تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة]

ـ[المعتصم]ــــــــ[19 - 11 - 2006, 06:49 ص]ـ

للشاعر عدنان عبد الله رحمه الله

ما أطبق الليل إلا أسفر السحرُ وعادة الفجر بعد الليل ينتشرُ

وعادة الدهر لم تؤمن عواقبه والأمس منقطع والصبح منتظرُ

ما بين مد يهيب الطير ساحله وبين جزر به الأعوام تعتصرُ

والعمر بينهما فرد نكابده فلا خلاصة مما شاءه القدرُ

كأن عينيك حاكتني مودعةً وكم يعبر عما نكتم النظرُ

لعل عندك أقوالاً ملجلجة قلها بلا خشية قد قاربَ السفرُ

علامَ تحذر والأيام حانيةٌ وكل ذي جبروت سوف يندثرُ

لا يسلم المرء من موت يحاذره لكنما قد يُنَالُ المَجْدُ لا الْحُفَرُ

فَخَلِّ نَفْسَكَ في دَارٍ مُكَرَّمَةٍ أوْ لا سَتُغْفِلُكَ الجناتُ والسِّيَرُ

ويا دم الثورة المسفوح لي أمل يشدني كلما يستقطع العمر

أخبر صحابي عن الثوار وأروِ لهم فإنما أمم قد عاينتها عبرُ

وقل لهم كم يريد النصر من جلد لأن درباً إلى تحقيقه وعرُ

وكم يريد رجالاً بل وتضحية ومخلصي أمتي في الحكم ينتظر

وقوة وصموداً دونما كللٍ ومبدأً راسخاً أركانه صَخَرُ

وقل لهمُ فاصبروا واسعوا ولا تهنوا فتلك أباؤكم من قبلُ قد نُشِروا

وعُلِّقوا واستبيحوا بل وقد حرقوا فما استكانوا ولا ذلوا ولا كسروا

عقيدة كل شيء غيرها هجروا وغاية كل صعب دونها عبروا

حتى أقاموا ورغم الظلم دولتهم فما لصدهمُ المقدور يقتدر

ويا صحابي، وقد دانت بنا العُصُرُ أؤمل الخير فيكم إنكم صُبُرُ

إذا تبينْتُ سَوْآتٍ وَأَصْبَحُهَا ماذا تظنون إني منكم بشر

ولا تقولوا من المسؤول يصلحها أنا وأنتم فشقوا الدرب واختصروا

من لم تهزَّهُ للأوضاعِ عَاصِفَةٌ خيرٌ له اللحدُ أَوْ لَوْ أَنَّهُ حَجَرُ

لا تَعْذِلُوْنِيْ فَإِنِّيْ شَاعِرٌ فَطِنٌ أرى وأعرف ما يبدو وينستر

هي السياسةُ إنْ مَالَتْ تُحَرِّكُنِيْ فلست أغدر كتماناً إذا غدروا

وَكَيْفَ أَسْكُتُ وَالآلامُ نَاخِرَةٌ عظمي ووسْطَ فؤادي تُغْرَزُ الإِبَرُ

والنفسُ أَحْرَقُ مِنْ جَمْرٍ تُؤَجِّجُهُ إِذَا اسْتُثِيْرَتْ لَظَاهَا مُحْرِقٌ خَطِرُ

قضيةٌ عَظُمَتْ والناسُ رَاقِدَةٌ وَدَاؤُها مُعْضِلٌ والمعتدِيْ أَشِرُ

قتل امرئ في فلاة غير مغتفر فقتل شعب أمين كيف يغتفر

يا راوي القوم هل ساءلت ما الخبرُ غداً سيعلم منك السمع والبصرُ

ففي دمائِيَ ثأرٌ يَغْتَلِيْ غَضَباً وَفِيْ أَكُفِّيَ نَارُ الحَقِّ تَسْتَعِرُ

ولم تنمْ لي عينٌ فَهْيَ سَاهِدَةٌ حتى أَرَى دُوَلَ الأَوْغَادِ تَنْصَهِرُ

يا راوي القوم عن ماذا ستسألني أعن فلسطين أم لبنان تَخْتَبِرُ

أم عن بقايا دويلات ممزقة صارت هوامش بالأفهام تعتذرُ

كانت فلسطين إذ كنا بمبدئنا فكل كف تريد الشر تنبترُ

واليوم إذ فرق الأعداء وحدتنا باتت تنازع روحاً كلها طُهُرُ

مُقَرَّحٌ قَلْبُهَا ومستعتبٌ دمها وخافِتٌ صَوْتُها والجسمُ مُنْطَمِرُ

والنهب والقتل والتشريد منتشر والخوف والخطف والتعذيب والذُّعُرُ

في كل زاويةٍ نَذْلٌ يُدَنِّسُهَا فالعِرْضُ مُنْتَهَكٌ والدينُ مُحْتَقَرٌ

أنتم تظنون حقاً أنكم عرب والقدس مغصوبة تشكو وتنتظرُ

واليوم قد أحرقوا لبنان باعثة حقد العصور توالت وهو مندثرُ

ليبعثوها كما كانت مؤججة لكن بأوجه أخرى اليوم قد ظهروا

من بطن لبنان ثعبان بدا شَرِهٌ وينفث السم فيها وهو يفتخرُ

إذا تحققْتَ تلقى عنده ذَنَباً للغرب يمتد أو في الشرق يندثرُ

ظمآن جوعان وحش ليس يشبعه شيء سوى دمنا والدم يجتمرُ

بات الملايين لا أهل ولا سكن أو أصبحوا جثثا أو أنهم نحروا

فمن تخلص من موت على يده ينتابه الجوع أو للثوب يفتقرُ

كم وا ومعتصما اخت بات يغصبها بها تلاعب منه الناب والظُّفُرُ

أكاسر الطبع مأسورون وانفردوا كما تفرد في صياده نَمِرُ

بمسمعي من حكومات مؤجرة لهم ومرأى من المحكوم قد فجروا

سبحان ربك كيف التيس يرعبنا في الشعب مستأسدا إذ نحن ننحسرُ

هذان جيشان مدحور ومنتصر وإن تظاهر بالطغيان مندحرُ

فهم ونحن نقيضا مبدأ أبداً إذن فما نلتقي لو ينطق القمرُ

قالوا انتصرنا وفزنا إذ رأوا عمراً وخالداً وصلاح الدين قد قُبِرُوا

لم يعلموا أن ما قد صاغ قادتنا باق ويبقى به يستنور البشرُ

ِمخطط أحكموا تنفيذه قذر وكل عصر سلاح فيه يبتكرُ

حتى إذا لم يلب اللين مطلبهم يأتون بالنار عل الشعب ينكسرُ

في مجلس الأمن شكوى تلو ثانية ومجلس الأمن بالأعداء يأتمرُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير