا من طيب اللقيا

فيحاذي المسجد يقرأ أحرفه الكوفية

يحمل جزءا من سفر (العقد)

والعقد بضاعة أهلي

حتى يجلس في حلقات الجامع

مع صحب ظنوا أن الدهر

يجرح يأسو

والدهر قياس

فأعود لكي أتملى السقف

المصنوع من الذهب

ومن المرمر

وأشم عطور القمم الشماء

وأكاد أ صلي

حتى شيعت على بعدٍ ألوان الشوق الخضراء

تتمدد، تصْغُر فأخال

كيف أتاها الفاتح

يلبس تاج عِمامته

يركب فرسًا ومَضاء

عن بعد ألمحها الزهراء

فأقول سلامًا يا زهراء!

وسلامًا يا قرطبة الدين وقرطبة الآباء!

3 - إشبيلية

هناك تبدو المئذنه

حُشاشة من مسجد

فراق عمر أعلنه

والقصر من أمامها

مزخرفًا مُلَحَّنًا

(عبّادُ) ظلوا للرؤى

رماحهم مسننه

رسَوا على شواطئ (الكبير)

حروفهم ضياء

بلوعة السَّنا

وحبهم وفاء

رواية للأزمنه

وسرتُ نحو (المعتمد)

حيث (اعتماد) الجاريه

تجيز شعرًا رائقًا

يُطل صفوًا ذائقًا

عذوبة في الألسنه

فيجعل الأرض كما تشاء

بالحب حتى يُعلنه

يشدو ابن عمار الوزير

قصيدة الوادي الكبير

فيبتديها موقِنه

وينتهيها مُوهَنه

أسائل السُّكان والسُّياح

أسائل المجذوب والسكران

من منكم رأى ابن هاني؟

من منكم رأى ابن سَهْل؟

من منكم رأى الزبيدي؟

- معلم الفصاح -

أين ترى (قلائد العقيان)

من منكم سقى الصباح

بالكأس حتى أدمنه؟

فيعرفون أنني (موري)

ويصحبونني إلى بوابة (الكازار)

ولا يعرفون يقرأون

فينظرون يُبهتون

حروفها التي تألقت

(الملك لله

القوة لله

القدرة لله

العزة لله)

ترتفع المئذنه

بالصمت محزنه

لتلتقيني في العلاء.

4 - مالقة

- وبالقلعة العالية

مناظر: تأتي جنود

- كأن لذاك ملامح عمّي –

لنصر الأماني،

وفاكهة تخلِسُ اللون من هسهسات السنين

فيخضرّ ضوءُ الثواني

فأذكر أمي،

وبحر يداعبه زورق

ويرتادُ يبحث عن لغتي

ويلقي صباباتِهِ في ندوب الأغاني

ويشعل همّي

- وبالقصبه

رششتُ العطور

على جرح حزني

فأسبل جفنه

فسلمت رَعشةَ شوقٍ

إلى حُلُمي

فأنكر حُزنه،

وعدت ببرقٍ، بريحٍ

بنفسجةٍ تتعرى

برائحة البرتقال

رأيت حدائق إحدى الأميرات

تكشف في لحظةٍ، ويلوح

سحاب الليالي وأرغنها يعزف الأغنيات

رأيت امتزاجَ الظلال بضوء يفوح

بنجوى، وَيضحك من يأسهِ

ويستلهم الهمهات برعب الجروح

فأصبو لترتيل جَدّي

ليدرك آفاق وجدي

أقول وداعًا -

5 - على نجوة من مضيق جبل طارق

أودّ أن أصعد الجبل

لأرتقي قلعة (طارق)

فهي من مخمل يبعث الدفء

بهجتهُ متوثبة

أودّ أن أخطو مع ظلّ (طريف)

بصحبة أفواج من الآيات

البحر من ورائيه

و (طارق) يحرق السفن

حتما هنا، ربما هناك

والشمس تخثر الدماء

والريح تبتلع الدموع

وينتشي الزيتون

أيها البطل الذي أنكره (موسى بن نصير)

فأنكر الخليفة موسى بن نصير

وأنكر بعضنا بعضا

حتى صرنا

موتًا ممتدًا

لهبًا ممتدًا

فأعادونا من نفس المضيق.

- أيها الجبل أشهد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير