[مختصر بحث (تكوين ملكة التفسير) للدكتور حاتم الشريف]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2008, 01:04 م]ـ
هذا مختصر لبحث الدكتور حاتم بن عارف الشريف الذي نشره في مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية في العدد الرابع فيما أظن وقد سبق التنويه به في الملتقى. وقد اختصره الأخ الكريم أنس الرشيد وفقه الله وبعث به مشكوراً على بريدي لنشره في الملتقى. وهذا هو نص رسالته ولم أقرأها بعدُ لكنني أثق في اختصار الأخ أنس رعاه الله.
هذا معتصر من بحث نفيس للشيخ الشريف حاتم العوني وفقه الله بعنوان
(تكوين ملكة التفسير)
اختصرته حين كنت أقرؤه؛ وذلك لما رأيته نافعا. وهي لاشك مفيدة لطالب العلم الجاد الذي لا توقفه أشواك الطريق.
والبحث نفيس ولا عجب فقد قال الشيخ في مقدمته: ( ... هذه الخطة التي هي نتاج تفكير عميق وخبرة في التعليم قاربت العقدين).
ومن أراد الاستزادة فعليه بالأصل ففيه تفصيل ما أجملته هنا.
بدأ الشيخ بعد المقدمة بذكر ما قامت عليه الخطة:
قال: لقد قامت على أمرين:
الأول: تدريب المستفيد من الخطة على استخراج كل معلومة تنفعه في فهم الآية وتفسيرها (مما يصح الوصول إليه بالاجتهاد) باستنباطه الخاص وإعماله لذهنه ثم أن يقوم بتقويم اجتهاده هذا بالرجوع إلى كلام أهل العلم. وفائدة هذا التقويم (بعد ذلك الاجتهاد): لا تقتصر على معرفة الصواب في تلك المسألة الجزئية بل تتعداه إلى ما هو أهم في هذا السياق وهو أن يتبين سبب الإصابة من سبب الخطأ؛ ليستمسك بالأول ويجتنب الثاني.
كما أنه أدعى إلى تمرين الذهن على الاستنباط والتحليل والنقد، وهو أيضا يجعل النتيجة التي يوصلنا إليها أعمق من النتيجة التي تلقيناها عن غيرنا دون إعمال ذهن؛ مما سيكون له أثر كبير في حسن تناولنا لتلك المسألة وفي قدرتنا على الترجيح العلمي الدقيق بين اختلافات العلماء إذا ما اختلفوا.
الثاني: التنبيه على علوم التفسير، وعلى مواطن استعمالها عند القيام بالعملية التفسيرية وكيفية الاستفادة منها ...
ثم دخل في ذكر خطوات الخطة العملية لتكوين ملكة التفسير ..
الخطوة الأولى: التزود من العلوم الضرورية لعلم التفسير.
الخطوة الثانية: اختيار الآيات التي سيتدرب على تفسيرها (والتي يجب أن يتوفر في سبب اختيارها أنها أبعد الآيات عن أن يكون استفاد تفسيرها من أحد)
الخطوة الثالثة: فهم الآية بالجهد الذاتي المحض دون الاستعانة على فهمها بأحد.
(وفي هذه الخطوة ينبغي ألا يغفل سياقات الآية الخمس؛ لأن السياق من أقوى ما يؤثر على تحديد المراد من الكلام. وسياقات الآية هي:
1 - السياق القرآني العام: أي استحضار الغاية الكبرى من إنزال القرآن الكريم، وهي هداية الخلق إلى توحيد الله تعالى ..
فاستحضار هذا الغرض عاصم من شطط التفسير كبعض أصحاب الإعجاز العلمي حتى يخيل للواقف على تأويله أن كتاب الله العزيز كتاب في بعض العلوم العصرية!!!
2 - سياق الآيات الزمني وأعني به: معرفة مكية الآيات أو مدنيتها، إذ لكل أغراضها.
3 - سياق السورة التي ندرسها إذ لكل سورة أغراض ومقاصد.
4 - سياق الآيات المدروسة خاصة، ويدرك ذلك من خلال التأمل في الآيات القريبة والمحيطة بالآيات موضوع الدراسة (وهو أهم السياقات مع السياق التالي) لكونه أقوى السياقات أثرا على الكلام إلى درجة قدرته أحيانا على تخصيص اللفظ العام وتقييد مطلقه.
5 - سياق الآية الواحدة وهو معرفة علاقتها بالآية السابقة واللاحقة.
وعلى الدارس مراعاة مفاصل الآية الواحدة، وأن يعين تمام أركان الجمل فيها، وهو ما يسميه العلماء بعلم (الوقف والابتداء)
الخطوة الرابعة: السعي إلى التفسير اللغوي الصرف للآية.
والمقصود: الوصول إلى الدلالة اللغوية للآية وفهمها وفق معناها في لغة العرب وحدها دون الاستعانة ببقية أركان الفهم الكامل للآية.
وهذه الخطوة تمر بمراحل عدة:
1 - تحديد الكلمات التي يحتاج إلى دراستها لغويا، وهي كل كلمة لم يكن إدراك معناها اللغوي بدهيا لدى الدارس.
ثم ننتقل إلى:
2 - محاولة معرفة أصل المعنى اللغوي للكلمة، وهو المعنى الذي انبثقت منه بقية معانيها الأخرى، أو المعنى الذي تجتمع في أصله كل معانيها المستعارة.
ثم ننتقل:
¥