تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال في أسماء السور]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Sep 2008, 09:46 م]ـ

في الحلقة الأولى من برنامج بينات 1429، ذكر د. مساعد الطيار، في معرض الحديث عن الأسماء هل هي توقيفية أو اجتهادية، ميله إلى القول بأن الأسماء على مراتب.

ثم استشهد بقول ابن عباس عن سورة الأنفال: تلك سورة بدر.

وعن سورة الحشر: تلك سورة بني النضير.

وقال: هذه تسمية للسورة.

وأتساءل: ألا يكون كلام ابن عباس في هذه العبارة متعلقا بسبب النزول أو مكان النزول، وليس إطلاقا لاسم آخر للسورة لا توقيفا ولا اجتهادا منه؟

فكأنه قال: تلك السورة التي نزلت في حادثة بدر (أي الوحيدة التي نزلت في ذلك الحدث)، والأخرى نزلت بمناسبة غزوة بني النضير (أي الوحيدة التي نزلت في ذلك الحدث).

وبالتالي: فلو وجد موضوع مميز أو معلومة خاصة بسورة، لم تتكرر في أي سورة أخرى، فهل يجوز تعريفها بها؟ مثل قول بعض المفسيرن عن سورة الحجرات بأنها سورة الأخلاق (ولا أعرف مصدر هذه التسمية).

والله أعلم.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Sep 2008, 10:31 م]ـ

أشكر أخي محمد على هذه المدارسة، وأضع بين يديك بعض النصوص لعلها تفيد في هذه المسألة.

روى البخاري في صحيحه: (4029 - حَدَّثَنِى الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: (سُورَةُ الْحَشْرِ. قَالَ قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ. تَابَعَهُ هُشَيْمٌ عَنْ أَبِى بِشْرٍ).

روى مسلم في صحيحه، قال: - حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: (سُورَةُ التَّوْبَةِ قَالَ آلتَّوْبَةِ قَالَ بَلْ هِىَ الْفَاضِحَةُ مَا زَالَتْ تَنْزِلُ وَمِنْهُمْ وَمِنْهُمْ. حَتَّى ظَنُّوا أَنْ لاَ يَبْقَى مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ ذُكِرَ فِيهَا. قَالَ قُلْتُ سُورَةُ الأَنْفَالِ قَالَ تِلْكَ سُورَةُ بَدْرٍ. قَالَ قُلْتُ فَالْحَشْرُ قَالَ نَزَلَتْ فِى بَنِى النَّضِيرِ) (رقم الحديث: 7743).

وفي كتاب (مسند الصحابة من الكتب التسعة: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ سُورَةُ الْحَشْرِ قَالَ قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ تَابَعَهُ هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ (خ) 3805

183حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سُورَةُ الْحَشْرِ قَالَ قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ (خ) 4601

قال الألوسي: (قال البقاعي: وتسمى سورة بني النضير وأخرج البخاري وغيره عن ابن جبير قال: قلت لابن عباس سورة الحشر قال: قل: سورة بني النضير قال ابن حجر: كأنه كره تسميتها بالحشر لئلا يظن أن المراد به يوم القيامة وإنما المراد ههنا إخراج بني النضير).

قال الطاهر بن عاشور: (وفي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير قال: قلت لأن عباس سورة الحشر قال (قل بني النضير) أي سورة بني النضير فابن جبير سماها باسمها المشهور. وأبن عباس يسميها سورة بني النضير. ولعله لم يبلغه تسمية النبي صلى الله عليه و سلم إياها (سورة الحشر) لأن ظاهر كلامه أنه يرى تسميتها " سورة بني النضير) لقوله أن جبير " قل بني النضير "

وتأول أبن حجر كلام أبن عباس على أنه كره تسميتها ب (الحشر) لئلا يظن أن المراد بالحشر يوم القيامة. وهذا تأويل بعيد. وأحسن من هذا أن أبن عباس أراد أن لها اسمين وأن الأمر في قوله: قل للتخيير

فأما وجه تسميتها (الحشر) فلوقوع لفظ (الحشر) فيها. ولكونها ذكر فيها حشر بني النضير من ديارهم أي من قريتهم المسماة الزهرة قريبا من المدينة. فخرجوا إلى بلاد الشام إلى أريحا وأذرعات وبعض بيوتهم خرجوا إلى خيبر وبعض بيوتهم خرجوا إلى الحيرة

وأما وجه تسميتها " سورة بني النضير " فلأن قصة بني النضير ذكرت فيها).

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Sep 2008, 10:55 م]ـ

أحسن الله إليك على سرعة الرد، وعلى النصوص المذكورة.

ولعلي أستفيد منكم في استنباط ما يتعلق بتساؤلي من هذه النصوص.

وأما تعليق الشيخ ابن عاشور على قول ابن عباس: (( ... وأن الأمر في قوله: قل للتخيير) فيثير لدي توجيها آخر أود معرفة رأيكم فيه:

هل يمكن اعتبار العبارة التالية: ((قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ الْحَشْرِ. قَالَ: قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ)) بمثابة مفاضلة بين الاسم الأول والاسم الثاني، وأنه يفضل الثاني لسبب ما، قد يكون هو ما أشار إليه ابن حجر؟

فليس في عبارة ابن عباس ما يشير إلى أن هذه التسميات توقيفية أو اجتهادية. وإن كان الأمر كذك، ألا تكون هذه إشارة إلى أحد احتمالين:

1 - أولهما أن التسميتين توقيفيتان، يمكن تخير إحداهما بلا إشكال (وإن كان ابن عباس يميل إلى الثانية)

2 - ثانيهما: أن تسمية (بني النضير) إنما هي اجتهاد منه، وبالتالي أن تسمية السورة بـ (الحشر) لم تكن توقيفية، وإلا لم يفضل عليها تسمية بني النضير؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير