تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال عن حديث (ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول .. )]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Sep 2008, 07:17 م]ـ

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتى ينفجر الصبح".

وقد تأملت الحديث، وكنت أتهيأ للاستشهاد به في بعض أحاديثي، فأشكل علي تصور ذلك، بالنظر إلى أن شطر الليل أو ثلثيه لا يخلو أن يوجد بمكان ما على الأرض على مدار اليوم، لأن الأرض مقسمة إلى 24 منطقة، وإذا طلع النهار على مكان، فيوجد حتما مكان آخر يكون الوقت فيه ليلا.

فما توجيهكم في فهم هذاه المسألة؟

ثم ماذا يقصد بنزول الله تبارك وتعالى؟ وهل يمكن فهم ذلك على باب المجاز؟

أرجو الاستفادة منكم.

ـ[يحيى صالح]ــــــــ[24 Sep 2008, 07:52 م]ـ

أخي الفاضل

أتشرف هنا بأن أنقل لك نصَّ كلام أخينا المفضال / عبد الباسط بن يوسف الغريب من موضوعه المعنون:

"الجواب على أن ثلث الليل الآخر يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة "، و ذلك بملتقى أهي الحديث.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فمن الشبه التي تثار حول حديث النزول شبهة أن ثلث الليل الآخر يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة فمتى ينزل رب العالمين ومتى يصعد؟

وللجواب على هذه الشبهة:-

أ- أن نزول الله سبحانه وتعالى ليس كنزول المخلوقين حتى يتصور فيه ما يتصور في حق المخلوقين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فإن وصفه سبحانه وتعالى في هذا الحديث بالنزول هو كوصفه بسائر الصفات كوصفه بالاستواء .. ومذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفونه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله في النفي والإثبات , والله سبحانه وتعالى قد نفى عن نفسه مماثلة المخلوقين فقال الله تعالى {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، فبين أنه لم يكن أحد كفوا له, وقال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}، فأنكر أن يكون له سمي, وقال تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداًَ}، وقال تعالى: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ}، وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.

ففيما أخبر به عن نفسه من تنزيهه عن الكفؤ والسمي والمثل والند وضرب الأمثال له بيان أن لا مثل له في صفاته ولا أفعاله؛ فإن التماثل في الصفات والأفعال يتضمن التماثل في الذات؛ فإن الذاتين المختلفتين يمتنع تماثل صفاتهما وأفعالهما إذ تماثل الصفات والأفعال يستلزم تماثل الذوات, فإن الصفة تابعة للموصوف بها والفعل أيضا تابع للفاعل بل هو مما يوصف به الفاعل؛ فإذا كانت الصفتان متماثلتين كان الموصوفان متماثلين حتى أنه يكون بين الصفات من التشابه والاختلاف بحسب ما بين الموصوفين ... فإذا قيل علم زيد ونزول زيد واستواء زيد ونحو ذلك لم يدل هذا إلا على ما يختص به زيد من علم ونزول واستواء ونحو ذلك لم يدل على ما يشركه فيه غيره لكن لما علمنا أن زيدا نظير عمرو وعلمنا أن علمه نظير علمه ونزوله نظير نزوله واستواءه نظير استوائه؛ فهذا علمناه من جهة القياس والمعقول والاعتبار لا من جهة دلالة اللفظ؛ فإذا كان هذا في صفات المخلوق فذلك في الخالق أولى.

فإذا قيل علم الله وكلام الله ونزوله واستواؤه ووجوده وحياته ونحو ذلك لم يدل ذلك على ما يشركه فيه أحد من المخلوقين بطريق الأولى, ولم يدل ذلك على مماثلة الغير له في ذلك كما دل في زيد وعمرو لأنا هناك علمنا التماثل من جهة الاعتبار والقياس لكون زيد مثل عمرو, وهنا نعلم أن الله لا مثل له ولا كفؤ ولا ند فلا يجوز أن نفهم من ذلك أن علمه مثل علم غيره ولا كلامه مثل كلام غيره ولا استواءه مثل استواء غيره ولا نزوله مثل نزول غيره ولا حياته مثل حياة غيره. ولهذا كان مذهب السلف والأئمة إثبات الصفات ونفى مماثلتها لصفات المخلوقات؛ فالله تعالى موصوف بصفات الكمال الذي لا نقص فيه منزه عن صفات النقص مطلقا ومنزه عن أن يماثله غيره في صفات كماله". [مجموع الفتاوى (5

329)].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير