تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الدكتور مساعد الطيار: من باب الفائدة طالما ذكرت قضية دلالة الأسماء هناك كتاب لرؤوف أبو سعده اسمه "العلم الأعجمي في القرآن مفسرا بالقرآن" , هذا الكتاب فيه لفتات جميلة جدا , وإن كان القارئ عندما يقرأ هذا الكتاب قد لا يستطيع أن يوافق أو يخالف المؤلف؛لأن المؤلف يعتمد على لغات قديمة , وأذكر مرة أني ذكرت الكتاب في ملتقى التفسير وقلت من اشتراه ولم يعجب به فعلي غرمه , لأن الكتاب جمع بين التاريخ واللغة والثقافة , والمؤلف لا يعرف له غير هذا الكتاب.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: الكتاب نادر , وأنا أؤيد الدكتور مساعد , والحقيقة أني قرأت نصف الكتاب , وقد قدم له الدكتور محمود محمد الطناحي , و أثنى عليه ثناء عاطر , وكان هذا سبب قراءتي للكتاب بعد ذلك, وهناك كتاب آخر, وقد كنا أجرينا لقاء في ملتقى أهل التفسير , مع الدكتور فاء عبد الرحيم , وهو رئيس قسم الترجمات في مجمع الملك فهد , وقد ألف كتابا مماثلا , تتبع فيه الأعلام الأعجمية في القرآن الكريم وتتبع أصولها ودلالاتها , وكتابه قيم , وأثني على ما ذكره الدكتور محمد من العناية بالأسماء الأعجمية في القرآن والسياقات التي ترد فيها , فمتى يرد يعقوب ومتى يرد إسرائيل.

الدكتور مساعد الطيار: ومثله إلياس و إلياسين فهو واحد فلماذا قيل مرة إلياس ومرة إلياسين.

وهذه ستقودك إلى البحث عن هل في القرآن الكريم مفردات أعجمية أم لا؟

الدكتور محمد الخضيري: كالسندس والإستبرق.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: بعض المتأخرين و المتقدمين أيضا من علماء العرب يتحرج من هذه الكلمة , ويقول أن من قال أن في القرآن كلمة أعجمية فقد جحد , أو قدح في القرآن , أو أنه أعظم الفرية على الله.

الدكتور مساعد الطيار: هذا قول أبو عبيدة ..

الدكتور عبد الرحمن الشهري: نعم , قالها في مقدمة كتاب المجاز.

الدكتور محمد الخضيري: لأن فيها مخالفة للنص فيما يظهر.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: لقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} يوسف, لكن في تصوري الأمر أبسط من هذا خاصة الأسماء.

الدكتور محمد الخضيري: يظهر لي أن الأسماء هي في محل إجماع في خروجها من هذا الأمر , لكن يبقى في الأعلام.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: مثل الأدوات التي كان يستخدمها العرب ولم تكن من إنتاجهم , كالسندس والإستبرق , لا يعرفها العرب إلا من استيرادها من الفرس , فليس هناك حرج من تسميتها بالأسماء التي سماها بها من صنعها , لكن حتى هذه الأسماء , هناك إشكالية وهي: أن العرب تتصرف في العلم , فتغير فيه.

الدكتور مساعد الطيار: مثل إستبرق يقولون أن أصله ستبرك.

الدكتور محمد الخضيري: لكن من يؤكد أن الأصل كان فارسيا؟

الدكتور مساعد الطيار: هذا قاله الطبري.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: هذا لا يستطيعه إلا من يتقن اللغة.

الدكتور محمد الخضيري: أو ما يستطيعه إلا نبي لأن اللغات حقيقة أقرب ما تكون إلى علم النبوات في أصولها , لذلك قال الشافعي: [لا يحيط باللغات إلا نبي]

الدكتور عبد الرحمن الشهري: لغات العرب يقصد؟.

الدكتور محمد الخضيري: بل حتى في اللغات الأخرى , تحتاج إلى عبقرية عالية حتى تحيط بأصولها.

الدكتور مساعد الطيار: بما أننا فتحنا هذا الموضوع ولكي يكون هناك تكامل فيما يتعلق بالعلم الأعجمي , فقد ذكرتم أن العلم الأعجمي لا إشكال في وجوده في القرآن بمعنى لو افترضنا أن أحدا كتب قصة من عشر صفحات وذكر فيها اسم بريطاني أو ذكر اسم مدينة , لا نقول أن هذا يعتبر عجمة في القصة.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: فذكر بعض المفردات الأعجمية لا يخرجه عن كونه عربيا.

الدكتور مساعد الطيار: لكن المراد أنه لا يوجد في أساليبه شيء أعجمي , ولا يأتي بألفاظ ذات دلالة غامضة لا تعرف معانيها.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: والأصل في هذا أن يقال , أن القرآن الكريم به ألفاظ أعجمية في أصلها , ولكن القرآن نزل بعد أن استخدمتها العرب, فنزل القرآن بلغة العرب التي تستخدمها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير