[سؤال حوال أدعية القرآن]
ـ[التواقة]ــــــــ[20 Sep 2008, 07:21 ص]ـ
إلى المشايخ الكرام: مشرفوا هذا المنتدى
لطالما أكدتم في بينات الرائع الصلة الوطيدة بين الدعاء والصيام لكن اسمحوا لي في هذا المقال بتساؤل:
ألا ترون أن من أدعية القرآن لا تلق اهتماما من الأئمة في ادعية القنوت بل يعدلون عنها فهناك من أدعية الأنبياء ما يستحق الوقوف عليه بل هي أجدر مايتأمله المسلم حتى يدعو بها وهو مدرك لما تحويه من عظيم المسائل ..
سؤالي أيها المشايخ حفظكم الله هل هناك بحث أو رسالة حول أدعية القرآن تناولت هذا الموضوع دراسة عملية؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2008, 03:31 م]ـ
هناك كتاب قيم لأخينا في الملتقى الأستاذ محمد بن جماعة جمع فيه الأدعية القرآنية وغيرها وسماه (جمهرة الدعاء). ولعله يفصل في جواب سؤالك إن تيسر له ذلك.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Sep 2008, 09:36 م]ـ
أحسن الله إليك أخي أبا عبد الله على هذه الإحالة. وقد انتهيت تقريبا من تدقيق باكورة كتبي وأرجو أن ييسر الله عز وجل صدوره في القريب العاجل. والكتاب عنوانه: "جمهرة الدعاء الصالح" جمعت فيه عددا كبيرا من الأدعية المأثورة وغير المأثورة. كما يضم الكتاب دراسة لغوية للمصطلحات المتعلقة بالدعاء.
أما في ما يخص ملاحظة الأخت (التواقة): فلا شك في أفضلية الأدعية القرآنية والنبوية. وأما ما ذكرته من عدم اهتمام الخطباء بالأدعية القرآنية، فإن وجد فلا شك أنه تقصير. غير أنه لا يمكن القول بأنها ظاهرة عامة. فكثير من الخطباء يدعون بالأدعية القرآنية، ولعل كل واحد ينطلق من تجربته في سماع الخطباء الذين في مدينته.
وكل ما في الأمر أن أغلب الخطباء لا يكتفون بالدعاء بالمأثور فقط، بل يدعون أيضا بأدعية محفوظة عن الصحابة او التابعين أو أهل الزهد أو الفقهاء والأدباء وغيرهم، وهذا لا حرج فيه. كما أن كثيرا من الأدعية غير المأثورة مقتبسة من القرآن والسنة، إما لفظا ومعنى، وإما معنى فقط.
ورغبة في الإفادة، أقتطف هنا بعض الفقرات من كتابي حول (مشروعية الدعاء بغير المأثور):
===
...
- الدّعاء المأثور أفضل من غيره
ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز كل دعاء دنيوي وأخروي، ولكنّ الدّعاء بالمأثور أفضل من غيره. فالداعي بالصيغ المأثورة من الكتاب والسنة، له أجران: أجر الذكر، وأجر الاتباع، إضافة إلى أنه كُفِي مئونة البيان والشمول في سؤال الله عز وجل من خَيْرَيِ الدنيا والآخرة. فقد جمعت هذه الأدعية الفصاحةَ والمعاني اللطيفةَ والفوائدَ الغزيرةَ، وخلت من الاختلاف والاختلال والتعمّل والتكلف والتجوّز والتعسّف.
ولا يشك المسلم في ذلك، بل يعلم يقيناً أن الأدعية التي يضعها أو يخترعها الناس – علماء كانوا، أو فصحاء، أو زهّاداً أو عوامّاً -، تعجز، مهما بلغت من الحسن والإبانة عن المعاني، عن مضاهاة الصيغ القرآنية والنبوية.
...
من قصرت به قدراته اللغوية على التعبير، فلا أقلَّ من أن يدعو بما استطاع، بلسان الفقر والذلة والحب لله عز وجل، فإن الحبّ يجبر عجز العمل، ويشفع لصاحبه كلّما قصر عمله. والأَوْلى له أن لا يجاوز الدّعاء المأثور الذي جاء به الكتاب والسنة، حتى لا يعتدي في دعائه، فيسأل ما لا تقتضيه مصلحته، فما كلُّ أحدٍ يُحْسِنُ نَظْمَ الدّعاء. وقد نسب لعلي بن أبي طالب أنه قال: (يَا صَاحِبَ الدُّعَاءِ لاَ تَسْأَلْ مَا لاَ يَكُونُ وَلاَ يَحِلُّ).
...
ولا يمنع هذا من وجود بعض الصالحين ممن آتاهم الله القدرة على صياغة الدعاء الصالح، نعمةً منه وفضلاً، ومن أُعْطِيَها فقد أعطيَ خيراً كثيراً. ومن الناسِ مَن لا يكونُ عندهُ، في أوّل أمره، الأسلوبُ الحسنُ، ولا الموهبةُ الكتابيّةُ، ولا الحسُّ الأدبيُّ، ولا تكونُ لديهِ القدرة على التعبير عن المعاني في صورة فنية مقبولة، ولكنّهُ -بكثرة القراءة والحفظ وممارسةِ الكتابةِ والدعاء، ومُحاكاةِ أساليب الكتاب والسنة، وأساليبِ السَّلَف، والسيرِ على طريقتهم، وانتهاجِ نهجهم-، يصبحُ شخصاً مطبوعاً على الأدبِ وحسنِ الإنشاءِ وتتكون لديه قدرة بيانية في مخاطبة الله بما هو أهل له.
...
- مشروعية الدعاء غير المأثور
¥