تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الدكتور عبد الرحمن الشهري: قبل ذكر الأمثلة دعونا نرجع للفاتحة وننظر ماهو مقصود سورة الفاتحة؟

الدكتور محمد الخضيري: العلماء رحمهم الله ذكروا عدد من المقاصد للفاتحة و هي تختلف في معانيها لكن تجتمع في مقاصدها.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: أي متقاربة.

الدكتور محمد الخضيري:فمنهم من قال أن مقصدها توحيد الله ,و منهم من قال أنها منهج الحياة , ومنهم من قال هي لب الكتاب , وما جاء بعدها من السور هو تفسيرًا لها , وقد ورد في الأثر عن الحسن البصري -رحمه الله -: [أن الله أنزل مائة كتاب وأربعة كتب جمع سرها في الأربعة وجمع سر الأربعة في القرآن وجمع سر القرآن في الفاتحة وجمع سر الفاتحة في هاتين الكلمتين إياك نعبد وإياك نستعين] فلو نظرت إلى" إياك نعبد وإياك نستعين "هي الجامعة للتوحيد وجامعة للعمل وجامعة لعلاقة العبد بربه - سبحانه وتعالى - وعلاقة الرب بالعبد وهي وسط السورة وهي النصف الذي بين العبد و ربه؛ فإياك نعبد في النصف الذي لله؛ و إياك نستعين في النصف الذي للعبد , ومنهم من قال أنها منهج حياة في أهدنا الصراط المستقيم فهذا الثناء الذي في مقدمة السورة من أجل أن يصل العبد للصراط المستقيم , وما هو الصراط المستقيم إن قلت الإسلام , السنة والجماعة , القرآن الذي جاء ذكره بعد قليل في سورة البقرة {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)} هذا هو الصراط ,

ورد في الحديث الذي روي عن علي - رضي الله عنه - في تفسير الصراط أنه هو القرآن.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: وأيضا هذا يؤكد سبب تسمية الفاتحة بأم القرآن , فمن أسباب تسميتها أم القرآن أنها جامعة للمعاني التي نثرت في القرآن الكريم , فكل ما جاء في القرآن الكريم بعدها فهو كالتفسير والبيان والشرح لها , ومن الموضوعات التي تنقدح في ذهني أن المقصد الأساسي لسورة الفاتحة العهد والميثاق بين العبد ربه , فكأنه يؤكد هذا العهد والميثاق في كل ركعة , فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فيؤكد في كل ركعة هذا العهد والميثاق بينه وبين الله - عز وجل - , حتى من الأشياء التي تؤكد لي هذا .. وكما تحدث الدكتور مساعد أنها اجتهادية - أي المقاصد - تأملوا معي سورة الفاتحة " إياك نعبد وإياك نستعين "وأقول أن هذا هو العهد والميثاق بين الرب والإنسان ثم تأمل في سورة البقرة بعد ذلك كيف يأتي التأكيد على هذا الميثاق والتنديد بمن نقضه: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)} البقرة.

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)} البقرة.

وقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)} البقرة

الدكتور مساعد الطيار: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231)} البقرة , هذا أيضا داخل في الميثاق.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: تلاحظ أن الميثاق تكرر في سورة البقرة أكثر من مرة كأنه تأكيد على هذا الميثاق الذي ذكر في إياك نعبد و إياك نستعين , ولعل هذا من أوجه الارتباط بين سورة الفاتحة والبقرة التي جاءت بعدها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير