عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَرَأَ: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ*حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ)، فبكى، ثم َقَالَ: يَا مَيْمُونُ! مَا أَرَى الْمَقَابِرَ إِلا زِيَارَةً، وَلابد لِلزَائِرِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ في الجنة أو النار!
[تفسير ابن أبي حاتم، الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا]
شأن أهل الإيمان مع القرآن: " (وإِذا تليت عليهم آَياته زادتهم إيمانا [الأنفال/2])؛ لأنهم يلقون السمع، ويحضرون قلوبهم لتدبره، فعند ذلك يزيد إيمانهم؛ لأن التدبر من أعمال القلوب؛ ولأنه لا بد أن يبين لهم معنى كانوا يجهلونه، أو يتذكرون ما كانوا نسوه، أو يحدث في قلوبهم رغبة في الخير، أو وجلا من العقوبات، وازدجارا عن المعاصي". [السعدي]
"ذكر ابن أم مكتوم في قصته في سورة عبس بوصفه (الأعمى) ولم يذكر باسمه؛ ترقيقا لقلب النبي عليه؛ ولبيان عذره عندما قطع على النبي حديثه مع صناديد مكة؛ وتأصيلا لرحمة المعاقين، أو ما اصطلح عليه في عصرنا بذوي الاحتياجات الخاصة".
[د. محمد الخضيري]
ما الذي جعل العلامة الشنقيطي يقول عن هذه الآية: (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون [الروم/7]): "يجب على كل مسلم أن يتدبر هذه الآية تدبرا كثيراً، ويبين ما دلت عليه لكل من استطاع بيانه له من الناس"؟
الجواب في قوله - رحمه الله -: "لأن من أعظم فتن آخر الزمان - التي ابتلي بها ضعاف العقول من المسلمين - شدة إتقان الإفرنج لأعمال الدنيا، مع عجز المسلمين عنها، فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال على الحق، وأن العاجز عنها ليس على حق، وهذا جهل فاحش، وفي هذه الآية إيضاح لهذه الفتنة، وتخفيف لشأنها، فسبحان الحكيم الخبير ما أعلمه، وأحسن تعليمه! "
تأمل قوله تعالى: (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) فإذا كان الخليل طامعا في غفران خطيئته، غير جازم بها على ربه، فمن بعده من المؤمنين أحرى أن يكونوا أشد خوفا من خطاياهم". [الإمام القصاب]
"ومن أصغى إلى كلام الله، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - بعقله، وتدبره بقلبه، وجد فيه من الفهم، والحلاوة، والهدى، وشفاء القلوب، والبركة، والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام؛ لا نظماً، ولا نثرا". [ابن تيمية]
قال وهب بن منبه - في قوله تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون
[لأعراف/204]) -: "من أدب الاستماع سكون الجوارح، والعزم على العمل: يعزم على أن يفهم، فيعمل بما فهم".
قال تعالى: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) أي: خائفة، يقول الحسن البصري: "يعملون ما يعملون من أعمال البر، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم، إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنا".
[تفسير الطبري]
كثير من الناس لا يفهم من الرزق - في قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب [الطلاق/2 - 3]) - إلا الرزق المالي ونحوه من المحسوسات، ولكن تأمل ماذا يقول ابن الجوزي: "ورزق الله يكون بتيسير الصبر على البلاء". [صيد الخاطر]
ليكن همك مافي الآيه من دلالات دون النظر إلى أخر الصفحات.
شاهد سحرة موسى عصاه وهي تلقف ما يأفكون {فألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين} [الشعراء:46]، فكان ما هم عليه من العلم بالسحر -مع كونه شرا- سببا للفوز بالسعادة؛ لأنهم علموا أن هذا الذي جاء به موسى خارج عن طوق البشر، ولم يحصل هذا الإذعان من غيرهم ممن لا يعرف هذا العلم من أتباع فرعون، وإذا كانت المهارة في علم الشر قد تأتي بمثل هذه الفائدة، فما بالك بالمهارة في علم الخير؟! [الشوكاني]
قوله تعالى: {فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} [هود:71] استدل بهذه الآية على أن الذبيح إسماعيل، وأنه يمتنع أن يكون إسحاق؛ لأنه وقعت البشارة به، وأنه سيولد له يعقوب، فكيف يؤمر إبراهيم بذبحه وهو طفل صغير، ولم يولد له بعد يعقوب الموعود بوجوده؟!، ووعد الله حق لا خلف فيه، وهذا من أحسن الاستدلال وأصحه وأبينه، ولله الحمد. [ابن كثير]
¥