تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لماذا جاء قوله تعالى " ووهبنا له يحيى " قبل قوله تعالى " وأصلحنا له زوجه "]

ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[21 Sep 2008, 01:44 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فى سورة الأنبياء آية 90

[لماذا جاء قوله تعالى " ووهبنا له يحيى " قبل قوله تعالى " وأصلحنا له زوجه "]

مع أن المعلوم أن اصلاح الزوجة يكون قبل وهب الولد.

وجزاكم الله خيرا

ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[21 Sep 2008, 02:36 ص]ـ

و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته

اختلف أهل التأويل في معنى الصلاح الذي عناه الله جلّ ثناؤه بقوله (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) فقال بعضهم: كانت عقيما فأصلحها بأن جعلها وَلُودا.

نقرأ في الطبري:

"حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) كانت عاقرا، فجعلها الله ولودا، ووهب له منها يحيى."

وقال آخرون: كانت سيئة الخلق، فأصلحها الله له بأن رزقها حُسن الخُلُق.

قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أصلح لزكريا زوجه، كما أخبر تعالى ذكره بأن جعلها ولودا حسنة الخُلُق، لأن كل ذلك من معاني إصلاحه إياها، ولم يخصُصِ الله جلّ ثناؤه بذلك بعضا دون بعض في كتابه، ولا على لسان رسوله، ولا وضع، على خصوص ذلك دلالة، فهو على العموم ما لم يأت ما يجب التسليم له بأن ذلك مراد به بعض دون بعض.

و الله أعلم بعلمه

ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[21 Sep 2008, 03:07 ص]ـ

عندي إضافة بسيطة أختي الفاضلة، أن واو العطف في (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) لا تفيد الترتيب، بل المشاركة و التزامن. هبة الولد بإصلاح الام، أو إصلاح الام بهبة الولد، و إنما جاء تسبيق الهبة تعظيما لها. و الله أعلم.

الفاء، على عكس الواو، تدلُّ على التّرتيبِ. كما في قوله عز من قائل: (فاما من أعطى وأتقى فصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى). فالتيسير يكون بعد التصديق الذي يكون بعد التقوى.

هناك أداة عطف أخرى، تفيدُ التّرتيبَ مع التّراخي في الزمن، و هي "ثم".

و التعامل مع أدوات العطف و دلالاتها في القرآن الكريم، تسهل الفهم و تزيل كثيرا من اللبس.

هداني الله و إياك و جميع المسلمين إلى ما يحبه و يرضاه.

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[22 Sep 2008, 09:23 ص]ـ

لعل وجه تقديم ذكر الولد على إصلاح الزوجة -والله تعالى أعلم- أن دعاء زكريا عليه السلام كان بأن يهبه الله ذرية طيبة فاستجاب الله دعاءه وزاده من فضله إصلاح زوجه له

فكأنها في معنى: أعطيناه ما سأل وزيادة

ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[23 Sep 2008, 01:37 م]ـ

إن المتتبع لقصة نبي الله زكريا في القرآن، يجدها تعكس الصورة التامة لما كان عليه من قلق بشأن تقدم سنه وخوفه من ضياع ميراثه وميراث آل يعقوب إذا مات بلا عاقب. انظر سورة مريم "قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك ربي شقيا، وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربي رضيا" مريم:4 - 6. هذه الآيات تحدثنا عن رجل هرم طاعن في السن ضعيف ابتلي بامرأة عاقر، ومع كبر سنه وعقم زوجه تضاءلت إن لم تكون استحالت فرصة الإنجاب، وفي دعائه يبين سبب رغبته في الولد: أولا خوفه من الموالي أن يفسدوا في البلاد، ثانيا: الملك الذي ورثه زكريا عليه السلام من يعقوب عليه السلام، فهو يريد امتدادا لذكره ولملكه.

هذه واحدة، الثانية أن زوجه ابتليت بهَمَّينِ، أولهما أنها عاقر فلم تحقق لزوجها حلمه في الذرية عموما، والثاني كبر زوجها مع نماء وقوة رغبته في الغلام، هذا الوضع من شأنه يجعل المرأة في حالة اضطراب تلقائي يتفاوت معه سلوكها. فهي تخاف أن تتغير نظرة زوجها إليها باللوم أو الندم، كأن يلومها مثلا لو تركته يتزوج بغيرها لكان عنده الغلام الآن، أو يندم على الإبقاء عليها وأنه كان لزاما عليه أن يسرحها و يتزوج بغيرها لأجل الذرية. والواقع الذي نعيشه يشهد بكل هذه الأمور.

بالنسبة لنبي الله زكريا عليه السلام، لم يكن يعنيه هذا التفاوت السلوكي لزوجه بقدر ما يعنيه الغلام، بمعنى آخر كان أحرص على الغلام من اعتدال سلوك زوجه معه، لأنه قد فات الأوان، فهو طاعن في السن الآن، وحتى إن كتب له الإنجاب في هذه السن فهو بأمر الله وحده هبة منه واستثناء، ومن ثم آثر أن تكون هذه الهبة مع من عاشرها طول عمره بدلا من غيرها لأنه مرس خلقها واعتاد عليه، ومن ثم جاء النسق القرآني ليقابل حالته النفسية، وكأن الرحمن يقول له هذا ما سألت بلسانك وقلبك نعطيكه، وهو الغلام، وهذا ما سألت بقلبك نعطيكه، وهو استقامة سلوك زوجك معك.

ومن ثم لزم هذا الترتيب القرآني، فهو ترتيب مقصود لحكمة مقصودة.

والله أعلى وأعلم

والله الهادي إلى سبيل الرشاد

ـ[محمد عامر]ــــــــ[23 Sep 2008, 11:23 م]ـ

لعل وجه التقديم أن طلب الذرية كانت مبتغاه ومطلبه الأعظم في الدعاء، وذكر امرأته في الدعاء بأنها عاقرمن باب رجاء الرحمة بإصلاحها للولد الذي هو المطلب الأهم، ولم يخصها بطلب إصلاح لشأنها وأما إصلاح الزوجة المذكور في الاستجابة في الآية فلعله في الخلق كما ذكر المفسرون وهذا من باب الزيادة في الهبة على المطلوب فضلاً من الله ومنه، وبهذا فلا إشكال في تقديم الغلام على صلاح الزوجه والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير