تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الخليل: الفج: الطريق الواسع من قبل جبلٍ ونحوه، والجميع الفجاج. خارمها. والمخارم: جمع المخرم؛ وهو منقطع أنف الجبل. والخرم: أنف الجبل، وجمعه خرومٌ. والشاعر يحكي في هذا أيضاً عنه ما رآه منه عند استصحابه له، فيقول: إذا وجهته في طرق الجبل رأيته يقصد عاليها قصد الصقر. والهوي بضم الهاء، هو القصد إلى أعلى، وبفتح الهاء القصد إلى أسفل. على ذلك قوله: هوي الدلو أسلمه الرشاء ..

(9) وإِذا يَهُبُّ منَ المَنَامِ رَأَيْتَهُ **** كرُتُوب كَعْبِ الساقِ لَيْسَ بِزُمَّلِ

أصل هب تحرك واضطرب، ثم قيل هب من نومه هباً، وهبت الريح هبوباً، وهبت الناقة في سيرها هباباً، وهب التيس هبيباً. وأهببت السيف: هززته. يقول: إذا استيقظ هذا الرجل من منامه انتصب في مضجعه سريعاً كانتصاب كعب الساق في الساق، وهو ليس بضعيف. وإنمايعني شهامته وتشمره في تلك الحالة. وكعب الساق منتصبٌ أبداً في موضعه، فلذلك شبهه به. والراتب: القائم، ومنه المراتب. وتحقيق الكلام: وإذا يهب رأيت رتوبه كرتوب كعب الساق، لكنه حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. وهذا التشبيه يجري مجرى التصوير. والزمل والزمال والزميلة، كله الضعيف، واشتقاقه من التلفف كأنه متساقطٌ لا متشمرٌ متجردٌ.

(10) ما إِنْ يَمَسُّ الأَرْضَ إِلاَّ مَنْكِبٌ **** منه، وحَرْفُ الساقِ طَيَّ المِحْمَلِ

إن، زيد لتوكيد النفي، ويبطل عمل ما بانضمامه إليه في لغة من يعمله. وانتصب طيّ على المصدر مما دل عليه ما قبله، لأنه لما قال، ما يمس الأرض منه إذا نام إلا منكبه وحرف الساق، علم منه أن الرجل مطويٌ غير سمينٍ، وهضيم الكشح غير ثقيل. والمعنى أنه إذا نام لا يتبسط على الأرض ولا يتمكن منها بأعضائه كلها، فعل من يرخيه نومه ويتمكن منه، حتى لا يكاد يتجمع ويتشمر عند الانتباه إلا بعد مزاولةٍ وتهيؤٍ يعمله في كل عضو.

(11) صَعْبُ الكَريهة لا يُنَال جَنَابُه **** ماَِضِي العَزِيمة كالحُسَامِ المِقْصَلِ

الصعب: نقيض السهل والمذلل وصَعُبَ الشيء صُعُوبة، أي: أشتدّ. والكريهة: هي الشدة في الحرب، ونال فعلٌ للأخذ والاستحواذ، ونال جنابه: أي تمكن منه وهزمه وأوقع به.

أمضى يمضي فهو ماضي العزيمة: أي أنفذ أمراً قد عقد قلبه عليه أو قد تيقنه،

وحَسَمْتُ الأمْرَ أي: قَطعتُه حتى لم يُظفَر منه بشيء، ومنه سمِّي السَّيفُ حُساماً لأنّه يحسِمُ العدوَّ عَمَا يُريد، أي يمنَعُه. والمِصقَلةُ: التي يصقل بها الصَّيْقَل سيفه ومنها المصقل على وزن مفعل.

(12) يُعْطي الصِّحابَ إِذا تَكُونُ كَرِيهَةٌ **** وإِذا هُمُ نَزَلُوا فمَأْوَى العُيَّلِ

يعطي: العطاء هو البذل والهبة ولايجد الشجاع يوم الكريهة إلاّ نفسه ليجود بها حقناً لدماء صحابه، يقال: أَوَيْتُ إِلى المنزل وأَوَيْتُ غيري وأَوَّيْتُ الرجلَ كآوَيْته والمَأْوى والمَأْواة: المكانُ، وهو المأْوِي. قال الجوهري: المَأْوَى كل مكان يأْوي إِليه شيء ليلاً أَونهاراً.

عالَ يَعِيلُ عَيْلاً وعَيْلة وعُيولاً وعِيُولاً ومَعِيلاً: افتقر. والعيِّلُ: الفقير، وكذلك العائل؛ قال الله تعالى: وَوَجَدَك عائلاً فأَغْنى. وفي الحديث: إِن الله يُبْغِضُ العائلَ المُخْتال.

إذن فصدر البيت يتحدث عن شجاعة الفتى وعجزه يشير إلى الكرم والسخاء.

00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000

ختاماً .. أتمنى أن فيما كتبت ونقلت بعضاً من مطلوب أخينا الفاضل .. وأتمنى ممن بحوزته (أشعار الهذليين) أن يضيف إلى هذه المشاركة الشائقة مايتبقى من أبيات حيث أنني قرأت في أحد المراجع أن السكري قد سرد سبعة وأربعين بيتاً لكامل القصيدة ..

والسلام عليكم ورحمة الله ــــ

ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[05 - 11 - 2006, 10:21 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أشكرك أخي الفاضل المعيوفي المحترم على هذا الجهد الذي أتمنى من الله عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتك، فأحسنت وأجزلت في الخير، وبارك الله هذه الأيدي الكريمة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير