قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب: اعلم أرشدك الله لطاعته, أن مقصود الصلاة وروحها ولبها هو إقبال القلب على الله تعالى فيها, فإذا صليت بلا قلب فهي كالجسد الذي لا روح فيه, ويدل على هذا قوله تعالى: {فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون} [سورة الماعون:4، 5].
{إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} [البروج:10]، قال الحسن رحمه الله: انظروا إلى هذا الكرم والجود، هم قتلوا أولياءه وأهل طاعته، وهو يدعوهم إلى التوبة!
{وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق} [الفرقان:20] هذا يدل على فضل هداية الخلق بالعلم، ويبين شرف العالم الداعي على الزاهد المنقطع, فإن النبي صلى الله عليه وسلم كالطبيب، والطبيب يكون عند المرضى، فلو انقطع عنهم هلك [ابن هبيرة]
{كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} [المطففين:15]، قال الحسين بن الفضل: كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته. [تفسير البغوي]
في قوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} [النساء:69] قدم الله تعالى الرسول، ثم قدم السعداء من الخلق بحسب تفاضلهم، فبدأ بالنبيين وهم أقل الخلق ثم الصديقين وهم أكثر، فكل صنف أكثر من الذي قبله، فهو تدرج من القلة إلى الكثرة ومن الأفضل إلى الفاضل. [د. فاضل السامرائي]
قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} [العنكبوت:69] علق سبحانه الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا، وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد. [ابن القيم]
قوله تعالى: {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض} [التحريم:3] فيه جواز إسرار بعض الحديث للزوجات، وأنه يلزمهن كتمانه، وإذا أذنب أحد في حقك فلك أن تعاتبه؛ ولكن ينبغي عدم الاستقصاء في التثريب وذكر الذنب.
[د. محمد الخصيري]
في قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} [آل عمران:32] عبر بلفظ الاتباع دلالة على التقرب؛ لأن من آثار المحبّة تطلّب القرب من المحبوب، وعلق محبة الله تعالى على لزوم اتباع الرسول، لأنه رسوله الداعي لما يحبه. [ابن عاشور]
التحذير من الذنب وسببه واضح في كتاب الله, كما في قوله تعالى: {يا أيها اللذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا} [الحجرات:12]، فانظر لهذا الترتيب: إذا ظن الإنسان بأخيه شيئا تجسس عليه؛ فإذا تجسس صار يغتابه.
[ابن عثيمين]
قوله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك} [الشرح:4]، قال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله!
قال ابن رجب: إذا ذاق العبد حلاوة الإيمان ووجد طعمه وحلاوته ظهر ثمرة ذلك على لسانه وجوارحه، فاستحلى اللسان ذكر الله و ما والاه، وأسرعت الجوارح إلى طاعة الله، ويشهد لذلك قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا} [الأنفال2]
خطب حذيفة بن اليمان بالمدائن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: {اقتربت الساعة وانشق القمر}، ألا وإن الساعة قد اقتربت، ألا وإن القمر قد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق، ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق.
في قوله تعالى عن المنافقين: {كأنهم خشب مسندة} [المنافقون4]، شبهوا بالخشب لذهاب عقولهم، وفراغ قلوبهم من الإيمان، ولم يكتف بجعلها خشباً، حتى جعلها مسندة إلى الحائط، لأن الخشب لا ينتفع بها إلا إذا كانت في سقف أو مكان ينتفع بها، وأما إذا كانت مهملة فإنها مسندة إلى الحيطان أو ملقاة على الأرض. [أبو حيان]
¥