تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[13 Oct 2010, 12:20 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

........ والكتابة العربية كانت تساير متطلبات القارئين والكاتبين في كل مرحلة فلا ينبغي اتِّهامها في أي مرحلة بالخطإ أو الشذوذ.

أستاذنا الكريم ...

المعروف أنّ الذي اشتهر بتخطئة الصحابة رضي الله عنهم في رسمهم للمصحف هو ابن خلدون في المقدمة وهو مذهب ضعّفه الجمهور وعدّوه من شذوذ ابن خلدون وأخطائه ...

وتعليل مظاهر الرسم العثماني وفق المنهج العلمي الصحيح ليس فيه شيئ من تخطئة اللغة أو قدح في أصحابها بل إنّ القول بتطوّر الرسم تبعا لتطور لغته وحاجيات أهله ... هو أصل هذا التعليل ... لأنّ رسم اللغة العربية مرّ بمراحل عدّة قبل الصحابة وفي عهدهم وبعدهم , ويمكن للدارس والمتتبع لهذا التطور أن يجزم بأنّ رسم القرآن لم يكن شيئا جديدا مبتدعا اخترعه الصحابة بل هو الرسم الذي كان متعارفا عليه في زمانهم يُكتب به القرآن والحديث والشعر والرسائل والخطب وكلّ نصٍ عربي (هكذا بظاهرة الحذف والزيادة والإبدال والفصل والوصل) ولم تكن هذه المظاهر يومها مخالفة للقياس بل كانت هي عينها القواعد والقياس ولم يكن يومها فرق بين الرسم الإملائي كما نسميه اليوم وبين الرسم القرآني ... لكن بعد زمن الصحابة حدث انفصام وانفصال بين الرسم الإملائي للغة العربية عموما وبين الرسم القرآني ... كيف حدث هذا الانفصام؟ ... حدث لأنّ رسم اللغة العربية بقي تطوره مستمرا تبعا لتطور الأعراف ـ كما سماها الأستاذ حفظه الله ـ وبسبب زيادة حاجيات القوم في لغتهم ورسمها ... بينما بقي الرسم القرآني على ما كان عليه أوّل مرة بقي كما كان مناسبا لعرف الصحابة ملبيا لحاجاتهم ... وكلّما استدعت الحاجة زيد في ضبطه دون أصل الرسم الذي أفتى العلماء على عدم جواز تعديله وتغييره ...

والتعليل العلمي لمظاهر الرسم العثماني الذي أشرنا إليه في أوّل هذه المداخلة يحاول البحث في القواعد القديمة التي كتب على وفقها القرآن الكريم .... وهو لا يزعم ولا يدعي خطأها ... والله أعلم بالحق والصواب

ـ[أبو هاني]ــــــــ[13 Oct 2010, 08:51 م]ـ

الحمد لله، الاتفاق أيسر سبيلا من النّزاع.

أودّ أن أضيف شيئا لا يشير إليه أحد فيما أظن، وهو أن كتابة المصحف كانت حتى زمن الخليل وسيبويه والفراء والكسائي والمبرد وكلهم علماء باللغة ومعظمهم من علماء الدرس القرآني تستفيد من التحسينات التي تحدث في الكتابة العامة وأهمها نقط الإعجام وعلامات الشكل الخليلية ولم يجد العلماء ولا غيرهم غضاضة في إضافتها بلون مداد الكتابة، والانفصام الذي وقع من بعد تلك الفترة إنما حدث في رأيي بسبب غياب علماء اللغة وانفراد غير اللغويين بالقول في رسم المصحف فبقي على ما كان عليه وأضاف النُّقَّاط بالحمرة والصفرة والخضرة أشياء بديلة للتحسينات التي كان ينبغي إدراجها بالسواد كما جرى مع ما قبلها، في حين كان الخطاطون المتميزون كابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي يكتبون المصاحف متبعين الرسم المستحدث الذي لا يُحذف فيه ألفات مدّ بصورة خاصة، وكان كبار أهل المعرفة لا يعترضون على صنيعهم، وفي مكتبات المصاحف العتيقة نسخ من تلك المصاحف.

وبقي هذاالأمر حتى أعادت لجنة حفني ناصف وزملائه فكرة الرسم المنسوب إلى عثمان، ونفّذت طبعة المصحف الأميري المصري، وكان مع العودة تعديلات للرموز الملوَّنة فابتُدِعت الألف الخِنجرية بدلا من ألف المدّ الحمراء، والدائرة السوداء لتسهيل الهمزة بدلا من اللون الأصفر والشكل المعيَّن تحت راء مجراها للإمالة بدلا من لون آخر وهكذا أضيف إلى سواد المصحف سواد متعدد، وكانت الحجة صعوبة استخدام الألوان في المطابع آنذاك، وأُضفِيَت على هذا العمل صفة القبول لروعة الإخراج الطباعي حتى صار هو السنّة التي لا محِيد عنها في طباعة المصاحف مع إمكان استخدام ألوان لا حصر لعددها في الطباعة في أيامنا هذه!

ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[14 Oct 2010, 12:47 ص]ـ

نعم الاتفاق أبسر سبيلا من النزاع ... ما أجملها من كلمة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير