[لطائف قرآنية]
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Sep 2008, 10:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أسأله سبحانه أن يرزقنا وإياكم من العلم أنفعه وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
من الفأل الحسن أن تكون أول مشاركة لي في المواقع الإلكترونية في هذا الموقع المبارك ومما دفعني لذلك اجتماع هذه الكوكبة المباركة من أهل الفضل رفع الله قدرهم في الدارين.
وستكون أول المشاركات بإذن الله سلسة كنت أعددتها بعنوان لطائف قرآنية وأرسلها بالجوال لجملة من أهل الفضل يوميا طوال شهر رمضان وسأتحفكم اليوم باللطيفة الأولى والثانية و البقية تأتي تباعاً في الغد بإذن الله وتكون معها اللطيفة الحادية عشر ثم بإذن الله ستأتيكم كل لطيفة مع يومها ابتداء من اليوم الثاني عشر وهذه اللطائف قد لاتكون مجتمعة في كتاب لأنها مستخلصة من قرابة سبعين كتاباً جعلنا الله وإياكم من أهل القرءان الذين هم أهل الله وخاصته.
لطائف قرآنية: 1:
فما أشدها من حسرة وما أعظمها من غبنة على من أفنى أوقاته في طلب العلم ثم يخرج من الدنيا وما فهم حقائق القرآن ولا باشر قلبه أسراره ومعانيه فالله المستعان.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
قال تعالى في سورة الواقعة عن نار الدنيا:
(نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين)
فأخبر سبحانه أنها تذكرة تذكر بنار الآخرة ومنفعة للنازلين بالقواء وهم المسافرون.
والسؤال لماذا خص الله المقوين بالذكر مع أن منفعتها عامة للمسافرين والمقيمين؟
تنبيها ً لعباده والله أعلم بمراده من كلامه على أنهم كلهم مسافرون وأنهم في هذه الدار على جناح سفر ليسوا مقيمين ولا مستوطنين.
ابن القيم ـ طريق الهجرتين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في سورة البقرة: (وقلنا يآدم اسكن أنت وزوجك الجنة)
وقال تعالى في سورة الأعراف: (وياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة)
لماذا عبر الله جل وعلا في الآيتين بلفظ اسكن دون غيره من الألفاظ التي تؤدي نفس المعنى؟
إشارة إلى قصر وقت الإقامة في الجنة حينذاك لأن الله تعالى إنما خلق آدم لخلافة الأرض.
الفخر الرازي ـ مفاتيح الغيب.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرانية: 2:
ألفاظ القرءان:
ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لا نت فأنفاس الحياة الآخرة، معان هي عذوبة ترويك من ماء البيان، ورقة تستروح منها نسيم الجنان، ونور تبصر به في مرآة الإيمان وجه الأمان.
الرافعي ـ إعجاز القرءان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون)
فتأمل كمال طاعتها وحسن ائتمارها لأمر ربها تعالى كيف اتخذت بيوتها في الجبال وفي الشجر وفي بيوت الناس حيث يعرشون أي يبنون العروش وهي البيوت فلا يرى للنحل بيت غير هذه الثلاثة البتة.
وتأمل كيف أن أكثر بيوتها في الجبال وهو البيت المقدم في الآية ثم الأشجار وهو من أكثر بيوتها وأقل بيوتها بينهم حيث يعرشون.
ابن القيم ـ مفتاح دار السعادة.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في سورة الطور: (والبيت المعمور)
وهذا البيت هو كعبة أهل السماء ولهذا وجد ابراهيم الخليل عليه السلام مسنداً ظهره إلى البيت المعمور لأنه باني الكعبة الأرضية والجزاء من جنس العمل.
ابن كثير ـ تفسير القرءان العظيم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2009, 02:24 م]ـ
لطائف رائعة جداً، لا يظهر حسنها إلا التأمل الهادئ، ولا أظنها ظهرت لابن القيم والرافعي وغيرهما إلا في أوقات الصفاء النفسي مع كتاب الله الكريم.
والغريب أنني منذ قرأتها أول مرة وأنا أحب التأمل والوقوف معها، ولم يتيسر لي ذلك إلا الآن، وقد استمتعتُ بها مرة أخرى هنا، كما استمتعتُ بها من قبل من خلالي هاتفي الجوال الذي أُرسلَ بعضها إليه من أخي العزيز فهد الجريوي وفقه الله.
وأنتم بهذه الاختيارات ترسلون رسائل للقارئ مضمونها:
1 - دعوة لقراءة كتب أصحاب هذه الاختيارات.
2 - التأمل في مثل هذه الآيات مرة بعد مرة.
3 - التنبيه على أهمية تدبر القرآن وتكرار النظر في معانيه وألفاظه.
وهذه رسالة عالية أرجو أن توفق للاستمرار في حملها، والتذكير بها بمثل هذه المختارات البديعة.
أدام الله توفيقك.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 Aug 2009, 05:44 م]ـ
جزيت خيراً أخي فهد
ولعلي أدلي بوجه من الوجوه المحتملة لقوله تعالى:" ومتاعاً للمقوين":
ورد في المعنى:" أقوى الرجل إذا صار إلى حال القوة" على اعتبار أن هذه الكلمة من الأضداد.
وعليه فالنار متاع لكل من طلب القوة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Aug 2009, 12:39 ص]ـ
أدام الله ظلكم وأدر وبلكم وطلكم يا شيخ عبدالرحمن، وأسأله سبحانه أن يجمعنا بكم في الفردوس الأعلى وإخواننا وأخواتنا أهل الملتقى وبهذه المناسبة المباركة سأجعل لطائف العام الماضي التي أوردتها في الملتقى ضمن هذه المشاركة ثم بإذن الله سأجعل اللطائف القرآنية لشهر رمضان 1430هـ في هذه المشاركة وستأتيكم بإذن الله يومياً، فأسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من المتدبرين ومن ورثة جنة النعيم.
يا أبا عمرو أسأل الله أن يوفقك ويسددك ويجعلك مباركاً أينما كنت.
¥