[تعريف بتفسير (رد الاذهان إلى معاني القرآن) لرئيس قضاة نيجيريا الشيخ أبو بكر غومي (19]
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[12 Aug 2008, 06:28 ص]ـ
تعريف بتفسير (رد الاذهان إلى معاني القرآن) لرئيس قضاة نيجيريا الشيخ أبو بكر غومي (1924 - 1992م)
أهداني أحد طلبتي النجباء من نيجيريا هذا التفسير الذي ما إن وقع تحت يدي حتى انكببت عليه بالقراءة المصحوبة بالغرابة والشوق، أما الغرابة فكان منشؤها أن هذا التفسير مليء باللطائف التفسيرية رغم وجازته ومع هذا لم نجد له ذكر بين من يتحدث عن التفاسير الحديثة، وأما الشوق فلرغبتي أن أنقل لأخوتي في هذا الملتقى شيئا من التعريف به وفاء لصاحبه رحمه الله تعالى:
اسم التفسير: رد الأذهان إلى معاني القرآن
طبع ما يزيد على الخمس طبعات، فالطبعة التي بين يدي هي الخامسة وهذا الذي زادني غرابة أنه لم نعرف عنه من قبل
التفسير جاء في مجلد واحد ويحوي جزأين ألأول إلى سورة الكهف من صفحة (1 - 395)، والثاني إلى سورة الناس من صفحة (396 - 827) مطبوع بهامش المصحف الشريف.
سأقوم اليوم بالتعريف بصاحب التفسير، ويتبع بإذن الله تعالى التعريف بمنهج المفسر وما تميز به التفسير
التعريف بصاحب التفسير:
هو أبو بكر محمود جومي يصفه بعضهم بالترجمان الأفريقي للقرآن الكريم؛ ويقال أنه كان -بحق- الجسر الأفريقي الهوساوي إلى عالم كتاب الله العظيم؛ قال عنه الناشر في مقدمة تفسيره: " فريد عصره الداعي إلى سبيل الرشاد، قامع البدع وكل ألوان الشرك رئيس القضاة بشمالية نيجيريا، عضو المجاس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي".
فهو صاحب الترجمة المشهورة لمعاني القرآن الكريم إلى الهوساوية جهوده التي يتكلم بها ما يزيد عن مائة مليون شخص في معظم دول غرب أفريقيا. وهو الذي طبع في مجمع الملك فهد.
ومع شح من ترجم لهذه الشخصية وحرصي على طلب المزيد عن حياته، فانني سأعرض لها نقلا عما وجدته مثبتا في الصفحة الأولى من تفسيره حيث لم تزد على خمسة أسطر، وقد وجدت في بعض المقالات المنشورة على النت من ترجم له بإيجاز: نشر على موقع اسلام اون لاين
ولد الشيخ أبو بكر بن محمود غومي عام 1314هـ الموافق السابع من شهر نوفمبر من العام 1924م، في قرية تسمى "غومي" GUMI، أحد المراكز التابعة لولاية صوكوتو سابقا، والتابعة لولاية زامفرا حاليا.
نشأ الشيخ غومي في حجر والده الذي كان قاضيا وتلقى منه القرآن ومبادئ الدين، وقد تعهده بالعناية وحسن التربية فداوم على اصطحابه إلى مجالس العلم ومنازل العلماء، وكان يتعمد سؤاله في بعض المسائل والقضايا ليتيح له فرصة بناء الثقة والاعتزاز بالنفس، وكان أن ألحقه أبوه بالتعليم الابتدائي بقرية "دوغن داجي" على نهج التعليم الغربي النصراني، ورغم المعارضة الشديدة لهذا التعليم في المجتمع الهوساوي فإن أباه أصر على ذلك رغبة منه في أن يجمع بين التعليم العربي والإنجليزي الجديد، ثم المدرسة الوسطى في صوكوتو وحصل منها على شهادة المعلمين "المرتبة الرابعة".
ونظرا لذكائه الشديد بعد تخرجه التحق بـ"المدرسة الوطنية للطلبة الموهوبين لأبناء شمال نيجيريا"، والتحق بعدها بمدرسة العلوم العربية (كلية القضاء) بكانو، ومنها تعلم العربية والدراسات الإسلامية لمدة خمس سنوات، تخرج فيها عام 1947م، ثم حصل على منحة دراسية في معهد التربية في بخت الرضا بالسودان، ونال شهادة الدبلوم العالي في القضاء الشرعي عام 1955م.
كما تتلمذ الشيخ غومي على أيدي علماء محليين نيجيريين، منهم الشيخ جنيد بن محمد البخاري، وزير صوكوتو السابق، والشيخ ناصر الدين كبرا زعيم الطريقة القادرية في نيجيريا، والشيخ "معلم شيهو يابو"، كما أخذ عن عالم لبناني يدعى "سعيد ياسين" رواية حفص عن عاصم في علم القراءات.
¥