عنوان الفتوى: أيهما أفضل العابد سيء الخلق أم تارك الصلاة حسن الخلق
تاريخ الفتوى: 12 جمادي الثانية 1429/ 17 - 06 - 2008
السؤال
في هذا الزمان يوجد صنفان من المسلمين
1 - رجل يقوم بجميع العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى علينا ولكن أخلاقه سيئة جدا مع الناس سواء من المسلمين أو من أهل الكتاب أو الكافرين ولا يخاف من الله أذا ظلم هذا أو سرق هذا أو حتى كان السبب في طلاق امرأة من زوجها بدون أن يلقي لهذا أي اهتمام ..
2 - أما الرجل الآخر فهو أخلاقه مع الناس جيدة جدا حيث إنه يساعد الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل كما أنه أمين وصادق ولا يخشى في الله لومة لائم ولا يخاف إلا الله لكنه مقصر في عبادته فيصلي يوما ويترك آخر أو حتى يتكاسل عن الصلاة في أوقاتها ..
أرجو الإفادة أيهم أفضل عند الله سبحانه وتعالى مع الشرح تفصيلا.
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
خلاصة الفتوى
فإن كلا الوصفين صاحبه قد خلط عملا صالحا وآخر سيئا وهو على خطر عظيم إذا لم يتب إلى الله تعالى، والذي يظهر أن الذي يتهاون بالصلاة ويتركها من غير نوم ولا نسيان أعظم جرما لأن كثيرا من أهل العلم يرى أن تارك الصلاة كافر ولو كان مقرا بوجوبها على تفصيل في ذلك، ولأن الصلاة أول ما يحاسب عليه العبد فإن قبلت أفلح ونجح وإلا خاب وخسر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كلا الوصفين صاحبه قد خلط عملا صالحا وآخر سيئا وهو على خطر عظيم إذا لم يتب إلى الله تعالى. والذي يظهر أن الذي يتهاون بالصلاة ويتركها من غير نوم ولا نسيان أعظم جرما لأن ترك الصلاة أعظم الذنوب بعد الكفر بالله تعالى، بل ذهب كثير من أهل العلم إلى أن تارك الصلاة كافر ولو كان مقرا بوجوبها على تفصيل في ذلك، ولأن الصلاة أول ما يحاسب عليه العبد فإن قبلت أفلح ونجح وإلا خاب وخسر.
فالذي يؤدي فرائضه ويسيء إلى الخلق ولا يتورع عن ظلم ولا سرقة ولا إفساد بين زوجين محسنا بالتزامه بأداء الفرائض، مسيئا بما يرتكب من أذية الناس بسوء الأخلاق والظلم والسرقة والإفساد بين الأزواج، ويخشى عليه إذا لم يتب إلى الله تعالى ويتحلل ممن ظلمهم أن توزع حسناته يوم القيامة كلها على أهل المظالم ويوضع عليه من خطاياهم ثم يلقى في النار والعياذ بالله تعالى.
فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال قال رجل يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال هي في النار، قال يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها قال هي في الجنة. رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد، والحديث ذكره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب وقال صحيح.
وفي حديث آخر: ........ وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل. حسنه الألباني.
أما الآخر فهو مقصر في أهم ما فرض الله عليه وهو الصلاة وما يتصف به من الصدق والأمانة و معاملة الآخرين بالحسنى وما يقوم به من مساعدة الفقراء والمساكين والأيتام لا يغني عن صلاة واحدة، لأن الصلاة هي أهم الأعمال بعد توحيد الله تعالى، وهي أول ما يحاسب عليه العبد فإن قبلت أفلح ونجح وإلا خاب وخسر، ففي الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك. والحديث صحيح كما ذكر الألباني.
وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 103984، 27952، 99958.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2%20/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=109382
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[10 Sep 2008, 10:01 م]ـ
وقد نص الحنابلة على أن الفطر كبيرة من الكبائر، لكن لا شك أنه دون الزنى أعني فطر يوم، وانظر إلى حديث المجامع ـ والجماع أعظم المفطرات ـ وما جوزي به وما عامله به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وقارنه بعقاب الزنى، يظهر لك قدر جرم الذنبين.
وما حكاه أبو العباس من الرواية في تكفير تارك الصيام ليست في من أفطر يوما بل في تارك الصوم مطلقا.
¥