[والذين يؤمنون بما أنزل إليك وماأنزل من قبلك، سؤال.]
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[13 Sep 2008, 05:33 ص]ـ
في الآية الكريمة (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وماأنزل من قبلك)، الإيمان بالكتب السابقة هل يدخل فيه مالم ُينسخ عندنا لكنه موجود عندهم-قبل التحريف-ولم ُيذكر في القرآن. وهل من حكمة في إيماننا بتلك الكتب مادام القرآن ناسخا.وهل صحف إبراهيم موجودةالآن. وهل هناك كتب منزلة على الرسل صلى الله عليهم وسلم غير التوراة والإنجيل والزبوروصحف إبراهيم والقرآن.
ـ[أبو عبدالوهاب]ــــــــ[14 Sep 2008, 02:02 ص]ـ
نحن يا أختي الكريمة مكلفون بالإيمان بكتب الله السابقة ولسنا مكلفين بالنظر فيها أو قراءتها أو البحث عنها أو أخذ الأحكام والتشريعات منها، خاصةً وأنه اعتراها التحريف، ولم يبق محفوظاً إلا القرآن الكريم؛ قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: أما ما كان من الأديان السماوية السابقة سليم من التغيير والتبديل فقد نسخه الله ببعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنزاله القرآن الكريم، فإن الله سبحانه أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة ونسخ بشريعته سائر الشرائع، وجعل كتابه الكريم مهيمناً على سائر الكتب السماوية.
وقال سماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم قال الله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْه) (المائدة: الآية48) أي (حاكماً عليه) وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن.
والإيمان بكتب الله التي أنزلها على أنبيائه يثمر ثمرات جليلة منها:
الأولى: العلم بعناية الله تعالى بعباده حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به.
الثانية: العلم بحكمة الله تعالى في شرعه حيث شرع لكل قوم ما يناسب أحوالهم. كما قال الله تعالى:) لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً) (المائدة: الآية48)
ويتضمن الإيمان بكتب الله ما يلي:
1 - الإيمان بأنها أنزلت من عند الله حقَّاً.
2 - الإيمان بما علمنا اسمه منها باسمه كالقرآن الذي نُزِّل على محمد صلى الله عليه وسلم والتوراة التي أُنزلت على موسى عليه السلام والإنجيل الذي نزل على عيسى -عليه السلام - والزبور الذي أوتيه داود عليه السلام.
وأما ما لم نعلمه من الكتب المنزلة فنؤمن به إجمالاً.
3 - تصديق ما صح من أخبارها، كأخبار القرآن، وأخبار ما لم يبدل، أو يحرف من الكتب السابقة.
4 - العمل بما لم ينسخ منها إذا صح وأقره القرآن الكريم، والرضا، والتسليم به، سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها.
أهمية الإيمان بالكتب:
الإيمان بالكتب أصل من أصول العقيدة، وركن من أركان الإيمان، ولا يصح إيمان أحد إلا إذا آمن بالكتب التي أنزلها الله على رسله -عليهم السلام-.
كما أخبر-سبحانه- أن الرسول"والمؤمنون آمنوا بما أنزل من عند الله من كتب، قال_تعالى [آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ] (البقرة: 285).
ومما يدل على أهميته أن الله أمر المؤمنين بأن يؤمنوا بما أنزله كما في قوله تعالى: [قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ] (البقرة: 136).
كذلك من أنكر شيئاً مما أنزل الله فهو كافر كما قال تعالى: [وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً] (النساء:136).
وقال عليه الصلاة والسلام كما في حديث جبريل المشهور عندما سأله عن الإيمان قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله).
الغاية من إنزال الكتب السماوية:
¥