في قوله تعالى: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} [الحشر:10] إشارة إلى أنه يحسن بالداعي إذا أراد أن يدعو لنفسه ولغيره أن يبدأ بنفسه ثم يثني بغيره، ولهذا الدعاء نظائر كثيرة في الكتاب والسنة. [د. محمد الحمد]
في قوله تعالى: {إن الإِنسان لربه لكنود} [العاديات:6] قال قتادة والحسن: الكفور للنعمة. [الدر المنثور]
وفي هذا تسلية للمرء إذا وجد قلة الوفاء من الخلق، فإذا كان جنس الإنسان كنودا جحودا لربه؛ وهو الذي أوجده وأكرمه، فكيف لا يكون فيه شيء من ذلك الجحود مع سائر الخلق وهم نظراؤه وأقرانه؟
في قوله تعالى {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} [ق:4] عبر بالانتقاص دون التعبير بالإعدام والإفناء؛ لأن للأجساد درجات من الاضمحلال تدخل تحت معنى النقص، فقد يفنى بعض أجزاء الجسد ويبقى بعضه، وقد يأتي الفناء على عامة أجزائه، وقد صح أن عجب الذنب لا يفنى, فكان فناء الأجساد نقصا لا انعداما. [ابن عاشور]
{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} [الطلاق:4] إذا رأيت أمورك متيسرة ومسهلة، وأن الله يعطيك من الخير -وإن كنت لا تحتسبه- فهذه لا شك بشرى، وإذا رأيت عكس ذلك، فصحح مسارك فإن فيك بلاء، وأما الاستدراج فيقع إذا كان العبد مقيما على المعصية. [ابن عثيمين]
في قوله تعالى: {فيهن قاصرات الطرف} [الرحمن:56] قال الحسن: (قاصرات الطرف على أزواجهن لا يردن غيرهم، والله ما هن متبرجات ولا متطلعات). [الدر المنثور]
وفي هذا دلالة على عظم خلق الحياء، وأنه ممتد إلى عالم الآخرة.
في قوله تعالى: {يتيما ذا مقربة} [البلد:15] تعليم أن الصدقة على القرابة أفضل منها على غير القرابة، كما أن الصدقة على اليتيم الذي لا كافل له أفضل من الصدقة على اليتيم الذي يجد من يكفله. [القرطبي]
في قوله تعالى: {يسأله من في السماوات والأرض} من الإنس والجن والملائكة وكل المخلوقات, {كل يوم هو في شأن} [الرحمن 29] وفي هذا حفاوة بالدعاء والسؤال والتعرض لنفحات ذي الجلال، فإنها مظنة تعجيل التبديل والتغيير، فإذا سألوه وألحوا في سؤالهم، كان من شأنه أن يجيب سائلهم، ويغير أحوالهم من الهوان والتخلف والجهل والمرض والفرقة والضياع, إلى الرفعة والمجد والعلم والعافية والاتحاد. وهذه مناسبة اتصال أول الآية بآخرها. [د. سلمان العودة]
{إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع} [الجمعة:9] إذا أمر الله بترك البيع الذي ترغب فيه النفوس، وتحرص عليه، فترك غيره من الشواغل من باب أولى، كالصناعات وغيرها. [السعدي]
في قصة أصحاب الكهف تكرر رد العلم إلى الله: {ربكم أعلم بما لبثتم} [19] , {ربهم أعلم بهم} [21] , {قل ربي أعلم بعدتهم} [22] , {قل الله أعلم بما لبثوا} [26]؛ لأن العبرة هو العلم بثباتهم وتبرؤهم مما عليه قومهم، وأما غيره فالجهل به لا يضر.
[د. محمد الخضيري]
قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا, يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما} [الأحزاب:70، 71] وعد من الله لمن قال قولا سديدا أن يصلح عمله، ويغفر ذنبه، فهل ترانا نشتري إصلاح أعمالنا وغفران ذنوبنا بتسديد أقوالنا؟
مخالفة ما تهوى الأنفس شاقة، وكفى شاهدا على ذلك حال المشركين وغيرهم ممن صمم على ما هو عليه، حتى رضوا بإهلاك النفوس والأموال ولم يرضوا بمخالفة الهوى، حتى قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم} [الجاثية:23]. [الشاطبي]
عن أبي المثاب القاضي قال: كنت عند القاضي إسماعيل يوما؛ فسئل: لم جاز التبديل على أهل التوراة، ولم يجز على أهل القرآن؟ فقال: قال الله تعالى في أهل التوراة: {بما استحفظوا من كتاب الله} [المائدة:44]، فوكل الحفظ إليهم. وقال في القرآن: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر:9] فلم يجز التبديل عليهم!
[تاريخ قضاة الأندلس]
كان سهل بن عبد الله التستري يقول: إنما خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة، وعند كل حركة، وهم الذين وصفهم الله تعالى بقوله: {وقلوبهم وجلة} [المؤمنون:60]
¥