وقد اتخذت دعوة الشيخ الغومي شعار: "إزالة البدع وإقامة السنة"، وكانت مجالس دروسه للدعوة والتدريس تعج بجماهير غفيرة من مختلف شرائح المجتمع، حيث جذبهم أسلوبه المتميز في الإلقاء ومنهجه في شرح المسائل وطرح الأفكار، والتي ظلت تذاع على الهواء عبر إذاعة نيجيريا بكادونا لمدة أكثر من ربع قرن؛ وهو ما جعل لها أكبر الأثر في توسيع قاعدة الانتشار والاستفادة من علمه وثقافته الدعوية، وقد شملت جهوده الدعوية القادة السياسيين وغير المسلمين، فاهتدى عن طريقها عدد كبير من النصارى والوثنيين.
وقد توجت جهوده في هذا المجال بإنشاء منظمة دينية لتنظيم الجهود العلمية والدعوية وتنسيقها في هذا الاتجاه تحت راية "جماعة إزالة البدعة وإقامة السنة" والتي انتظمت تحت لوائها مئات آلاف من الأتباع والمؤيدين، كما حمل غومي بشدة في دعوته على ظاهرة التقليد الأعمى المنتشرة في أوساط طلبة العلم في نيجيريا ودعا إلى نبذها، وبخاصة بعد أن استشرت الظاهرة
آثاره:
1 - في العقيدة: العقيدة الصحيحة بموافقة الشريعة" باللغة العربية، ومراتب الإسلام" بالهوسا
2 - في الحديث: "الورد العظيم من الأحاديث والقرآن الكريم"بالعربية
3 - في الفقه: مناسك الحج والعمرة"،
4 - في الأدب كتاب "ديوان غومي" بالعربية.
5 - في الاقتصاد الاسلامي: "قضايا في الاقتصاد والتعامل مع البنوك الربوية
وفي التفسير وهو ما يعنينا إضافة إلى ترجمته لمعاني القرآن الكريم (هذا التفسير الموسوم ب
رد الأذهان إلى معاني القرآن
وكما خصص جزءا من مؤلفاته للعكوف على ترجمة بعض الكتب العربية إلى لغة الهوسا، لا سيما بعض كتب الشيخ عثمان بن فودي، منها كتاب "نور الألباب في مسائل التوحيد والعقيدة"، وكتاب "أصول الدين في مسائل الاعتقاد"، وكتاب "هداية الطلاب في أهم مسائل الدين"، ومن بين الرسائل الصغيرة التي ترجمها إلى الهوسا كتاب" القاديانية".
وقد أثار كتاباه "رد الأذهان إلى معاني القرآن" في التفسير و"العقيدة الصحيحة بموافقة الشريعة" جدلا واسعا في أواسط العلماء وطلبة العلم، بسبب هجومه السافر على المفسرين في الأول تحت عنوان "تهافت بعض المفسرين" على خلفية إيرادهم واعتمادهم على الإسرائيليات من القصص والروايات، وبسبب رده في كتابه الثاني على الغلاة المبتدعة من المتصوفة؛ فقد انتقد بلهجة شديدة ما في كتاب الفيوضات الربانية من كتب القادرية، وما جاء في كتاب جواهر المعاني من كتب التيجانية، واعترض على الشطحات الصوفية وبعض الأوراد مثل صلاة الفاتح المشهورة بين العلماء في غرب أفريقيا، وشن هجوما عنيفا على مشايخ الطرق الصوفية خاصة من المعاصرين له.
وتوفي الشيخ أبو بكر غومي عام 1992م إثر تعرضه لسكتة دماغية، بعد مشوار علمي وفكري حافل، رحمه الله رحمة واسعة.
أترككم هنا لتبقوا في شوق لمعرفة المزيد عن التفسير
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[12 Aug 2008, 09:27 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
رحم الله الشيخ أبو بكر غومي و جزاه على القرآن و الإسلام و المسلمين خير الجزاء و أوفره. و أسكنه فسيح جناته ...
و بارك الله فيك أيها الأخ الكريم الفاضل الدكتور عبد الله الجيوسي على تعريفك الماتع بهذه الشخصية العلمية التي نجهل عنها كل شيء، و التى أظهرت لنا عنها و ذكرت لها كل هذه الخدمات الجليلة التي أسدتها لكتاب الله و رسالة نبيه صلى الله عليه و سلم ...
زدنا من علمك زادك الله من فضله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Aug 2008, 02:42 م]ـ
لعلماء نيجيريا وخاصة الشمال مثل صكتو وغيرها جهود علمية مشكورة تستحق الإشارة والتعريف، وقد وقعتُ على التفسير الذي ذكرتم يا أبا البراء وهو ممتع حقاً وفيه فوائد بيعة رغم وجازته. ولكن السبب في عدم تداوله ضعف التواصل أو انقطاعه بين المشرق وتلك الجهة من أفريقيا. وهناك علماء آخرون غير غومي جديرون بالتعريف ولعل الله يهيئ فرصة للتعريف بهم في الملتقى كما فعلتم في هذه المقالة فجزاكم الله خيراً. علماً أن الإخوان في تلك البلاد النائية يشاركون معنا في الملتقى ويتابعونه جيداً ولعلهم ينشطون للكتابة والتعريف بعلماء بلادهم. وأعرف منهم صديقاً ناقش الدكتوراه قبل أسبوعين تقريباً وفقه الله وكانت رسالته تحقيقاً لجامع فتاوى الشيخ عثمان فودي رحمه الله مؤسس تلك الدولة الصكتية التي ما زالت ثمارها وآثارها الحميدة حتى اليوم، وباسمه جامعة عثمان فودي في شمال نيجيريا.
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[14 Aug 2010, 01:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا فضيلة المشرف وأحسن الله إليك على هذه الترجمة المفيدة, ومع أنني من نفس بلد الشيخ رحمه الله لكن وجدت منكم في ترجمته ما لم أعرفه قبل هذا. وبالنسبة لكتاب الشيخ رحمه الله تعالى فالذي يريد أن يقف عليه فهو موجود في مكتبة المسجد النبوي وهي الطبعة الثانية للكتاب يقع في مجلدين. والشيخ رحمه الله له ولد يدرس حاليا في جامعة أم القرى بمكة المكرمة مرحلة الدكتورة في أصول الفقه. اسمه: أحمد أبوبكر محمود جومي. ويمكن الاتصال به للمزيد مما يتعلق بالشيخ رحمه الله تعالى. وشكرا لكم