تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

5 – من الأثر الشعري للقصيدة نجد، بالإضافة للمعارضة، تشطير أبيات القصيدة وتخميسها، ومن التشطير قول الشاعر:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول .. مدله حائرٌ والعقل معقول

معذبٌ في هواها هائمٌ دنِفٌ .. متيمٌ إثرها لم يفد مكبولُ

ومن التخميس قول الشاعر:

قلبي على حب من أهواه مجبول .. ونقل شوقي لدى العشاق مقبول

يا لائمي خلني فالعقل مخبول … .. بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيمٌ إثرها لم يفد مكبول

فإذا انتقلنا إلى الطرائف الأدبية والمُلح الشعرية نجد العديد من أرباب الفنون قد وظفوا القصيدة لنظم علومهم؛ فعلى سبيل المثال نظم بعض علماء مصطلح الحديث:

يا من حديث غرامي في محبتهم .. مسلسل وفؤادي منه معلولُ

حبي صحيحٌ ومقطوعٌ به ألمي .. عشقي حديثٌ قديم فيك منقول

ونظم بعض علماء النحو:

إن ميزوني بعطفٍ فهو بغيتهم .. وإن هم خفضوا دمعي فمحمول

هم عرفوني وكان الحال نكرني .. فكيف أصرف وجدي وهو معدولُ

وهناك من استعرض سور القرآن الكريم من خلال لامية معارضةٍ لكعب فكان مما قال:

تجمعوا زمرًا في كل واقعةٍ .. إلى القتال وجيش الكفر مخذولُ

وبالحديد فكم أبدوا مجادلةً .. للكافرين وسيف البغي مفلول

تبارك الله سبحان الإله لقد .. وافاه بالنصر عند الصف جبريلُ

والحقيقة أن التوسع في ذكر الأمثلة يحتاج إلى مجلدات، ولكن لا يفوتني هنا -من باب الدعابة – أن أنقل للمشاهد مثالاً لقصيدة لامية شطر فيها "الخفاجي" "بانت سعاد" وحشد في تشطيره ألفاظًا معجميةً غريبة فكان مما قال:

ولن يبلغها إلا عذافرةٌ صلخدمٌ عسلٌ سجحاء عيهول

قصية شيظمٌ علطوس ساهمةٌ لها على الأين إرقالٌ وتبغيلُ

غلباء وجناء علكوم مذكرةٌ عرفاس عرمس ما في اللحم ترهيل

هرجاب مائرة الضبعين عجلزةٌ في خلقها عن بنات الفحل تفضيل

6 – هناك شبهة مثارة حول العاطفة الدينية والروح الإسلامية لكعب بن زهير ومصدر إثارتها سببان: الأول المقارنة بينه وبين سائر شعراء الرسول -صلى الله عليه وسلم- كحسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهما وهذه مقارنة غير منصفة لكعب، فهؤلاء من أصحاب السبق والصحبة أسلموا مبكرًا واقتربوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبوه طويلا وشهدوا مواقع الإسلام الكبرى وعاصروا نزول القرآن وأنشدوا الكثير من الأشعار التي تؤرخ لعصر النبوة، كانت العقيدة روحها، أما كعب فقد تأخر إسلامه إلى ما بعد الفتح، فلم ينل مثل ما نالوه من الشرف والرفعة، ولم يُتح له أن يسهم مثلما أسهموا بشعرهم في الدفاع عن الإسلام وبيان مبادئه.

أما السبب الثاني لهذه الشبهة فهو أن هؤلاء النقاد يحكمون على كعب فقط من خلال لاميته "بانت سعاد" بينما الرجل له أشعار أخرى تؤكد عاطفته الدينية؛ فهو القائل:

فأقسمت بالرحمن لا شيء غيره .. يمين امرئٍ برٍ ولا أتحللُ

لأستشعرن أعلى دريسي مسلمًا .. لوجه الذي يحيي الأنام ويقتل

ويقول:

أعلم أني متى ما يأتني قدري .. فليس يحبسه شحٌ ولا شفقُ

وقوله:

لعمرك - لولا رحمة الله- إنني .. لأمطو بجدٍ ما يريد ليرفعا

كما أن البردة نفسها لا تخلو من تعبيراتٍ ومضامين إسلامية في مواطن عدة على رأسها تكرار وصفه ومناداته للنبي -صلى الله عليه وسلم- وكان مقام الاعتذار والاسترحام يقتضي -ما لم يكن مؤمنًا صادقًا- أن يقول يا سيد العرب أو يا سيد قريش .. ثم انظر إلى حديثه عن القدر في قوله:

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته .. يومًا على آلة حدباء محمول

وقوله:

"فكل ما قدر الرحمن مفعول"

وحديثه عن جهاد الصحابة في عدة مواطن منها:

إن الرسول لسيف يُستضاء به .. مُهند من سيوف الله مسلول

وتعرجه على ذكر الهجرة النبوية المباركة بقوله:

في عصبةٍ من قريشٍ قال قائلهم .. ببطن مكة لما أسلموا زولوا

هذه فقط بعض الأدلة على بطلان الشبهة التي تقدح في حسن إسلام كعب بن زهيرٍ رضي الله عنه_.


ـ[أبو طارق]ــــــــ[30 - 08 - 2006, 11:50 ص]ـ
حول الموضوع ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11883)

ـ[الجعافرة]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 06:45 م]ـ
شكرا أبو طارق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت علي الرابط
الموضوع شيق وجميل
وشعر كعب بن زهير يحمل روحانية خاصة.
لك مني كل التحية والود والتقدير.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير