تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إِنَّ العِراقَ لَم أُفارِق أَهلَهُ عَن شَنَآنٍ صَدَّني وَلا قِلى

وَلا اِطَّبى عَينيَّ مُذ فارَقتُهُم شَيءٌ يَروقُ الطَرفَ مِن هَذا الوَرى

هُم الشَناخيبُ المُنيفاتُ الذُرى وَالناسُ أَدحالٌ سِواهُم وَهوى

هُمُ البُحورُ زاخِرٌ آذِيُّها وَالناسُ ضَحضاحٌ ثِغابٌ وَأَضى

إِن كُنتُ أَبصَرتُ لَهُم مِن بَعدِهِم مِثلاً فَأَغضَيتُ عَلى وَخزِ السَفا

حاشا الأَميرَينِ الَّلذينِ أَوفَدا عَلَيَّ ظِلّاً مِن نَعيمٍ قَد ضَفا

هُما اللَذانِ أَثبَتا لي أَملاً قَد وَقَفَ اليَأسُ بِهِ عَلى شَفا

تَلافَيا العَيشَ الَّذي رَنَّقَهُ صَرفُ الزَمانِ فَاِستَساغَ وَصفا

وَأَجرَيا ماءَ الحَيا لي رَغَداً فَاِهتَزَّ غُصني بَعدَما كانَ ذوى

هُما اللَذانِ سَمَوا بِناظِري مِن بَعدِ إِغضائي عَلى لَذعِ القَذى

هُما اللَذانِ عَمَّرا لي جانِباً مِنَ الرَجاءِ كانَ قِدماً قَد عَفا

وَقَلَّداني مِنَّةً لَو قُرِنَت بِشُكرِ أَهلِ الأَرضِ عَنِّي ما وَفى

بِالعُشرِ مِن مِعشارِها وَكانَ كَال حَسوَةِ في آذِيِّ بَحرٍ قَد طَما

إِنَّ اِبنَ ميكالَ الأَمير اِنتاشَني مِن بَعدِما قَد كُنتُ كَالشَيءِ اللقى

وَمَدَّ ضَبعي أَبو العَبّاسِ مِن بَعدِ اِنقِباضِ الذَرعِ وَالباعِ الوَزى

ذاكَ الَّذي ما زالَ يَسمو لِلعُلى بِفِعلِهِ حَتّى عَلا فَوقَ العُلى

لَو كانَ يَرقى أَحَدٌ بِجودِهِ وَمَجدِهِ إِلى السَماءِ لاِرتَقى

ما إِن أَتى بَحرَ نَداهُ مُعتَفٍ عَلى أُوارى علمٍ إِلّا اِرتَوى

نَفسي الفِداءُ لِأَميرَيَّ وَمَن تَحتَ السَماءِ لِأَميرَيَّ الفِدى

لا زالَ شُكري لَهُما مُواصِلاً لَفظي أَو يَعتاقَني صَرفُ المنى

إِنَّ الأُلى فارَقتُ مِن غَيرِ قِلىً ما زاغَ قَلبي عَنهُمُ ولا هَفا

لَكِنَّ لي عَزماً إِذا اِمتَطَيتُهُ لِمُبهَمِ الخَطبِ فَآه فَاِنفَأى

وَلَو أَشاءُ ضَمَّ قُطرَيهِ الصِبا عَلَيَّ في ظِلّي نَعيمٍ وَغِنى

وَلاعَبَتني غادَةٌ وَهنانَةٌ تُضني وَفي ترشافِها بُرءُ الضَنى

تَفري بِسَيفِ لَحظِها إِن نَظَرَت نَظرَةَ غَضبى مِنك أَثناءَ الحَشا

في خَدِّها رَوضٌ مِنَ الوَردِ عَلى الن نسرينِ بِالأَلحاظِ مِنها يُجتَنى

لَو ناجَتِ الأَعصَمَ لاِنحَطَّ لَها طَوعَ القِيادِ مِن شَماريخِ الذُرى

أَو صابَتِ القانِتَ في مُخلَولِقٍ مُستَصعَبِ المَسلَكِ وَعرِ المُرتَقى

أَلهاهُ عَن تَسبيحِهِ وَدينِهِ تَأنيسُها حَتّى تَراهُ قَد صَبا

كَأَنَّما الصَهباءُ مَقطوبٌ بِها ماءُ جَنى وَردٍ إِذا اللَيلُ عَسا

يَمتاحُهُ راشِفُ بَردِ ريقِها بَينَ بَياضِ الظَلمِ مِنها وَاللمى

سَقى العَقيقَ فَالحَزيزَ فَالمَلا إِلى النُحَيتِ فَالقُرَيّاتِ الدُنى

فَالمِربد الأَعلى الَّذي تَلقى بِهِ مَصارِعَ الأُسدِ بِأَلحاظِ المَها

مَحَلَّ كُلِّ مُقرِمٍ سَمَت بِهِ مَآثِرُ الآباءِ في فَرعِ العُلى

مِنَ الأُلى جَوهَرُهُم إِذا اِعتَزَوا مِن جَوهَرٍ مِنهُ النَبِيُّ المُصطَفى

صَلّى عَلَيهِ اللَهُ ما جَنَّ الدُجى وَما جَرَت في فَلَكٍ شَمسُ الضُحى

جَونٌ أَعارَتهُ الجَنوبُ جانِباً مِنها وَواصَت صَوبَهُ يَدُ الصَبا

نَأى يَمانِيّاً فَلَمّا اِنتَشَرَت أَحضانُهُ وَاِمتَدّ كِسراهُ غَطا

فَجَلَّلَ الأُفقَ فَكُلُّ جانِبٍ مِنها كَأَن مِن قطرِهِ المُزنُ حَيا

إِذا خَبَت بُروقُهُ عَنَّت لَها ريحُ الصَبا تشبُّ مِنها ما خَبا

وَإِن وَنَت رُعودُهُ حَدا بِها حادي الجَنوبِ فَحَدَت كَما حَدا

كَأَنَّ في أَحضانِهِ وَبَركِهِ بَركاً تَداعى بَينَ سَجرٍ وَوَحى

لَم ترَ كَالمُزنِ سَواماً بُهَّلاً تَحسَبُها مَرعِيَّةً وَهيَ سُدى

فَطَبَّقَ الأَرضَ فَكُلُّ بُقعَةٍ مِنها تَقولُ الغَيثُ في هاتا ثَوى

يَقولُ لِلأَجرازِ لَمّا اِستَوسَقَت بِسَوقِهِ ثِقي بِرِيٍّ وَحَيا

فَأَوسَعَ الأَحدابَ سَيباً مُحسِباً وَطَبَّقَ البُطنانَ بِالماءِ الرِوى

كَأَنَّما البَيداءُ غِبَّ صَوبِهِ بَحرٌ طَمى تَيّارُهُ ثُمَّ سَجا

ذاكَ الجدا لا زالَ مَخصوصاً بِهِ قَومٌ هُمُ لِلأَرضِ غَيثٌ وَجَدا

لَستُ إِذا ما بَهَظَتني غَمرَةٌ مِمَّن يَقولُ بَلَغَ السَيلُ الزُبى

وَإِن ثَوَت بينَ ضُلوعي زَفرَةٌ تَملأُ ما بَينَ الرَجا إِلى الرَجا

نَهنَهتُها مَكظومَةً حَتّى يُرى مَخضَوضِعاً مِنها الَّذي كانَ طَغا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير