{كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} [النازعات:46] تنطوي هذه الحياة الدنيا التي يتقاتل عليها أهلها ويتطاحنون، فإذا هي عندهم عشية أو ضحاها! أفمن أجل عشية أو ضحاها يضحون بالآخرة؟ ألا إنها الحماقة الكبرى التي لا يرتكبها إنسان يسمع ويرى! [سيد قطب]
إن تحويل القرآن إلى ألحان منغومة فحسب، يستمع إليه عشاق الطرب، هو الذي جعل اليهود والنصارى يذيعون القرآن في الآفاق، وهم واثقون أنه لن يحيي موتى! [محمد الغزالي]
إن المؤمنين قوم ذلت - والله - منهم الأسماع والأبصار والأبدان حتى حسبهم الجاهل مرضى، وهم - والله - أصحاب القلوب، ألا تراه يقول: {وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} [فاطر:34] والله لقد كابدوا في الدنيا حزنا شديدا، والله ما أحزنهم ما أحزن الناس، ولكن أبكاهم وأحزنهم الخوف من النار. [الحسن البصري]
ومن أعجب ما ظاهره الرجاء وهو شديد التخويف، قوله تعالى: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى} [طه:82] فإنه علق المغفرة على أربعة شروط، يبعد تصحيحها. [ابن قدامة]
من تأمل قوله تعالى - في خطاب لوط لقومه -: {أليس منكم رشيد}؟ [هود:78] أدرك أن إدمان الفواحش - كما أنه يضعف الدين - فهو يذهب مروءة الإنسان، ويقضي على ما بقي فيه من أخلاق ورشد. [د. عمر المقبل]
ضرب الله مثل الذي لا ينتفع بما أوتي: بالحمار يحمل أسفارا، ولعل من حكم ذكر هذا المثل في سورة الجمعة ألا يكون حظُّ الخطيب والمأموم من خطبة الجمعة كحظهما قبلها!
قال ابن هبيرة عند قوله تعالى: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} [الكهف:39]: "ما قال: (ما شاء الله كان) أو (لا يكون)، بل أطلق اللفظ؛ ليعم الماضي والمستقبل والراهن" [ذيل طبقات الحنابلة]
{ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة} [البقرة:74]، فائدة تشبيه قسوة القلب بالحجارة مع أن في الموجودات ما هو أشد صلابة منها: هي أن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار ذاب، بخلاف الحجارة. [ابن سعدي]
الأمن: الطمأنينة مع زوال سبب الخوف كقوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}، والأمنة: الطمأنينة مع وجود سبب الخوف كقوله تعالى: {إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به}
[كتاب لطائف قرآنية]
{يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} [المنافقون:9] في ذلك تحذير من فتنة المنافقين الذين غفلوا عن ذكر ربهم، إذ هذه علامتهم، ولذا فإن كثرة ذكر الله أمان من النفاق، والله تعالى أكرم من أن يبتلي قلبا ذاكرا بالنفاق، وإنما ذلك لقلوب غفلت عن ذكر الله عز وجل. [ابن القيم]
{إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} [ق:37] من يؤتى الحكمة وينتفع بالعلم على منزلتين: إما رجل رأى الحق بنفسه فقبله واتبعه؛ فذلك صاحب القلب، أو رجل لم يعقله بنفسه، بل هو محتاج إلى من يعلمه ويبينه له ويعظه ويؤدبه؛ فهذا أصغى فألقى السمع وهو شهيد، أي حاضر القلب. [ابن تيمية]
ورد ذكر الانتقام في سياق عداوة الكفار للمسلمين وحربهم لهم في أكثر من موضع، كما في قوله تعالى: {هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله} [المائدة:59]، وقوله تعالى: {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد} [البروج:8]، وهذا يدل على قسوة الحرب وعنفها وعدم إنسانيتها. [د. صلاح الخالدي]
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن المرء قد ينسى بعض العلم بالمعصية، وتلا قوله تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به} [المائدة:13]
كل ظالم معاقب في العاجل على ظلمه قبل الآجل، وكذلك كل مذنب ذنبا، وهو معنى قوله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} [النساء:123] وربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله، فظن أن لا عقوبة، وغفلته عما عوقب به عقوبة! [ابن الجوزي]
قوله تعالى: {وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون} [العنكبوت:13] بيان لما يستتبعه قولهم ذلك في الآخرة من المضرة لأنفسهم بعد بيان عدم منفعته لمخاطبيهم أصلا، والتعبير عن الخطايا بالأثقال للإيذان بغاية ثقلها وكونها فادحة. [الألوسي]
هذه المشاركة من انتقاء إحدى الأخوات:
¥