{وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون [البقرة: 216]} في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم علمه بالعواقب فإن الله يعلم منها مالا يعلمه العبد"
[ابن القيم]
- كلُّ ما ورد في القرآن "زعم" فالمراد به الكذب.
- وكلُّ "ظن" ورد في القرآن في الآخرة أو يوم القيامة فهو يقين.
- كلُّ ما ذكر في القرآن "رزق كريم" فالمقصود به الجنة ونعيمها.
[عن كتاب كليات الألفاظ في التفسير]
{قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به [الرعد:36]} سئل سهل التستري: متى يصح للعبد مقام العبودية؟ قال: إذا ترك تدبيره ورضي بتدبير الله فيه. [منار السالكين]
"تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" من كتب التفسير القيمة التي كتب الله لها قبولا حسنا، للعلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله: وهو تفسير يعين القارئ على استنباط الأحكام الشرعية، واستخراج القواعد الأصولية والتفسيرية.
فمن أراد أن ينمي ملكة التدبر لديه فعليه بإدامة النظر والقراءة في هذا التفسير المبارك. [د. محمد القحطاني]
"تأمل في قول ذي القرنين: {أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا * وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا [الكهف: 87 - 88]} إذ لما ذكر المشرك بدأ بتعذيبه ثم ثنى بتعذيب الله، ولما ذكر المؤمن بدأ بثواب الله أولا ثم بمعاملته باليسر ثانيا؛ لأن مقصود المؤمن الوصول إلى الجنة، بخلاف الكافر فعذاب الدنيا سابق على عذاب الآخرة".
[ابن عثيمين]
"في قول موسى للخضر: {هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا [الكهف:66]} التأدب مع المعلم، وخطابه بألطف خطاب، وإقراره بأنه يتعلم منه، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر، الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه، بل يدعي
أنه يتعاون هو وإياه، بل ربما ظن أنه يعلم معلمه، وهو جاهل جدا، فالذل للمعلم، وإظهار الحاجة إلى تعليمه، من أنفع شيء للمتعلم" [ابن سعدي]
(إنه يعلم الجهر من القول [الأنبياء:110]): "اختص الله تعالى بعلم الجهر من القول من جهة أنه إذا اشتدت الأصوات وتداخلت فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان, ولا يميز الكلام, أما الله عز وجل فإنه يسمع كلام كل شخص بعينه، ولا يشغله سمع كلام عن سمع آخر" [الوزير ابن هبيرة]
"ذكر الله في كتابه أوقات الصلوات، تارة ثلاثة كما في: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل [الإسراء: 78]} وتارة يذكر الخمسة أوقات، فقد ذكرها أربعة في: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون [الروم: 17 - 18]} وقوله: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب [ق: 39]} والسنة فسرت ذلك وبينته وأحكمته" [ابن تيمية]
تأمل هذه القاعدة جيدًا:
"كثيرا ما ينفي الله الشيء لانتفاء فائدته وثمرته، وإن كانت صورته موجودة، ومثال ذلك: قوله تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها [الأعراف:179]} فلما لم ينتفعوا بقلوبهم بفقه معاني كلام الله، وأعينهم بتأمل ملكوت الله، لم تتحقق الثمرة منها". [الألوسي]
"الله تعالى إذا ذكر (الفلاح) في القرآن علقه بفعل المفلح" [ابن القيم]
وليتضح كلامه - رحمه الله - تأمل أوائل سورة البقرة، فإن الله تعالى بين أن سبب فلاح أولئك المتقين هو إيمانهم بالغيب، وإقامتهم للصلاة والإنفاق مما رزقهم الله ... الخ صفاتهم، وعلى هذا فقس، زادك الله فهما.
قال الإمام أحمد: "عزيز علي أن تذيب الدنيا أكباد رجال وعت صدورهم القرآن" [الآداب الشرعية]
فانظر كيف تحسر هذا الإمام على من هذه حالهم؟! ولعل الإمام استنبطه من قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم [الحجر: 88]}
"سورة المؤمنون أولها {قد أفلح المؤمنون} وآخرها: {إنه لا يفلح الكافرون} " [الزمخشري]
فتأمل - يا عبدالله - في الصفات التي جعلت أولئك المؤمنين يفلحون، وتأمل أواخر هذه السورة لتدرك لم لا يفلح الكافرون؟!
لفتة من عالم ناصح:
¥