تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بعد انحسار مد الحضارة الأسلامية في الأندلس وغلبة الممالك الإفرنجية على المسلمين فيها هجر اليهود الأندلس فذهب بعضهم إلى المغرب العربي والدولة العثمانية وهاجر بعضهم الآخر إلى فرنسا وغيرها من دول أوربا. حمل اليهود معهم هذا الأدب الأغنى في تاريخهم وترجموه إلى اللغة العبرية لليهود المقيمين في أوربا الغربية غير الملمين بالعربية. وكان المترجمون الذين ترجموا معظم الكتب ينتمون إلى أسرة طيبون وكان لهؤلاء المترجمين أثرٌ كبيرٌ في تكوين اللغة العبرية الحديثة لأن العبرية الكتابية والتلمودية هي لغة بسيطة قليلة المفردات لا تصلح للعلوم أو الآداب لأن مفرداتها لم تكن تتجاوز الـ 10.000 مفردة. فترجموا الأعمال اللغوية والأدبية والعلمية والفلسفية إلى تلك اللغة العبرية البسيطة وكان عليهم وضع مصطلحات لها فطبقوا في ذلك المنهج الاشتقاقي المتبع في العربية خصوصاً وأن العبرية أخت العربية وتتمتع بطائفة لا بأس بها من مزايا العربية في الاشتقاق. وعندما كان منهج الاشتقاق لا يسعفهم في عملهم فإنهم كانوا يستعيرون المصطلح من العربية وهكذا دخلت العبرية آلاف الألفاظ من العربية لا تزال تستعمل حتى اليوم. وقد نهج منهج أسرة طيبون في اشتقاق المصطلحات من العربية اليعزر بن يهوذا الملقب بأبي العبرية الحديثة. وكان ابن يهوذا هذا يرى أن كل جذر موجود في اللغة العربية كان في الماضي موجوداً في العبرية أيضاً. وبما أن كتابَي العهد القديم والمشناة هما الكتابان الوحيدان اللذان حفظهما الزمان في اللغة العبرية القديمة وأن هذين الكتابين لا يحتويان على كل الجذور العبرية التي كانت مستعملة في القديم فإنه لا بد من النظر في العربية، وهي أغنى اللغات السامية على الإطلاق، واستعارة كل الجذور اللغوية الناقصة في العبرية منها، وهذا ما فعله ابن يهوذا بالفعل رغم المعارضة الشديدة التي أبداها المتطرفون القادمون من بولندة وألمانية وغيرهما من دول أوربا الغربية لأنهم كانوا يفضلون الاستعارة من اللغات الأوربية.

وعودة إلى موضوع الأدب العبري العربي أقدم إليكم نماذج منه، اخترت منها مقاطع تتعلق بالقرابة بين العربية والعبرية والسريانية، وهي اللغات السامية المعروفة آنذاك، مع التنبيه إلى أن طبعات تلك الكتب تحتوي على أخطاء لغوية ومطبعية كثيرة أحياناً أردفها بـ[هكذا] وأحيانا أتركها على حالها.

يهوذا بن قريش (الرسالة، صفحة 2 و2=مكرر):

"وإنما كانت العلة في هذا التشابه والسبب في هذا التمازج قرب المجاورة في النسب لأن تارح أبو [هكذا] إبراهيم كان سريانياً ولبان سريانياً. وكان إسماعيل وقدر مستعربين من دور ????? من زمان البلبلة في بابل ... وإبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام متمسكين [هكذا] بـ ???? ??? [لشون قودش = اللسان المقدس] فتشابهت اللغة من قبل الممازجة كما نشاهد في كل بلد مجاور لبلد مخالف للغته من امتزاج بعض الألفاظ بينهم واستعارة اللسان بعضهم من بعض فهذا سبب ما وجدناه من تشابه العبراني بالعربي غير طبع الحروف التي يفتتح بها في أول الكلام والحروف المستعملة في أواسط الكلام والحروف التي يختم فيها [هكذا] في أوخر الكلام. فإن العبرانية والسريانية والعربية مطبوعة في ذلك على قوالب واحدة. وليس ذلك بموجود في لغة من سائر لغات الأمم سوى لسان العبراني والسرياني والعربي".

يهوذا اللاوي (كتاب الخزري، 2:68):

"فإنها [أي العبرانية] اللغة التي أوحي بها إلى آدم وحواء وبها تلافظا ... وقد كان إبراهيم سريانياً في ??? ????? [أور الكلدانيين (والحق هي أور السومريين)] لأن السريانية لغة ????? [= الكلدان]. وكانت له العبرانية لغة خاصة ???? ??? [لشون قودش = اللسان المقدس] والسريانية ???? ??? [لشون حول = لسان حال]. لذلك حملها إسماعيل إلى العرب فصارت هذه الثلاث لغات السريانية والعربية والعبرانية لغات متشابهة في أسمائها وأنحائها وتصاريفها".

مروان بن جناح (كتاب اللمع، صفحة 7 - 8):

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير