ثم إن أولاها بالشرف والفضل ما تفضلتم به من العشر الأوائل أو الأواخر.
والله أعلم بمراده من كلامه.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[30 Aug 2009, 05:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أولا:
قال ابن كثير:
والليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف. وقد ثبت في صحيح البخاري، عن ابن عباس مرفوعا: "ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام" -يعني عشر ذي الحجة -قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
ثانيا:
قال ابن رجب:
" وهذا الحديث حديث عظيم جليل ....
وهذا الحديث نص في أن العمل المفضول يصير فاضلا إذا وقع في زمان فاضل، حتى يصير أفضل من غيره من الأعمال الفاضلة؛ لفضل زمانه.
وفي أن العمل في عشر ذي الحجة أفضل من جميع الأعمال الفاضلة في غيره.
ولا يستثنى من ذلك سوى أفضل أنواع الجهاد، وهو أن يخرج الرجل بنفسه وماله، ثم لا يرجع منهما بشيء.
وقد سئل: ((أي الجهاد أفضل؟))، قالَ: ((من عقر جواده، وأهريق دمه)).
وسمع رجلا يقول: اللَّهُمَّ اعطني أفضل ما تعطي عبادك الصالحين، فقالَ لهُ:
((إذن يعقر جوادك، وتستشهد)).
فهذا الجهاد بخصوص يفضل على العمل في العشر، وأما سائر أنواع الجهاد مع سائر الأعمال، فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل منها."
ثالثا:
والجهاد الذي ورد في الحديث وكما علم من النصوص الشرعية ليس له جزاء إلا الجنة، والعبادة في ليلة القدر، تعادل عبادة ألف شهر، فهل تضمن هذه العبادة الجنة؟
وإذا تقرر أن العبادة في عشر ذي الحجة بإخلاص يضمن صاحبها الجنة، ومن قام ليلة القدر لم يرد أنه يضمن الجنة، إلا أنه من صام رمضان إيمانا واحتسابا قفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولكن ما نريده هو الأيام المحصورات أي العشر الأواخر، فقد يخلص المؤمن في العشر الأواخر، ولكن مع هذا لابد من تأمل الآيات هل المراد من "الليالي العشر" أفضل عشر على الإطلاق، عند ذلك لابد أن نجد الدليل، أما من الآيات الكريمة، فالقسم، يا ترى هل سيقسم الرب عز وجل على أفضل عشر على الإطلاق أم العشر المفضولة!
وهذه مدارسة.
والله أعلم وأحكم.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[31 Aug 2009, 12:43 م]ـ
جزى الله الأخوة المشاركين خيرا ولكني أنبهم إلى ترتيب السورة في النزول! فهي من أوائل ما نزل من القرآن! فكيف يكون المراد من الليالي العشر ما ذكرتموه ولم يكن المسلمون قد علموا بعد بفضل عشر رمضان ولا عشر ذي الحجة ولا أي عشرة ذُكرت؟!
وعلى فرض معرفتهم ما علاقة هذه الأيام بمحتوى السورة وما الدليل فيها على كون الله بالمرصاد؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Aug 2009, 03:38 م]ـ
جزى الله الأخوة المشاركين خيرا ولكني أنبهم إلى ترتيب السورة في النزول! فهي من أوائل ما نزل من القرآن! فكيف يكون المراد من الليالي العشر ما ذكرتموه ولم يكن المسلمون قد علموا بعد بفضل عشر رمضان ولا عشر ذي الحجة ولا أي عشرة ذُكرت؟!
وعلى فرض معرفتهم ما علاقة هذه الأيام بمحتوى السورة وما الدليل فيها على كون الله بالمرصاد؟!
ترتيب السورة حسب النزول لا أثر له في الموضوع،فلا يلزم أن لا يتحدث القرآن إلا عن أمور معلومة للسامعين، لقد تحدث القرآن عن أمور وحوادث وأماكن لم تكن معلومة للسامعين قبل حديث القرآن عنها ثم علم المراد منها فيما بعد ومن ذلك قوله تعالى:
(وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6)) سورة الطور
وقوله تعالى:
(وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً (5)) النازعات
وغير ذلك من الآيات .... فلا يلزم ألا يقسم الله بهذه العشر إلا بعد العلم بفضلها.
أما علاقة الأقسام الخمسة بمحتوى السورة فهي أقسام بأجزاء الزمن وحركته والعدد وهو ظرف للأحداث المذكورة في السورة سواء التي وقعت والتي ستقع في المستقبل.
وحركة الزمن وما يقع فيه من أحداث من أعظم الآيات التي يجب أن يتوقف عند دلالتها أصحاب العقول.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على بعده ورسوله محمد.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Aug 2009, 03:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
اطلعت على هذا الموضوع الآن، ومن خلال قراءتي لمداخلات الإخوة أرى أنه ينبغي النظر في أمور:
1 - هل لفظ الليالي يشمل النهار في اللعة.
2 - هل ورد نص يحدد المقصود من الليالي.
3 - هل هناك قراءة تفسر المقصود من العشر.
4 - هل الأقوال المذكورة يمكن الجمع بينها جمعا سائغا.
5 - إذا لم يمكن الجمع فأيها أرجح.
وأرى أن الإجابة على هذه الأسئلة تكفي إن شاء الله تعالى من البحث المفتوح على مصراعية.
أما قول أحد الإخوة إن السورة من أول ما نزل من القرآن وأن ذلك يضعف بعض الأقوال فلا أراه سائغا لأنه لا بد في تلك المقدمة من مسألتين:
أ - أن يحدد لنا تاريخ نزولها.
ب - أن يبين تضعيف تلك الأقوال على فرض نزولها قبل تلك الأحكام.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
¥