تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تعليقات الشيخ مساعد الطيار على الناسخ والمنسوخ]

ـ[بدر الجبر]ــــــــ[29 Jul 2008, 06:19 ص]ـ

هذه تعليقات الشيخ مساعد على النوع السابع والأربعين من الإتقان ولا يخفى أهمية هذا النوع والحاجة إلى توضيحه وكشف غموضه فجزى الله الشيخ مساعد الطيار خيرا ورفع قدره ونفعنا الله بعلمه أجمعين.

النوع السابع والأربعون: في ناسخه ومنسوخه

• ذكر السيوطي المصنفات في هذا العلم؛ منها أربعة مطبوعة، وهي:

1. كتاب أبي عبيد بن سلام: له طبعة واحدة –فيما أعلم- بتحقيق: الشيخ الدكتور محمد المديفر، وهو تحقيق متميز.

2. كتاب ابن النحاس، وأفضل تحقيق له: تحقيق الشيخ الدكتور سليمان اللاحم.

3. كتاب مكي بن أبي طالب، وقد حققه الدكتور أحمد حسن فرحات.

4. كتاب ابن العربي: حققه: عبد الكبير المدغري من المغرب.

أما كتاب أبي داود السجستاني -صاحب السنن- وكتاب ابن الأنباري –اللغوي المشهور- فهي غير موجودة.

• لم يعرج الإمام على تعريف الناسخ والمنسوخ؛ وكأني به –رحمه الله- تركه لشهرته, ويمكن أن نأخذ مما طرحه أنه أراد به التعريف الاصطلاحي عند الأصوليين على خلاف بينهم في تعريفه, لكن المهم في ذلك هي أركانه وهي: أن تكون هناك آية وتنسخ بآية أخرى بشرط التراخي, أي: نسخ حكم شرعي بحكم شرعي آخر متراخٍ عنه فلا بد من اعتبار الزمن.

• قول السيوطي: (وفي هذا النوع مسائل: الأولى: يرد النسخ بمعنى الإزالة, ومنه قوله تعالى: ?فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِه? [الحج:52].

النسخ المراد في الآية على وجهين:

1. ما يحصل من إلقاء الشيطان إما على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في حديث الغرانيق المشهور (تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى) فقد قيل فيه: إن الشطان تكلم بصوت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فظن المشركون أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي قال هذا، فنسخ الله ما ألقى الشيطان، ثمَّ أحكم آياته، وهذا الحديث فيه كلام من جهة ثبوته وليس هذا محل تحرير ذلك.

2. أو أن يراد بالنسخ في الآية: تلك الأفهام الباطلة التي يلقيها الشيطان في قلوب المؤمنين فينسخها الله بمحكم الآيات بحيث يزول ما في قلب المؤمن ما دخله من الشبه الشيطانية.

• ذكر السيوطي أن من أنواع النسخ الاصطلاحي: التبديل ومنه ?وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ? (النحل:101) أي ينسخ آية ويأتي ببدل لها.

أقول: وقد يكون النسخ ـ أيضًا ـ بلا بدل.

• فائدة: ما يستنسخ من اللوح المحفوظ لا يحاسب عنه الإنسان إلا إذا عمله.

• قول السيوطي: (وقد أجمع المسلمون على جوازه) قال الشيخ: إلا ما يذكر عن أبي مسلم الأصفهاني المعتزلي أنه لا يرى النسخ.

• بعض اليهود ينكر النسخ، وليس هذا من مباحث علوم القرآن، ولا حاجة لنا ـ هنا ـ بذكر كلام اليهود ونقضه.

• أيضاً بعض النصارى ينكر النسخ، وبعضهم اليوم يجادل في هذا، ويتكلم على النسخ عند المسلمين بكلام يصل فيه إلى حد البذاءة مع الرب سبحانه وتعالى؛ لأنه يرى أن رب المسلمين غير رب النصارى, واليهود يرون أن ربهم غير رب المسلمين والنصارى, أما المسلمون فيرون أن الرب واحد.

• لا بد من تحديد مفهوم النسخ عند هذه الطوائف عند الحديث معهم فإذا حددنا مفهوم النسخ الذي ينكرونه فيمكن أن نثبت عليهم من كتبهم وجود النسخ الذي ينكرونه؛ ولهذا أقول: إن إنكار النسخ من هذه الطوائف إنما هو مكابرة, فالنصارى ـ وهم الأكثر جدالا مع المسلمين, أما اليهود فجدالهم مع المسلمين يكاد يكون منعدماً؛ لأنهم يرون أن لليهود ربهم الخاص بهم، وهم لا يدعون غيرهم إلى دينهم، ويرون أن اليهودية لا تكون إلا في أشرف الأعراق؛ ولذا يقل الجدال بين اليهود والطوائف الأخرى ـ إذا ناقشونا في هذه القضية نطلب منه تحديد مفهوم النسخ، ثم نناقشهم، ونقول لهم ـ بعد تحديد مفهوم النسخ ـ: إننا نحتجُّ عليكم بجميع الأسفار التي عندكم في العهد القديم والعهد الجديد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير