تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما هي فوائد التوبة للانسان؟]

ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[11 Sep 2008, 03:15 ص]ـ

[ما هي فوائد التوبة للانسان؟]

من أهم الدعائم الخلقية والمنجيات الأبدية هي التوبة وقد أولاها القرآن الكريم عناية فائقة ورددها في كثير من الآيات البينات منها قوله تعالى: (فمن تاب بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم) المائدة/ 39.

وقوله سبحانه: (كتب ربكم على نفسه الرحمة إنه مَن عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم) الأنعام/ 54.

وقوله تعالى: (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً) النساء/ 17.

كل هذه الآيات المباركات تدعو إلى وجوب مبادرة العبد إلى التوبة مما احتطبه من ذنوب وموبقات لينال مغفرة الله ورضاه.

والتوبة من متممات الاستغفار وتابعة له ولذا نرى بعض الآيات تتضمن التوبة والاستغفار ولقد قرن الله تعالى التوبة بالاستغفار كقوله: (وإن استفروا ربكم ثم توبوا إليه) هود/ 3، لأن الداعي إلى التوبة والمحرض عليها هو الاستغفار وهذا يدل على أنه لا سبيل إلى طلب المغفرة من الله إلا بإظهار التوبة.

والتوبة التي يدعو إليها القرآن يجب أن تكون عقاب ارتكاب الذنب والإصابة بالمرض فلا يترك المذنب المرض يتفاقم ويستعصي العلاج.

والتوبة في حقيقة اللغة هي الرجوع وإذا أُضيفت التوبة إلى الانسان أُريد بها رجوعه عن الزلات والندم على فعلها فكل تأخير فيها هو إخلال في الشخصية الإنسانية وكل إسراع وصدق فيها هو إصلاح للنفس وسببب قوي للقضاء على الشر.

يقول الكاتب الهولندي فرانز ستال مقارناً بين مبادئ الخلقية وبينما تدعو إليه حركة التسلح الخلقي: إن التوبة في الاسلام هي وسيلة تغيير الأفراد أنفسهم وهي سلاح خلقي عظيم فيها الندم والتغير والتحول.

وللتوبة عدة فوائد تعود بالنفع والربح على الانسان ومن تلكم الفوائد ما يلي:

أولاً: إن التوبة تبين لنا سعة رحمة الله تعالى لعباده المذنبين، قال تعالى: (ومَن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) الحجر/ 56، وقال تعالى في موضع آخر: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون) الأعراف/ 156.

ثانياً: تقضي على تشاؤم الانسان وتعطيه الأمل في الحياة وتجعله متفائلاً سعيداً بعيداً عن غضب الله تعالى قريباً من رحمته.

ثالثاً: إن في التوبة رجوعاً إلى الله تعالى وطاعته وتجديد العزم والمواصلة على السير في الخط الإلهي وعدم الابتعاد عن شريعة السماء.

رابعاً: إن في التوبة تحقيقاً لشكر الله تعالى على هدايته وتوفيقه لعبده للسير على خطى الاسلام الحنيف.

خامساً: إن في التوبة اعترافاً بالذنب من قبل العبد أمام مولاه لتفضل عليه بالمغفرة والعفو والرحمة وهو الذي كتب على نفسه الرحمة والمغفرة.

سادساً: قال رسول الله (ص): المؤمن إذا تاب وندم فتح الله عليه في الدنيا والآخرة ألف باب من الرحمة ويصبح ويمسي على رضاء الله وكتب له بكل ركعة يصليها من التطوع عبادة سنة وأعطاه الله بكل آية يقرؤها نوراً على الصراط وكتب له بكل يوم وليلة ثواب نبي وله بكل حرف من استغفاره وتسبيحه ثواب حجة وعمرة وبكل آية في القرآن مدينة ونور الله قبره وبيّض وجهه وله بكل شعرة على بدنه نور كأنما تصدق بوزنه ذهباً وكأنما أعتق بكل نجم رقبة ولا يصيبه شدة القيامة ويؤنس في قبره ووجد في قبره روضة من رياض الجنة وزار قبره كل يوم ألف ملك يؤنسه في قبره وحُشر من قبره وعليه سبعون حلة وعلى رأسه تاج من الرحمة ويكون تحت ظل العرش من النبيين والشهداء ويأكل ويشرب حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ثم يوجهه إلى الجنة.

بغض النظر عن سند الرواية فإن دلالتها تشير إلى التوبة النصوح التي ليس بعدها فعل للمعصية وارتكاب الخطيئة فإن العبد إذا قبلت توبته من قبل الله تعالى فإن كرم الله سبحانه لا حد له ولا حدود.

سابعاً: عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا رفعه، قال: إن الله عزوجل أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة جميع أهل السماوات والأرض لنجوا بها، قوله عزوجل: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة/ 222، فمن أحبه الله لم يعذبه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير