تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"ذلك نص هذه الأرجوزة كما وقفت عليه في الخزانة الوقفية العتيقة بمدينة آسفي بخط الرحماني المذكور، وهي نسخة تعتبر ذات قيمة تاريخية لا تخفى على اللبيب، لعتاقتها وقربها من زمن الناظم من جهة، وكونها بخط إمام معتبر من أئمة هذه المدرسة، وقد خط عقبها هذه العبارات التي تحقق ما ذكرنا فقال:

"تم الكتاب بحمد الله وحسن عونه، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، وكان الفراغ منه في شهر المحرم فاتح عام تسعة وأربعين وألف، بقلم عبيد الله تعالى محمد بن محمد الرحماني كان الله له في الدارين".

وذكر الشيخ مسعود جموع في "كفاية التحصيل" "أحد شروحها التالية أنه" في بعض النسخ جاء عنوان الأرجوزة نظما هكذا قبل "الحمد لله ... ":

تفصيل عقد درر ابن بري

في نشر طرق المدني العشر

من نظم راجي العفو والمفاز

محمد بن أحمد بن غازي

قال: وجل النسخ على إسقاطه.

ووجدت مكتوبا على نسخة عتيقة أيضا بمدرسة "أزرو" بنواحي أكادير في أول الأرجوزة ما يلي:

"قال بعض الفضلاء: وجد على ظهر الورقة الأولى من نسخة الشيخ - رحمه الله - بخط يده البيان وهما: وذكرهما" ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=125359#_ftn11)).

وأبيات الأرجوزة في جميع ما وقفت عليه من نسخها 139 بيتا، فإذا ضم إليها البيتان السابقان كان العدد 141.

وأما نسخها الخطية فكثيرة في الخزائن وفي أيدي طلبة القراءات إلى اليوم، وخاصة طلاب "العشر الصغير" فهي عندهم من الضروريات لضبط مسائل الخلاف بين أصحاب نافع والطرق العشرة عنهم ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=125359#_ftn12)). وذلك - كما رأينا - هو موضوعها، وقد حاذى بها ناظمها أرجوزة ابن بري "الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع" واعتبرها تفصيلا لدررها ونشرا لطيها كما قدمنا من قوله في أولها.

أهمية الأرجوزة فيموضوعها:

وقد مثلنا بها في ترجمة ابن بري عند ذكر أرجوزته للأعمال العلمية التي قامت عليها وانبثقت عنها وهذا كان غرضه منها لتكتمل بمعرفة ما أورده فيها من الخلافيات ثقافة الطالب في هذه القراءة من مجموع رواياتها الأربع وطرقها العشرة.

كما مثلنا بها أيضا لامتدادات مدرسة العشر النافعية التي وضع أسسها الإمام أبو الحسن ابن سليمان القرطبي (730) في نظمه لكتاب "التعريف" الذي سقناه بنصه في الفصل الذي خصصناه له وسلك سبيله فيه الإمام أبو عبد الله الصفار في قصيدته اللامية "تحفة الأليف في نظم ما في التعريف" - كما سقناها بتمامها أيضا - ثم سار على نهجه كما تقدم - الشيخ العامري وابن أبي جمعة الوهراني في قصيدتيهما اللاميتين - كما عرضنا نص الأولى ونماذج طيبة من الثانية - ثم جاء ابن غازي في آخر هذا الرعيل بهذه الأرجوزة القيمة التي امتاز فيها عنهم بسلاسة النظم ودقة الوصف ووضح القصد.

هذا بالإضافة إلى جمعه بين أكبر مدرستين مغربيتين في الأداء: مدرسة أبي الحسن بن سليمان التي اعتمدها في المعلومات التي ضمنها "تفصيل عقد الدرر"، ومدرسة أبي الحسن بن بري التي جعلها منطلقا واعتمد خلافياتها التي ذكرها صاحب "الدرر" فكان يحيل عليها تصريحا أو تلميحا.

وهكذا أحيا الله به في أواخر المائة التاسعة ما كاد يندثر من هذا العلم، ونفخ بما بذله من جهد في هذا الصدد وبنظمه لهذه الأرجوزة في عصره روحا جديدة أعاد بها مباحث هذا الفن جذعة.

ولتمام الفائدة نريد هنا أن نقف على جانب من النشاط العلمي الذي قام على يده في هذا المضمار، أو انبثق عن أرجوزته على يد طبقة خاصة من صفوة رجال هذه المدرسة الذين انتدبوا إلى شرح أرجوزته وبيان مقاصده فيها وتوسيع مباحثها والسير على هذا المنهاج الذي رسمه من خلالها لأهل هذا الاختصاص والذي سيظل من زمنه إلى الآن آخر ما يطمح إلى بلوغ آفاقه الحذاق من صفوة القراء.

إشعاع أرجوزة "تفصيل العقد" وما قام عليها من نشاط علمي.

استأثرت الأرجوزة منذ ظهورها سنة 891 بعناية أهل هذا الشأن، وأصبحت عمدة لطلاب هذا الفن "العشر الصغير"، وقد استغنوا بها عن القصائد المطولة التي كانوا يعتمدونها لمن ذكرنا ولغيرهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير