محمد بن عبدالوهاب - الدرر السنية.
- - - - - - - -
قال تعالى مخبرا عن فرعون وملئه:
(فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون)
تأمل كيف أن الله جل جلاله يجري نقض ضلالة الضالين على ألسنتهم فلا يشعرون بها و لا أتباعهم ليحق كلمته على من قضى عليه الشقوة. ألا ترى أن فرعون مع ادعائه الربوبية قال مع ملئه (أنؤمن لبشرين مثلنا) ولم يحترز من تسمية نفسه بشرا وقد سماها من قبل ربا فقال: (أنا ربكم الأعلى).
القصاب - نكت القرءان.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري)
لم شبه الله تعالى الزجاجة بالكوكب ولم يشبهها بالشمس والقمر مع أنهما أشد من الكوكب إضاءة؟ لأن الشمس والقمر يلحقهما الخسوف والكواكب لا يلحقها الخسوف.
البغوي - معالم التنزيل
- - - - - - -
قال تعالى عن لوط عليه السلام ومن معه:
(فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين ¤ فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)
ففرق سبحانه بين الإسلام والإيمان هنا لسر اقتضاه الكلام. فإن الإخراج هنا عبارة عن النجاة فهو إخراج نجاة من العذاب ولاريب أن هذا مختص بالمؤمنين المتبعين للرسل ظاهرا وباطنا. وقوله تعالى: (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) لما كان الموجودون من المخرجين أوقع اسم الإسلام عليهم لأن امرأة لوط كانت من أهل هذا البيت وهي مسلمة في الظاهر فكانت في البيت الموجودين لا في القوم الناجين.
ابن القيم - الرسالة التبوكية (زاد المهاجر إلى ربه).
- - - - - - - - -
قال تعالى:
(من شر النفاثات في العقد)
إن قيل السحر يكون من الذكور والإناث فلم خص الإستعاذة من الإناث دون الذكور؟
الجواب المحقق: أن النفاثات هنا هن الأرواح والأنفس النفاثات لا النساء النفاثات لأن تأثير السحر إنما هو من جهة الأنفس الخبيثة والأرواح الشريرة وسلطانه إنما يظهر منها فلهذا ذكرت النفاثات هنا بلفظ التأنيث دون التذكير والله أعلم.
ابن القيم - بدائع الفوائد.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Jan 2010, 02:47 م]ـ
لطائف قرآنية: 29:
ما جالس القرءان أحد إلا فارقه بزيادة أو نقصان قال تعالى:
(وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)
قتادة السدوسي - سنن الصالحين لأبي الوليد الباجي.
- - - - - - - -
قال تعالى عن يوسف ودعوته لصاحبي السجن:
(يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار)
يستفاد من هذه الآية أنك لا تحقر عن التعليم من تظنه أبعد الناس عنه ولا تستبعد فضل الله فإن الرجلين من خدام الملوك الكفرة ومع ذلك وجه يوسف عليه السلام لهما النصح طمعا في هدايتهما. بخلاف من يقول لبعض المدعوين: ليس هذا بأهل للعلم، تعليمه إضاعة للعلم.
محمد بن عبدالوهاب - الدرر السنية.
- - - - - - - - -
قال الله جل وعلا في سورة آل عمران ذاكرا تعجب زكريا عليه السلام من رزقه بولد على كبره:
(قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء) بعدها ذكر الله استغراب مريم لما بشرت بولد فقال تعالى: (قالت ربي أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق مايشاء) تأمل:
رد الله على زكريا بأنه سبحانه يفعل مايشاء ورد على مريم بأنه يخلق مايشاء فلماذا فرق سبحانه في اللفظين مع أن البشارة بشيء واحد وهو الولد؟
لأن استبعاد زكريا الولد لم يكن لأمر خارق بل نادر بعيد فحسن التعبير
(بيفعل). واستبعاد مريم للولد كان لأمر خارق إذ لايكون ولدا إلا بين زوجين فكان ذكر الخلق أنسب.
زكريا الأنصاري - فتح الرحمان بكشف ما يلتبس في القرءان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: الأخيرة:
فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرءان.
ابن القيم - مفتاح دار السعادة.
- - -
وإن كتاب الله أوثق شافع
وأغنى غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لا يمل جليسه
و ترداده يزداد فيه تجملا
الشاطبي - حرز الأماني ووجه التهاني
- - -
كان أبو العباس بن عطاء يختم القرءان كثيرا، إلا أنه جعل له ختمة يستنبط منها معاني القرءان فبقي بضع عشرة سنة فمات قبل أن يختمها.
حلية الأولياء - لأبي نعيم.
- - - - - - - - -
قال جل وعلا:
(فإن مع العسر يسرا ¤ إن مع العسر يسرا)
جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعليقا على الآية: (لن يغلب عسر يسرين)
فكيف قال ذلك مع أن العسر ذكر في الآية مرتين مثل اليسر؟ قال أهل اللغة: لأن العسر معرف واليسر منكر والنكرة إذا أعيدت كان المعنى الثاني غير الأول بخلاف المعرفة فإنها إذا أعيدت تكون بنفس المعنى الأول.
ابن القيم - بدائع الفوائد.
- - - - - - - - - -
قال تعالى في سورة الأنعام:
(وهذا كتاب أنزلناه مبارك)
هذا الكتاب مبارك كثير البركات والخيرات فمن تعلمه وعمل به غمرته الخيرات في الدنيا والآخرة. وكان بعض علماء التفسير يقول: اشتغلنا بالقرءان فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا تصديقا لهذه الآية.
الشنقيطي - العذب النمير في مجالس التفسير.
- - - - - - -
قال تعالى:
(والضحى ¤ والليل إذا سجى ¤ ماودعك ربك وماقلى)
فتأمل مطابقة هذا القسم وهو نور الضحى الذي يوافي بعد ظلام الليل للمقسم عليه وهو نور الوحي الذي وافاه بعد احتباسه عنه حتى قال أعداؤه ودع محمدا ربه. فأقسم الله بضوء النهار بعد ظلمة الليل على ضوء الوحي ونوره بعد ظلمة احتباسه واحتجابه.
وأيضا فإن الذي اقتضت رحمته أن لايترك عباده في ظلمة الليل سرمدا بل هداهم بضوء النهار إلى مصالحهم ومعايشهم لايليق به أن يتركهم في ظلمة الجهل والغي بل يهديهم بنور الوحي والنبوة إلى مصالحهم في دنياهم وآخرتهم.فتأمل حسن ارتباط المقسم به بالمقسم عليه وتأمل هذه الجزالة والرونق الذي على هذه الألفاظ والجلالة التي على معانيها.
ابن القيم - التبيان في أيمان القرءان.
¥