[وجه النهار الكاشف عن معاني كلام الواحد القهار.]
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[18 Sep 2008, 12:17 ص]ـ
وجه النهار الكاشف عن معاني كلام الواحد القهار ط1 دار ابن حزم للدكتور عبدالعزيز الحربي أستاذ التفسير والقراءات المشارك بجامعة أم القرى.
استجابة لرغبة أحد أعضاء الملتقى وسؤاله عن هذا الكتاب، هذا عرض موجز له ورأيت إفراده في موضوع مستقل لأهمية الكتاب.
أولاً سبب تسمية الكتاب:
لما أتى عند قوله تعالى في سورة آل عمران (وقالت طائفة من أهل الكتاب ءامنوا بالذي أنزل على الذين ءامنوا وجه النهار واكفروا ءاخره)
قال وجه النهار: أوله. وبهذا اللفظ الشريف سميت كتابي هذا وورد مثله في الشعر ومن ذلك قول الربيع بن زياد:
من كان مسروراً بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار.
قول المصنف عن كتابه:
إنني لم أرد بما كتبته في مصنفي هذا أن أشرح آيات القرءان ولا أن أعرض أحكامه وحكمه على طريقة من سبق ولم أشأ أن أعمد إلى ألفاظه الغربية فأشرحها كما صنف من صنف في (مفردات القرءان) ولكني نحوت منحى آخر: جمعت فيه بين تفسير مفردات القرءان وبين جمله الغربية التي يشكل تركيبها أو معناها الجملي أو ضمائرها أو صيغها وحليته بفوائد ونكات واستنباطات مما قرأته واطلعت عليه في كتب التفسير وغيرها من كتب الفقه والأصول والمعارف ومما سمعته من أهل العلم ومما فتح الله به علي.
ومن تأمل بإنصاف ما أجمعه من تفسير في اللفظ الواحد وما أذكر من لطائف ونكات يدرك صدق ما قلته.
قلت:
صدق وفقه الله وحفظه وإن كان لم يكثر من ذلك أقول هذا بعد الفراغ من قراءة الكتاب كاملاً.
هذه بعض اللطائف والنكات العلمية التي ساقها المصنف في كتابه:
المصنف أمتع الله به ساق جملة من النكات العلمية واللطائف لكنها لم يعزها وتمنيت لو وثق جميع هذه اللطائف وأعلم أن هذا لا يخفى على شريف علمه ولعله آثر الاختصار أو أنه نقلها من الذاكرة فسأنقل شيء منها وأوثق منها ماعلمت مكانه:
1ـ في سورة الشعراء لما ذكر الله سبحانه الأنبياء في الآية 105 بدأ سبحانه قصة نوح وقوله لقومه فقال تعالى:
(إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون) ثم ذكر بعده سبحانه قصة هود وصالح ولوط في كل هذه القصص يذكر سبحانه أخوتهم لأقوامهم.
فلما أتى سبحانه لشعيب قال (إذ قال لهم شعيب) ولم يذكر لفظ الأخوة فما السر في ذلك؟
قال المصنف لوجهين:
أـ إما أنه ليس من قبيلتهم وهم غير مدين وأرسل إليهم أيضاً.
قلت: هذا القول قال به جملة من المفسرين وممن رجحه الشوكاني في فتح القدير.
ب ـ أو لأنه حين نسبهم إلى الأيكة التي هلكوا فيها نزه عن النسبة إليها.
قلت: وهذا أورده ابن كثير في تفسيره ونصر هذا القول فقال رحمه الله: ومن الناس من لم يفطن لهذه النكتة فظن أن أصحاب الأيكة غير أهل مدين والصحيح أنهم أمة واحدة.
قلت: يشير رحمه الله أن الله لما نسب قوم شعيب للأيكة وهي الشجرة التي كانوا يعبدونها من دون الله نزه شعيبا عليه السلام عن ذلك، ولما نسبهم إلى القرية في سورة الأعراف ذكر سبحانه أخوته لهم فقال (إلى مدين أخاهم شعيباً)
2ـ في قوله تعالى في سورة النمل (ولها عرش عظيم)
قال المصنف وليس في القرءان شين مضمومة منونة غير هذه.
3ـ في قوله تعالى في سورة عبس (يوم يفر المرء من أخيه)
قال المصنف: قدم في الفرار الأخ ثم الأم فالأب فالصاحبة فالابن تدريجاً من القريب للأقرب لأن المقام مقام فرار فلو ذكر الأقرب لم يكن في ذكر من دونه فائدة.
قلت: ذكر ذلك الخازن في تفسيره وأورده الزمخشري في الكشاف في عدة أقوال.
قال المصنف: وقدم في المعارج الأقرب لأن المقام مقام افتداء يود المجرم لو يفتدي بهم كلهم.
4 ـ قال تعالى في سورة آل عمران عن البيت الحرام (فيه آيات بينات)
قال المصنف ومن المفسرين من جعل من آياته:
انحراف الطير عن المرور على هوائه في جميع الأزمان وهو مردود بالواقع المشاهد.
5 ـ لما أتى المصنف عند سورة الأنعام نقل قول أبو إسحاق الإسفرائيني (عقائد التوحيد كلها جمعت في هذه السورة).
هذه قبسات يسيرة من هذا الكتاب الماتع المبارك رفع الله قدر مؤلفه في الدارين ومتعنا الله بعلومه، هذا ما تهيأ إعداده وتيسر إيراده والسلام عليكم.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[18 Sep 2008, 12:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ولا أخفيك أني أحب هذا الرجل العالم المتفنن، وأسأل الله أن يشرفني برؤيته والاستفادة منه.
وأرى أن هذا الشيخ ـ وفقه الله ـ لم يشتهر كما ينبغي بسبب انتسابه لمذهب الظاهرية وانتصاره له، وهو كحال شيخه العلامة بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله ـ، فكلا الرجلين ممن آتاهم الله تعالى نبوغا وتفننا، وجرأة في ابداء الرأي، مع قوة الحجة.
ـ[التواقة]ــــــــ[21 Sep 2008, 07:06 ص]ـ
وهل هذا هو ذات الكتاب الذي أشار إليه المشايخ في حلقة من حلقات بينات؟
¥