كان سحرة فرعون آية في اليقين الصحيح, والإخلاص العالي, عندما رفضوا الإغراء, وحقروا الإرهاب, وداسوا حب المال والجاه, وقالوا للملك الجبار: {فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا} [طه:72، 73] وشتان بين هؤلاء الذين يستهينون بالدنيا في سبيل الله, وبين الذين يسخرون الدين نفسه في التقرب من كبير, أو الاستحواذ على حقير. [محمد الغزالي]
{فمن عفي له من أخيه شيء} [البقرة:178] إطلاق وصف الأخ على المماثل في الإسلام أصل جاء به القرآن؛ وجعل به التوافق في العقيدة كالتوافق في نسب الإخوة بل أشد، وحقا فإن التوافق في الدين رابطة نفسانية، والتوافق في النسب رابطة جسدية، والروح أشرف من الجسد! [ابن عاشور]
الشريعة جامعة بين القيام بحق الله تعالى كالصلاة والذكر، وبين القيام بمصالح النفس كالسعي في الرزق؛ وذلك ظاهر من قوله تعالى {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} [الجمعة:10].
{وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد} [الكهف:18] إذا كان بعض الكلاب قد نال هذه الدرجة العليا بصحبته ومخالطته الصلحاء والأولياء -حتى أخبر الله تعالى بذلك في كتابه- فما ظنك بالمؤمنين الموحدين، المخالطين المحبين للأولياء والصالحين؟ بل في هذا تسلية وأنس للمقصرين، المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم وآله خير آل. [القرطبي]
{عفا الله عنك لم أذنت لهم} [التوبة:43] هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذه؟ بدأ بالعفو قبل المعاتبة.
[مورق العجلي]
{وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن} [القصص:80] إيثار ثواب الآجل على العاجل حالة العلماء، فمن كان هكذا فهو عالم, ومن آثر العاجل على الآجل فليس بعالم. [ابن هبيرة]
في قوله تعالى عن موسى عليه السلام: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} [القصص:24] إشارة إلى سبب عظيم من أسباب إجابة الدعاء، وهو إظهار الافتقار إلى الله عز وجل.
[د. محمد الحمد]
عن قتادة في قوله تعالى: {من الجنة والناس} قال: (إن من الناس شياطين, فنعوذ بالله من شياطين الإنس والجن). [الدر المنثور]
قال الشافعي في قوله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} [المطففين:15]: في هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ.
وعلق ابن كثير فقال: وهذا الذي قاله الإمام الشافعي في غاية الحسن، وهو استدلال بمفهوم هذه الآية، كما دل عليه منطوق قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة, إلى ربها ناظرة} [القيامة:22 - 23]
{قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين}؟ [الأنبياء:55] هكذا قال قوم إبراهيم -لما دعاهم إلى التوحيد- فهم يدركون أن الدين الحق لا يجتمع مع اللعب والباطل، فكيف يريد بعض المنهزمين أن تعيش الأمة بدين ملفق يجمع أنواعا من اللعب والباطل مع شيء من الحق؟ {فماذا بعد الحق إلا الضلال}؟ [د. عمر المقبل]
{كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون} [البقرة:187] إن العلم الصحيح سبب للتقوى؛ لأنهم إذا بان لهم الحق اتبعوه، وإذا بان لهم الباطل اجتنبوه، ومن علم الحق فتركه, والباطل فاتبعه, كان أعظم لجرمه, وأشد لإثمه. [الشيخ السعدي]
{فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا} [آل عمران:95]، {واتبع سبيل من أناب إلي} [لقمان:15]، {فبهداهم اقتده} [الأنعام:90] تأمل الرابط بينها، تجد أنه أمر باتباع السبيل والملة والهدى مع أن هؤلاء أئمة معصومون؛ وذلك لتوجيه الأمة بأن لا تقتدي بالأفراد لذواتهم مهما علا شأنهم وارتفعت مكانتهم, وإنما تقتدي بهداهم، فإن زل أحد عن المنهج بقيت هي على الطريق، وهذا درس عظيم لو وعاه كثير من المسلمين لسلموا من التعصب الذي أضل الأمة. [أ. د.ناصر العمر]
الجنود التي يخذل بها الباطل، وينصر بها الحق، ليست مقصورة على نوع معين من السلاح، بل هي أعم من أن تكون مادية أو معنوية، وإذا كانت مادية فإن خطرها لا يتمثل في ضخامتها، فقد تفتك جرثومة لا تراها العين بجيش عظيم: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} [المدثر:31]. [محمد الغزالي]
{فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} [طه:117] تأمل كيف جمع بينهما في الخروج من الجنة، وخص الذكر بالشقاء فقال: (تشقى) ولم يقل تشقيان؛ لأن الأصل أن الذكر هو الذي يشتغل بالكسب والمعاش، وأما المرأة فهي في خدرها. (ابن القيم)
فهل يعي هذا من يدعو إلى خروج المرأة إلى ميادين العمل بإطلاق وكأن ذلك هو الأصل؟!
هكذا فهموا القرآن فماذا فهمنا نحن فهمنا الدنيا فقط وأعرضنا عن الأخرة أنظر ماذا قال تعالى [{يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}
أكثر الناس لاعلم له إلا بشؤون الدنيافهو ذكي في تحصيلهاغافل عما ينفعه في الآخرة
قال الحسن: بلغ والله من علم أحدهم بالدنيا أنه ينقد الدرهم فيخبرك بوزنه ولايخطئ ولايحسن أن يصلي
ومن البلية أن ترى لك صاحبا*في صورة الرجل السميع المبصر
فطن بكل مصيبة في ماله*وإذا يصاب بدينه لم يشعر]
فلماذا لانتأمل ونتدبر مانقرأه؟
هذه الفوائد قد قمت بجمعها بفضل من الله من خلال إشتراكي في جوال تدبر
لاتنسونا من صالح دعواتكم بالعلم النافع والعمل الخالص
¥