فلا تناسب في أن يصف نفسه بنفس الصيغة التي بني عليها الجمع، ولا يميز نفسه تعالى عنهم. فميز تعالى نفسه عليهم بصيغة المبالغة وإثبات ألفها.
6. المُتَعَالِ: وصف الله تعالى نفسه بالمتعالي في قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) الرعد. فالله تعالى هو العلي، وهو الأعلى، وهو المتعال، - وحذف ياء المتعال؛ لها مكانها عند الحديث عن حذف الياء، وحذفها هو لديمومة الصفة –، ويقابل الكبير المتعال، مَنْ وصفهم الله بالمتكبرين أي المتعالين على الناس؛ وقد خاطب سليمان ملكة سبأ: (ألا تعلو علي وأتوني مسلمين). وقول السحرة في حض أنفسهم على الاستعلاء: (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) طه، فإثبات ألف المتعال هو لتمييز تعالِي الله سبحانه؛ عن تعالِي البشر على البشر، مع أن المتعالين من البشر لا غنى لهم عن البشر، ولا عن الله تعالى، والله غني عن الجميع.
7. الوهَّاب: وصف الله تعالى نفسه بالوهَّاب؛ كما في قوله تعالى: (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) ص. وهي صيغة مبالغة تدل على كثرة ما يهب، وكثرة من يهب لهم، حتى أنه تعالى يهب للكافر ولما لا يعقل ... وهذا لا يقدر عليه أحد من البشر؛ وإن وصف أحدهم عند الناس بأنه وهَّاب؛ لكثرة ما يعطي الناس، .... فإثبات ألف الوهَّاب؛ لتوافق على منزلة الله تعالى بعظيم ما يهبه تعالى للناس، وكثرة من يهبهم من الناس.
هذه الأسماء السبعة قد أثبتت فيها الألف؛ لبيان وجود من يحملها غير الله تعالى، وعلو منزلة الله تعالى عن منازلهم في حملها.
وقد كان الحذف في القسم الأول، والإثبات في القسم الثاني، مبنيًا على ما دل عليه الواقع؛ فهناك صفات لا يحملها إلا الله تعالى فحذفت فيها الألف، وصفات يحملها الله تعالى وغير الله؛ فكان لا بد من بيان مكانة الله تعالى وعلو منزلته في هذه الصفات، وعدم تساويه معهم فيها، فأثبتت الألف؛ فكأن الرسم جاء متتمًا لما يتلى؛ فما لا يمكن بيانه بالصوت المرتل، تم بيانه برسم القلم له.
فقد وصلنا التبليغ بالقرآن المرتل، تلاوة ورسمًا، وبالحديث غير المرتل. فتم شرع الله تعالى.
والله تعالى أعلم.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي.
يتبع إن شاء الله تعالى ..........
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[05 Sep 2008, 12:05 م]ـ
أما إني لأستفيد منك وأتعلم
بارك الله فيك وجزاك خيرا ولا يثبطنك مثبط كائنا من كان
فعلمك الجديد فضل وفتح أوتيته فاحمد الله وتابع
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[05 Sep 2008, 12:34 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
بارك الله فيك أستاذي على هذه الدرر ... و هذه المعاني و الأسرار التي فتح الله عليك و لك فيها ... و هو الفتاح العليم.
و هذه قاعدة سأكتبها بماء الذهب (و التذهيب من هواياتي):
{فما لا يمكن بيانه بالصوت المرتل، تم بيانه برسم القلم له}.
و لله الحمد و له الشكر. و له الأمر من قبل و من بعد
ـ[العرابلي]ــــــــ[05 Sep 2008, 04:34 م]ـ
تكملة للقسم الثاني
1. القاهر: وصف الله تعالى نفسه بالقاهر في موضع واحد ثبتت فيه ألفه: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) الأنعام، وعلى القاعدة فثبات الألف دلالة على وجود غير الله تعالى يحمل هذه الصفة، فقد قال فرعون بصيغة الجمع للمفرد: (قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) الأعراف، والله تعالى متميز بعلو درجته ومنزلته عمن يحمل نفس الصفة، ففي ثبات الألف بيانًا لذلك، وكان حقًا أن تضاف هذه في المجموعة الثانية.
ويلحق بهذا الجمع اسمان آخران لله تعالى لم يعرفا بالألف واللام:
2. شاكر: وصف الله تعالى نفسه بأنه شاكر في موضوعين؛
في قوله تعالى في السعي بين الصفا والمروة: (وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) البقرة.
وفي قوله تعالى: (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147) النساء
¥