[من هو الذبيح: إسماعيل أم إسحاق عليهما السلام؟؟؟]
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:30 ص]ـ
ذكر بعض الفضلاء في مسألة من هو الذبيح الذي أمر إبراهيم عليه السلام بذبحه فقال حفظه الله::
((اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في هذه المسألة على قولين لا ثالث لهما: ـ فيه قول ثالث نقوله في الأخير:
قول أنه إسماعيل وقول أنه إسحاق.
جمهور العلماء على أنه إسحاق. ولأجل ذلك أنا أردت التنبيه على القضية هذه لأنه لا يعقل أن إنسان يقرأ العلم ويجهل هذا.
اختار ابن جرير الطبري رحمه الله شيخ المفسرين أنه إسحاق وهو المروي الثابت عن عبد الله ابن مسعود والرواية الصحيحة عن عبد الله ابن عباس وهو قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وعن جملة من الصحابة وعن أكثر من عشرة من سادات التابعين على أن الذبيح هو إسحاق
وذهب بعض العلماء الرواية الثانية عن ابن عباس والإمام أحمد وبعض العلماء على أن الذبيح هو إسماعيل. وكل منهم له أدله، وقال الزجاج رحمه الله وهذا القول الثالث الله أعلم أيهما هو الذبيح لكثرة الاختلاف في المسألة وأنا أقول الحق والله إلى ساعتي هذه لا أدري أيهما الذبيح فكلما ترجح قول صدم بآخر.
قد يقول قائل (النبي صلى الله عليه وسلم يقول أنا ابن الذبيحين) هذا الحديث رواه الحاكم في المستدرك وقال عنه الذهبي أن سنده واه جداً فلا يقبل في مسألة كهذه.
أما أقوال العلماء لماذا قالوا إسحاق؟ ولماذا ا قالوا إسماعيل فنحاول إجمالها حتى تتبين.
الله يقول ذكر أن قوم إبراهيم أرادوا أن يحرقوه ثم قال عنه في الصافات {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} ثم دعا ربه {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} قال الله {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} بلغ معه من الذي بلغ؟
الغلام الذي بشر به [واضح] عند خروجه من أرض العراق دعا ربه أن يهب له من الصالحين وأن الله بشره هو نفسه الذي قال الله عنه {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} الذين قالوا إنه إسحاق قالوا ليس في القرآن دليل واحد على أن الله بشر إبراهيم بإسماعيل. المبشر في القرآن هو من؟ هو إسحاق {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً} فكل القرآن يدل على أن الذي بشر به بشارة هو إسحاق والقرآن يدل قالوا إن الذبيح هو من؟ هو المبشر به لأن الله قال {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ} "بلغ"هذه فاعلها ضمير مستتر تقديره هو يعود على المبشر به على الغلام هذا الذي دفع العلماء للقول أنه هو إسحاق.
ثم قالوا من أدلتهم قالوا إن الله يقول {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} أي أنه عايش في كنف من؟ ـ أجيبوا ـ في كنف أبيه وإسماعيل لم يعش في كنف أبيه كان مع أمه أين؟ كان مع أمه في مكة إنما ولد سارة إسحاق هو الذي كان مع أبوه يغدو ويروح أما إسماعيل كان لوحده مع أمه و إبراهيم جاء مكة ثلاث مرات مرتان لم يجد إسماعيل والمرة الثالثة وجده في المرتين كان يقول غير عتبة الباب ... ثبت عتبة الباب ... والمرة الثالثة وجده. هذا حجج من قال إنه إسحاق.
الذين قالوا إنه إسماعيل من أكثر من انتصر لهذا الرأي العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى صاحب أضواء البيان قال إنه لا يسوغ القول بأنه إسحاق وأن ظاهر القرآن يدل على أنه إسماعيل واحتج بآيتين الآية الأولى أنه قال إن الله قال في الصافات {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ} وذكر الله الذبح كله ثم قال الله بعد أن ذكر الذبح قال {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} قال {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ}
¥