تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[المرشد]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 02:58 م]ـ

تعليق:

اللاميتان مشهورتان، وعليهما جملة شروح وتقريرات، إلا أنهما دون (المعلقات)، ولامية العرب للشنفرى الأزدي أشهر، والعناية بها أكثر، ولذا استشهد النحويون بها في مسائل، ومنها:

وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن

بأعجلهم، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 10:49 ص]ـ

تحية طيبة للأخ رائد والأخ مرشد الكريمين على مشركتهما في الموضوع والحقيقة أن لامية العرب من أشهر القصائد العربية التي ذيع صيتها لما تحمله من معان تطل بها على بعض صفات العربي الأصيلة، وكما وصّى سيدنا عمر رضي الله عنه بتعليمها للأولاد، وهذه دراسة حول القصيدتين اللاميتين عسى أن يكون فيها الفائدة مع المتعة:

كتب هذه الدراسة الدكتور / محمد إبراهيم نصر

وقد وجدتها في كتابه من عيون الشعر (اللاميات)

بين القصيدتين صلات مشتركة تدفع إلى إلقاء هذه الظلال بعيداً عن الغلو والإفراط كما ظهر ذلك في بعض الدراسات حتى فقدت طابع اليسر والسماحة.

البعد عن الأهل والإحساس بالغربة:

كلا الشاعرين بعيد عن أهله، ناءٍ عن أصدقائه، ولكن كلاً منهما يستقبل النأي والغربة استقبالاً مختلفاً تماماً.

فالشنفرى صلب الإرادة، قوي النفس، ماضي العزم، يتخذ أهلاً له جدداً من الوحوش المفترسة، فأصدقاؤه: الذئاب والنمور والضباع والحيات، استمع إليه يقول:

لَعَمْرُكَ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ

سَرَى راغباً أو راهباً، وهو يعقلُ

ولي، دونكم، أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ

وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ

أما الطغرائي:

فرقيق الحاشية، واهي العزم، فما إقامته ببغداد وليس له فيها صديق يشكو إليه حزنه ويزف إليه فرحه، إلى دليل على ذلك، ولذلك يقول:

فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَكنِي

بها ولا ناقتي فيها ولا جملي

ناءٍ عن الأهلِ صِفر الكف مُنفردٌ

كالسيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل

فلا صديقَ إليه مشتكى حَزَني

ولا أنيسَ إليه مُنتهى جذلي

فتجد في حديثه رنة الأسى، ونبرة الحزن، وضعف النفس متمثلاً في قوله ناءٍ عن الأهل، صفر الكف، منفرد، فلا صديق أبثه حزني، ولا أنيس أخلو إليه من وحدتي، فالرجل لايقوى على مثل هذه المواقف كما يقوى عليها الشنفرى الذي يقرر حقائق وَطَّن نفسه عليها

وفي الأرض مَنْأىً، للكريم، عن الأذى

وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ

ثم يقسم على ذلك ويجد البديل عن الأهل في هذه الوحوش التي أنس إليها وأنست إليه.

والشنفرى:

يستعيض عن فقد من لم يجد فيهم خيراً وليس في صحبتهم نفع بثلاثة أصحاب، هم قلبه الشجاع الجسور، وسيفه الصقيل، وقوسه الصفراء المتينة.

وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً

بِحُسنى، ولا في قربه مُتَعَلَّلُ

ثلاثةُ أصحابٍ: فؤادٌ مشيعٌ،

وأبيضُ إصليتٌ، وصفراءُ عيطلُ

أما الطغرائي:

فإنه يقصد من يعوضه عن الأهل والأصدقاء لأن له هدفاً هو بسطة الكف، وسعة العيش، يستعين به على ما يريده من الوصول إلى العلا والرفعة، ولكن الدهر يعاكسه، ويقف في طريقه، فيرضى من الغنيمة بالإياب:

أريدُ بسطةَ كفٍ أستعين بها

على قضاء حقوقٍ للعلى قِبَلي

والدهر يعكس آمالي ويُقنعني

من الغنيمة بعد الكدِّ بالقفلِ

والشكوى، والتودد، ومحاولة الاستمالة للحصول على مطلوبه، كل ذلك واضح في قوله:

فقلتُ: أدعوك للجلَّى لتنصرني

وأنت تخذلني في الحادث الجللِ

وكل منهما يذكر المرأة في لاميته غير أن منهج كل واحد منهما مختلف عن الآخر، فالشنفرى ليس رجلاً جباناً قعيد منزله، لاجئاً عند زوجته يشاورها في كل الأمور بل هو شجاع تعلو نفسه عن الركون إلى المرأة، ولايقصد إليها. فهو ليس رجلاً قليل الخير، لايفارق داره، يصبح ويمسي جالساً إلى النساء لمحادثتهن يدهن ويتكحل كأنه منهن:

ولستُ بمهيافِ، يُعَشِّى سَوامهُ

مُجَدَعَةً سُقبانها، وهي بُهَّلُ

ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسِهِ

يُطالعها في شأنه كيف يفعلُ

ولا خالفِ داريَّةٍ، مُتغَزِّلٍ،

يروحُ ويغدو، داهناً، يتكحلُ

أما الطغرائي:

فإن نفح الطيب المنبعث من المرأة يهديه في طريقه، ويجذبه إليه فيدعو صاحبه أن يحث السير إليها، وحب النساء يصمي قلبه، وعيونهن النجلاوات ينفذن إلى شغاف نفسه، فيقع أسيراً لهن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير