تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 10:27 ص]ـ

أخي الكريم رائد هذا البيت ليس فيه أي شبهة للتشكيك بعقيدة المعري، ولكن فيه من الصور البلاغية الموحية وهي أن يا بني آدم أين تذهبون وتتكبرون في هذه الحياة وأنتم لستم سوى ميت ابن ميت،وهذه القبور تشهد على ذلك، وها هو قبرك يفتح فمه لكي تدخل فيه وبصورة استهزائية، أي لابد وأن تأتي إليّ كما أتى

آباؤك من قبلك، كما أن فيه لفتة أخرى وهي أن الأرض لن تسع جميع الأموات، فلا بد من دفن بعضهم فوق بعض، والله أعلم.

والقصيدة فيها من الصور البلاغية الأخرى يطول المقام بذكرها ولكن ربما يكون هناك عودة أخرى إذا لزم الأمر.

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 11:19 ص]ـ

شيخ المعرة فيلسوف كبير وشاعر عظيم، ولا تكاد تخلو مخاتاراتي الشعرية من أبيات لأبي العلاء، يقول:

هل صح قول من الراوي فنقبله ... أم كل ذاك أباطيل وأسمار

أم العقول فآلت أنه كذب ... والعقل غرس له بالصدق إثمارُ

هذان البيتان تصدرا كتاب "أباطيل وأسمار"للشيخ محمود شاكر.

أخي الشمالي:

في كتاب "تعريف القدماء بأبي العلاء" عرض لهذه القضية، والكتاب من تحقيق دار الكتب المصرية، وقد شارك في تحقيقه عدد من المحققين الذين يشار إليهم بالبنان، منهم عبد السلام هارون وغيره.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 12:31 م]ـ

بارك الله أخي الكريم والكتاب الذي أشرت إليه موجود عندي وقرأته أكثر من مرة والمحقق محمود محمد شاكر يدافع فيه عن المعري، كما أنه في مكتبتي أكثر آثار المعري وكتب عن حياته أيضاً سردا ونقداً.

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 12:49 م]ـ

إذا أنا وأنت على اتفاق .. هات مما أفاض الله به عليك أخي، مأجور غير مأمور.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 01 - 2007, 11:41 ص]ـ

هذه بعض اللفتات البلاغية في القصيدة التي أرسلتها لهذا المنتدى أخي رائد، وهي للشهيد سيد قطب رحمه الله من كتابه "النقد الأدبي"أصوله ومناهجه، والكتاب كان عند أحد الأصدقاء والآن استرجعته ولذلك أعتذر عن التأخر في الرد في ما وعدت به.

وحسب رأيي المتواضع هو من أجمل الكتب في النقد الأدبي:

فإذا نحن سرنا مع المعري نفسه إلى قوله:

صاح هذي قبورنا تملأ الرحب = فأين القبور من عهد عاد

خفف الوطء ما أظن أديم الأ = رض إلا من هذه الأجساد

رب لحد قد صار لحداً مرارا = ضاحك من تزاحم الأضداد

فإننا نقف خشّعاً أمام شعور إنساني عميق، وأمام تعبير تصويري موح، يزحم المشهد

بالصور والظلال، ويهمس فيه بالوجدانات والأحاسيس، ويرتفع إلى الطراز الأول من الشعرالإنساني بكل قيمه الشعورية والتعبيرية، ولا يفوتني أن أنبه خاصة إلى الإيقاع الموسيقي في كل بيت.

ومع أن الأبيات كلها من وزن واحد إلا أنها تحتلف إيقاعاً، لأن الوزن وحده لايحدد لون الإيقاع. فالوزن يؤلف الموسيقى الخارجية المحسوسة، وهناك موسيقى داخلية، ناشئة من طبيعة توالي الحروفومخارجها، لامن حركة هذه الحروف التي يتم بها الوزن العروضي.

في البيت الأول رنة إعلان وإشارة إلى مجال فسيح.

"صاح هذه قبورنا تملأ الرحب".

ولعل لهذه المدات الثلاث المتوالية في "صاح" "هذي" "قبورنا" دخلاً في ذلك الإيقاع الموسيقي الخاص.

فإذا وصلنا إلى البيت الثاني أحسسنا إيقاعه أشبه بوقع القدم المتوجسة الحذرة تخطو في حذر وخشية:

خفف الوطء ما أظن أديم الأ = رض إلا من هذه الأجساد

ويختلف الإيقاع في البيت الثالث فتنطلق هذه الخطوات الحذرة، وينطلق الإيقاع، ويتناسب ذلك مع ضحك القبر وسخريته بتزاحم الأضداد!.

ومن هذه الموازنة تتبين الفوارق بين شعر الفكرة الباردة، وشعر العاطفة الحارة، ويتبين مكان هذا الطراز وذلك في سجل الآداب. وعليها يقاس كثير من الشعر المعاصر الذي يمعن في الفكرة المجردة أحياناً، حتى يبدو عارياً من اللحم والدم، عاطلاً من الحرارة والحياة.

طبعاً يمكن أن نضيف أو نوضح بعضاً من هذه اللفتات، وذلك بالنظر إلى الأحرف التي تتشكل منها الأبيات المذكورة، وأترك المجال هنا للأخوة الأفاضل للمشاركة في توضيح ذلك، مشكورين مأجورين إن شاء الله.

ـ[أبوالركاب]ــــــــ[22 - 02 - 2007, 05:48 ص]ـ

معذرة على الدخول دونما استئذان، ولكن لدي شرح للبيت:

رب لحد قد صار .....

أرجو ان ينال رضاكما:

يذكر المعري أن الأمم المتتالية عبر التاريخ دفنت موتاها فوق بعضهم البعض

دونما علم منهم فبذلك يكون اللحد لحدا أكثر من مرة، وأكمل بيته بنظرة حكيمة

عجيبة عندما قال أن هذا اللحد يضحك من تزاحم الأضداد فمرة يدفن فيه رجل

ومرة امرأة ومرة ملك ومرة عبد وهكذا وهو يريد أن يصل بنا إلى النهاية

الحتمية لكل مخلوق وهي الموت ولو عدنا إلى أبياته:

سر إن اسطعت ....

صاح هذي .....

لرأيتم ذلك بينا جليا

تحياتي واعذرا تطفلي

ـ[كشكول]ــــــــ[22 - 02 - 2007, 10:01 ص]ـ

السلام عليكم

شكرا لنقل هذه الرائعة يا شمالي. و يا رائد, إن المعري كان مؤمنا, ولكنه كان فيلسوفا, وهناك بعض المحسوبين على الإسلام الذين يظنون أن الفلسفة زندقة وخروج عن الدين. ولذا, لقد اتهموا الفخر الرازي والغزالي وابن رشد وغيرهم من الفلاسفة المسلمين في دينهم وعقيدتهم. أسأل الله أن يرزقهم العقل والهداية.

وما أحسن فهمك يا أبا الركاب. لا فض فوك.

والسلام

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير