تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما النقل في عدم الاكتفاء بالسماع قال صاحب كتاب" إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر" قال الدمياطي في تعريف المقرئ: " من علم بها أداء ورواها مشافهة فلو حفظ كتابا امتنع عليه (إقراؤه) بما فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسلا لأن في القراءات أشياء (لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة) بل لم يكتفوا بالسماع من لفظ الشيخ فقط في التحمل وإن اكتفوا به في الحديث، قالوا لأن المقصود هنا كيفية الأداء، وليس من سمع من لفظ الشيخ يقدر علي الأداء أي فلابد من قراءة الطالب علي الشيخ بخلاف الحديث فإن المقصود منه المعني أو اللفظ، لا بالهيئات المعتبرة في أداء القرآن.

أما الصحابة فكانت طباعهم السليمة وفصاحتهم تقتضي قدرتهم علي الأداء كما سمعوه منه صلي الله عليه وسلم لأنه نزل بلغتهم." ا. هـ صـ 68

وعلي ما تقدم لا يكتفي بالسماع فقط من أفواه المشايخ بل لابد من قراءة الطالب علي شيخه قراءة مباشرة. وهذه الطريقة أسلم.

أما القدامي فكانت عندهم سليقة وطبيعة ليست في زماننا، فهل نستوي معهم؟

والسلام عليكم

ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[12 Oct 2010, 02:36 م]ـ

جزيت خيراً فضيلة الشيخ عبد الحكيم عبد الرازق على مشاركتكم القيمة، وأحب الوقوف مع بعض ما تفضلتم به:

قبل إبداء الرأي في المسألة ينبغي توضيح أمر مهم ألا وهو عدم العمل بأي صورة من صور التلقي عند القدامي إلا صورة التلقي المباشر، وهو أن يقرأ الطالب والشيخ يسمع ويصحح له.

ذكر الذهبي في طبقات القراء، وابن الجزري في غاية النهاية:

" أن الكسائي كان أوحد الناس في القرآن فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم، ويجلس على كرسي، ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ "اهـ.

أقول:

ولا شك أن هؤلاء الناس الذين كانوا يجتمعون لسماع قراءته كانوا يروون عنه، بعد ضبطهم عنه كل شيء في القراءة حتى الوقف والابتداء، ولم نسمع أن أحداً من العلماء أنكر على تلامذة الكسائي روايتهم عنه بسبب عدم قراءتهم عليه.

فهي إجازة غير معتبرة عند الحذاق لأنه لابد من مشافهة كاملة،

قال ابن الجزري رحمه الله:

" ولا يجوز له أن يُقرِئ إلا بما قرأ أو سمع، فإن قرأ الحروف المختلف فيها أو سمعها فلا خلاف في جواز إقرائه القرآن العظيم بها بالشرط المتقدم"اهـ (منجد المقرئين، ص 54).

ويقصد بالشرط المتقدم: أن يكون المقرئ يحفظ كتاباً يشتمل على ما يقرئ به من القراءات أصولاً وفرشاً, وأن يكون ذاكراً كيفية تلقيه على شيخه، وإن شك في شيء لا يستنكف أن يسأل رفيقه أو غيره ممن قرأ بذلك الكتاب، حتى يتحقق بطريق القطع أو غلبة الظن.

أما العقل: إن الطالب في زماننا قد يكرر كلمة أخطأ فيها عدة مرات حتي يتقنها، وربما احتاج للتدرب عليها فترة ـ خاصة الاختلاسات الموجودة في بعض الكلمات القرآنية وخاصة في القراءات، وكذا إدغام السوسي في نحو " المهد صبيا ـ العظم مني " وغيرهما مما يلتقي فيه الساكنان علي غير حدهما. وأيضا الإشمامات في نحو " قيل، وسئ" وغيرهما، وكذا في نحو (الصراط " لمن له الإشمام، ونحو ضبط الروم وقفا، والفرق الدقيق بين التقليل عند ورش في نحو " ذكري" وترقيق الراء في نحو " ذكراً " فالكثير يجعل أداءهما واحدا ولا يلحظ هذا الفرق إلا الشيوخ المهرة، وكذلك الفرق في الأداء بين تغليظ اللامات عند ورش وبين تفخيم اللام من اسم الجلالة ـ.

والكثير من الفروق الدقيقة التي يصعب علي الطالب أن يأتي بها من مرة واحدة فضلا أن يكتفي بالسماع فقط.ولا ينازع في ذلك إلا من لم يجلس علي يدي المشايخ.

هذه ملاحظ مهمَّة، وبعض الشيوخ ـ عفا الله عنا وعنهم ـ لا يدققون على طلابهم فيها مما يكون سبباً للقصور في بعضها، والأكثر خطورة نقل بعض الأخطاء إلى من يتلقى عنهم، والله المستعان، ولكن الصورة المتقدمة في السؤال مختلفة بعض الشيء، فالطالب قد يضبط هذه الأحكام في الأجزاء الأولى من القراءة على الشيخ إذا كان الشيخ مدققاً فيها والطالب مهتمًّا بأدائها بالرياضة المستمرة، وفي اجتماع مجموعة من الطلاب على الشيخ ـ أرى ـ أنه لا يمنع من ضبط هذه الأداءات؛ إذ أن الطالب سيجمع فيها بين القراءة والسماع، وليس السماع فقط، لا سيما إذا كان الشيخ عند الأداءات التي بحاجة إلى كثير من الضبط يلزم الجميع بقراءتها.

وكذلك الفرق في الأداء بين تغليظ اللامات عند ورش وبين تفخيم اللام من اسم الجلالة

وهنا وقفة مهمَّة، وهي أن الذي تلقيناه عن مشايخنا، ونسمعه من الشيوخ المتقنين أنه لا فرق بينهما، ولم أقف على نص من نصوص الأئمة يفرق بينهما، فإن وُجِد نصٌّ فعلى العين والرأس.

أما النقل في عدم الاكتفاء بالسماع قال صاحب كتاب" إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر" قال الدمياطي في تعريف المقرئ: " من علم بها أداء ورواها مشافهة فلو حفظ كتابا امتنع عليه (إقراؤه) بما فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسلا لأن في القراءات أشياء (لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة) بل لم يكتفوا بالسماع من لفظ الشيخ فقط في التحمل وإن اكتفوا به في الحديث، قالوا لأن المقصود هنا كيفية الأداء، وليس من سمع من لفظ الشيخ يقدر علي الأداء أي فلابد من قراءة الطالب علي الشيخ بخلاف الحديث فإن المقصود منه المعني أو اللفظ، لا بالهيئات المعتبرة في أداء القرآن.

أما الصحابة فكانت طباعهم السليمة وفصاحتهم تقتضي قدرتهم علي الأداء كما سمعوه منه صلي الله عليه وسلم لأنه نزل بلغتهم." ا. هـ صـ 68

أعيد كلام ابن الجزري المتقدم:

" ولا يجوز له أن يُقرِئ إلا بما قرأ أو سمع، فإن قرأ الحروف المختلف فيها أو سمعها فلا خلاف في جواز إقرائه القرآن العظيم بها بالشرط المتقدم"اهـ (منجد المقرئين، ص 54).

ونحن بانتظاركم لإثراء الموضوع أكثر، والله يحفظكم ويرعاكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير