تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والمرتبة الثانية ما ثبت تسميته عن الصحابي وهو في المرتبة الثانية لأنه احتمال سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم, والبخاري روى عن ابن عباس -رضي الله عنه - أن سعيد بن جبير- رحمه الله - سأله عن سورة الأنفال قال تلك سورة بدر وكذلك وسألته عن سورة الحشر فقال تلك سورة بني النضير هذه تسميات للسورة فقد يكون سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم أو سمعها ممن سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد يكون باجتهاد .. وتسمية الصحابي جعلناها في المرتبة الثانية لهذه العلة ,ومن دون الصحابي وهو من التابعين إلى يومنا هذا مرتبة ثالثة والناس قد يتعارفون على تسمية معينة ولكن الغالب في تسمية الناس أنها منتزعة من مبادئ السورة "سورة لم يكن" , " سورة طه" هذه من مبادئ السور, وغالب عمل الكتاتيب على هذا , و قليل جدا أن تسمى سورة من خلال موضوعاتها مثل سورة النحل يسمونها سورة النعم هذا اجتهاد لأنها تحدثت عن نعم كثيرة وفيها قوله: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)} النحل , وهذا من باب الاجتهاد في التسميات المقصد من ذلك نبتعد عن مسألة التوقيف والاجتهاد لأن الأمر فيه فسحة وسعة , فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بإلتزام تسمية معينة ولم ينهى عن تسمية معينة فدل على أن الأمر فيه سعة.

الدكتور محمد الخضيري: ولكن متى ثبت الاسم عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو أولى , وهذا يدعونا لأن نفكر لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاسم دون غيره من الأسماء الموجودة في السورة , يعني سيكون له من الحكمة والمزية مالا يكون لغيره من الأسماء.

الدكتور مساعد الطيار: أيضا فيه فائدة في اسم أم الكتاب قد يقول البعض عند قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (4) الزخرف, أنا سمعت منكم أن أم الكتاب هي الفاتحة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم سماها أم الكتاب , وهنا هل تفسر أم الكتاب بأنها الفاتحة؟ ..

الجواب: لا هنا شيء أسمه علم النظائر والأشباه , فهذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من كلام الله , فالفاتحة التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم أم الكتاب ليس المراد بها ماهو مقصود في هذه الآية فالآية تقصد اللوح المحفوظ.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: هنا مسألة لو تلاحظون الاختلاف في أسماء السور بين المصاحف المطبوعة فتجد فيها سورة الفاتحة سورة البقرة سورة آل عمران الأسماء المعروفة يختارون الاسم الذي عليه معظم الناس والخلاف يكون في سور محدود مثل سورة الإسراء بعضهم يكتبونها سورة بني إسرائيل و سورة غافر يكتبون سورة المؤمن سورة محمد يكتبون سورة القتال .. أما بقية السور فهي الأسماء المعروفة الموجودة في المصاحف فالأغلب متفق في التسمية.

الدكتور مساعد الطيار: مع البحث قد تجد في مصاحف قديمة بعض الأسماء والمبحث هو مبحث لطيف.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: في كتاب للكاتبة منيرة الدوسري, اسمه أسماء سور القرآن الكريم وآياته , فكان الأشياء الجيدة في البحث أنها تتبعت الأسماء القديمة كي تنظر في التسميات السور فوجدت بعض التسميات الغير مشهورة.

والآن نذكر فضائل سورة الفاتحة من فضائلها الحديث الذي ذكرناه عن أبي سعيد رافع بن المعلى رضي اللَّه عنه قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «ألا أعلمك أَعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟ فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول اللَّه إنك قلت أعلمنك أعظم سورة في القرآن قال: {الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالمِينَ} هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته» رواه البخاري.

ومنها حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم، قال: «بينا جبرائيل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم، وقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أوتيته»

فأطلق عليهما نورين وهذا من الأحاديث التي تدل على فضل سورة الفاتحة وسورة البقرة أيضا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير