تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومما قيل: أن هذا الحديث مروي عن غير ابن عباس،فقد جاء من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً ..... أن ابن مردويه رواه من حديث المعتمر- وهو ابن سليمان التيمي – عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعاً أيضاً،وهذه متابعة جيدة رجالها ثقات ... إلا أنه روي من وجه آخر أيضاً عن سمرة موقوفاً رواه ابن جرير 6/ 144 قال: حدثني محمد بن عبدالأعلى قال حدثنا معتمر –وهو ابن سليمان التيمي – عن أبيه قال حدثنا أبوالعلاء – وهو يزيد بن عبدالله بن الشخير- عن سمرة بن جندب أنه حدث أن آدم عليه السلام سمى ابنه عبدالحارث "أهـ

أقول: هذه الرواية الموقوفة عن سمرة رضي الله عنه، لاتصح بل هي غلط، وكذلك المرفوعة من طريق ابن مردوية،لا تصح أيضا بل هي غلط منكرة.ومدار المرفوع والموقوف هو التيمي.

والظاهر أن سليمان بن طرخان التيمي لم يسمعه من الحسن البصري بل سمعه من قتادة ودلسه عنه، ومن المعروف أن التيمي مدلس كما قال ابن معين والنسائي والدارقطني والذهبي والعلائي وغيرهم،وإن جعلناه في الطبقة الثانية ممن تقبل عنعنته،لكن ليس هذا على إطلاقه لأن الأئمة وبخاصة الشيخين قد انتقيا من معنعناتهم ما غلب على ظنهما أنها سماع،وليس المراد أن عنعنة هذا القسم مقبولة مطلقا كما نبه على هذا شيخنا الحافظ المعمر محمد مسلم الرحماني،وشيخ شيوخنا العلامة عبدالرحمن المعلمي. ومما يؤيد كلامهما - عليهما رحمة الله - أن التيمي قد دلس حديثاً آخر عن الحسن كما ذكر هذا ابن معين انظر الجرح والتعديل1/ 238.

ثم أن سليمان التيمي: لم يكن بذاك الحافظ حتي يقبل منه التلون في هذا الحديث بين الرفع عن شيخ والوقف عن آخر.وقد أخطأ في المتن كما أخطأ في السند.وبهذا عاد السند إليه فلا يصح أن نقول:أنهما اسنادين صحيحين غير متفقين.

قال حرب بن إسماعيل الكرماني كما في مسائله ص 462:" الشكوك التي في حديث المعتمر عن أبيه ممن هي؟ قال: من التيمي"أهـ

ومع هذا يحدث التيمي بهذا الحديث عن الحسن وليس عند أصحاب الحسن الملازمين له المكثرين عنه، كيونس بن عبيد وعون الأعرابي وهشام بن حسان وغيرهم، فهذه الأمور بل بعضها لاتجعل عند المحدث شك في غلط هذه الرواية ونكارتها عن سمرة.

قال الحافظ ابن حجر كما في التلخيص الحبير:"التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد،مع اتحاد المخرج يوهن راويه،وينبىء بقلة ضبطه،إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث."

وقال ابن رجب في شرح العلل:" وإنما يحتمل مثل ذلك ممن كثر حديثه وقوي حفظه كالزهري وشعبة ونحوهما."

فعلى هذا لايصح أن نقول أن هذه متابعة جيدة لرواية قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.وبخاصة أن هذا الحديث لايعرف في المرفوع إلا من طريق عمر بن إبراهيم عن قتادة به

قال الإمام الترمذي في جامعه 5/ 160 رقم"3077" بعد أن أورده من طريق عبدالصمد بن عبدالوارث قال حدثنا عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعاً .... قال رحمه الله: هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة،ورواه بعضهم عن عبدالصمد ولم يرفعه. أهـ

وأورد الحديث ابن عدي في الكامل3/ 298 من طريق شعبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعاً ثم قال:" وهذا من حديث شعبة عن قتادة منكر لانعرفه إلا من حديث الشاذكوني عن غندر عنه،وإنما يروي هذا عن قتادة عمر بن إبراهيم." أهـ

وأورده في 5/ 43 من طريق شاذ بن فياض ثنا عمر بن إبراهيم به ثم قال:"وهذا لا أعلم يرويه عن قتادة غير عمر بن إبراهيم." أهـ

قلت: وعمر هذا هو أبوحفص العبدي البصري، قال عنه الإمام أحمد:له مناكير،وقال ابن عدي: يروي عن قتادة أشياء لايوافق عليها، وحديثه عن قتادة خاصة مضطرب،وهو مع ضعفه يكتب حديثه.

فهذا الترمذي وابن عدي قد قالا:أن الحديث لايعرف إلا من هذا الطريق، فهل يعقل أن طريق التيمي غاب عليهما،وهما الإمامان الحافظان.

وهذه الطريق هي المحفوظة المعروفة عند أهل الحديث،وهي منكرة لاتصح،وقد أورد الذهبي في ميزان الاعتدال 3/ 179 هذا الحديث في آخر ترجمة عمر بن إبراهيم هذا، ثم قال:" صححه الحاكم وهو حديث منكر كما ترى."أهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير