تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يمتلك البعوض حوالي 100 عين، وهذه العيون موجودة في الرأس على شكل يشبه قرص العسل، وتقوم عين البعوض باستلام هذه الإشارات وتنقلها إلى الدماغ. وعندما تقوم البعوضة بمصّ الدّم تستعمل تقنية مثيرة للحيرة. فالنظام المعقد المستعمل هو كالتالي: تحط أولاً على الهدف وتقوم بتحديد مكان معين بواسطة الشفاه الموجودة فى الخرطوم، ولها أبرة مغلفة بغلاف خاصّ تخرجها عندما تقوم بمصّ الدّم.

والجلد لا يُثفب بواسطة هذه الابرة كما يتصوّر، وإنما الذي يقوم بهذه العملية هو الفك العلويّ الذي يشبه السّكين والفك السّفلى الذي يحتوي على أسنان مائلة نحو الدّاخل. فالفكّ السّفلي يعمل مثل المنشار، أي يتحرك مثل المنشار ويشق الجلد بمساعدة الفكّ العلويّ. ومن هذا المكان الذي يتم شقّه تدخل الإبرة إلى أن تصل إلى العرق وتمتصّ الدم.

مثلما هو معروف، فعندما يخرج دم من جسم الانسان تتم عملية التخثر بسرعة كبيرة بواسطة الأنزيمات الموجودة في الدّم. إذن هذه الأنزيمات تسبب مشكلة كبيرة بالنسبة إلى البعوض لأن الجرح الذي أحدثته سوف يلتئم في مدة قصيرة، وهذا يعنى أنها لا تستطيع أن تمتص الدم. ولكن الحقيقة أنها لا تواجه مثل هذه المشكلة لأنها تقوم بصنع مادة فى جسمها وتفرزها وتدفع بها إلى العرق في تلك المنطقة تمنع تخثر الدّم. وبذلك تكمل عملية الامتصاص كما تريد. والبعوضة عندما تلدغ الإنسان من مكان معين فهذا المكان ينتفخ ويكون فيه احتكاك، وسبب ذلك هو المادة التي أفرزتها داخل الجسم لتمنع تخثر الدّم.

لا شك ان جميع هذه المعلومات تضعنا أمام أسئلة كثيرة منها:

1 – كيف عرف البعوض أنّ هذا الأنزيم يقوم بتخثير الدّم فى جسم الإنسان؟

2 – كيف تمكن البعوض من صنع مادة تبطل مفعول الانزيم الموجود فى جسم الإنسان؟ كيف يستطيع البعوض صنع هذه المادة؟ وكيف له أن يعرف تركيب هذه المادة الكيميائية؟ وكيف يحدث كل هذا؟

3 - كيف حصل البعوض على هذه المعلومات؟ وكيف تستطيع هذه الحشرة أن تصنع مثل هذه المادة داخل جسمها ثم تنقلها بواسطة تقنيتها الخاصة إلى جسم الإنسان؟

في الحقيقة إنّ الجواب على هذه الأسئلة بسيط، فالبعوض لا يستطيع أن يفعل أي شيء من هذا، فهو لا يملك عقلاً للتفكير في هذه المعلومات الكيمياوية، ولا يملك مختبرا لإجراء هذه العمليات. فالحشرة التى نتكلم عنها لا يزيد طولها عن بضع مليمترات، وهي خلوٌ من أيّ عقل أو إدراك. إنّ الذى خلق الإنسان هو الذي خلق هذه البعوضة، هذه الحشرة غير العادية الخارقة، وهو الذي ركبها وفق هذا النظام الخارق الذي يثير الحيرة. إنّه الله تعالى الذي خلق السموات والأرض وما بينهما.

(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّموَاِت وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزيُزُ الحَكيُم لُهُ مُلْكُ السَّموَاتِ وَاْلأَرْضِ يُحيْي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ ((سورة الحديد: 1 - 2).

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير